قرأت وسمعت كثيرا عن العديد من المبادرات السياسية والاجتماعية وعلي رأسها مبادرة كامب ديفيد للسلام بين مصر واسرائيل ولكن مبادرة الضوء الازرق كانت بمثابة مفاجأة وذلك عندما شاهدت مؤخرا قلعة صلاح الدين الاثرية يكسوها ضوء ازرق. تعجبت وتساءل وعلمت ان هناك دعوة لاضاءة اهرامات الجيزة باللون الازرق ودار الاوبرا المصرية وابواب الجامعة الامريكية وعدد من المزارات السياحية تضامنا مع حملة او مبادرة الاضاءة الزرقاء ضمن فاعليات الاحتفال باليوم العالمي للتوعية بمرض التوحد والذي يوافق اليوم الثاني من شهر ابريل من كل عام وتشارك في الاحتفال به الكثير من الدول حول العالم بناء علي توصية جاءت من الاممالمتحدة عام 2008. الهدف من هذه الاحتفالية التوعية بمرض التوحد ومواجهة المفاهيم الخاطئة حول هذا المرض وتصحيحها مما يزيد من احتمالات التعامل وقبول مرض التوحد حيث تشير الاحصاءات ان هناك طفلا من بين 88 طفلا يعاني من التوحد، ورغم ذلك يجهل الكثيرون منا اسلوب التعامل مع الافراد المصابين بالتوحد. التوحد هو اعاقة في النمو النفسي لا يوجد سبب معروف لها، تظهر علي الاطفال من سن مبكرة وتؤثر علي قدرة الطفل علي الاتصال مع المحيطين به، او تكوين علاقات متبادلة معهم، والتوحد يعوق بشكل ملحوظ استيعاب الطفل للكلام وحصيلته اللغوية والمعلوماتية ويجد صعوبة من اكتساب مهارات التعلم والسلوك الاجتماعي وتظهر عليه علامات التوحد خلال السنوات الثلاث الاولي من العمر حيث يفضل الانكماش وعدم التعامل مع الآخرين او التحدث اليهم ولا يكثر من الاتصال البصري المباشر ولا يهتم بسماع المتحدث اليه وتظهر عليه علامات اضطرابات في السلوك، ويفوق معدل الاصابة بهذا المرض الذكور عن الاناث بنسبة اربع مرات. ويصعب علي الراشدين المصابين بالتوحد اقامة صلات واضحة وقوية مع الآخرين وقدراتهم عادة ما تكون محدودة لخلق صداقات او التعبير عن مشاعرهم تجاه الاخرين ويجدون صعوبة لفهم معني الحياة، وحتي اليوم لا يوجد سبب معروف لهذا النوع من الاعاقة ولكن الابحاث العلمية تربطه بالاختلافات البيولوجية والعصبية للمخ وانه يرجع الي اسباب تتعلق بالجينات ولم يتم تحديد الجين المرتبط بهذه الاعاقة بشكل مباشر، وتتحسن الحالات كثيرا بعد الخضوع الي علاج نفسي وجلسات اعادة التأهيل الصحي. وتركز الدول الاوروبية هذا العام علي ادماج من يعانون من التوحد في سوق العمل واكد الاتحاد الالماني لمرض التوحد ان الكثيرين منهم يتمتعون بقدرات جيدة وانه في حالة التشخيص المبكر تكون فرصة التأهيل وتحقيق مهارات معينة والمساعدة افضل. وسعدت كثيرا اننا في مصر نقوم بنشر التوعية بهذا المرض ونهتم بهؤلاء الاطفال الذين يعانون من التوحيد وضمن الجهود المختلفة للمساعدة، علمت ان د. ماجدة مصطفي الاستاذة بقسم العمارة بالجامعة الامريكية قامت باعداد 7 معايير معمارية لتصميم مباني خاصة بمرضي التوحد ليتمكنوا من التركيز بصورة افضل وفي نفس الوقت تحسين ملكاتهم الطبيعية.