يحتفل العالم الثلاثاء باليوم العالمي للتوعية بمرض التوحد ففي 26 مارس 2008 أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا باعتبار يوم 2 ابريل من كل عام يوما عالميا للتوعية بمرض التوحد وأشارت الأممالمتحدة في قرارها إلى أن مرض التوحد يعيق النمو مدى الحياة وتظهر علاماته خلال الأعوام الثلاثة الأولى من العمروينجم عنه اضطراب عصبي يؤثر على وظائف المخ وهو غالبا ما يصيب الأطفال في بلدان عديدة بصرف النظر عن نوع الجنس أو العرق أوالوضع الاجتماعي و الاقتصادي ومن سماته العجز عن التفاعل الاجتماعي وصعوبة في التعبير بالكلام وبأي وسيلة أخرى وإتباع نمط محدد ومتكرر من التصرفات والاهتمامات والأنشطة. ويترتب على انتشاره وارتفاع معدلات الإصابة به تحديات إنمائية على المدى الطويلكما أن له أثر هائل على الأطفال وأسرهم وعلى مجتمعاتهم المحلية ومجتمعاتهم الوطنية. وأشارت الجمعية العامة للأمم المتحدة في مسودة قرارها إلى أنها تشعر ببالغ القلق إزاء انتشار مرض التوحد وارتفاع معدلات الإصابة به لدى الأطفال في جميع مناطق العالم, وما يترتب على ذلك من تحديات إنمائية على المدى الطويل لبرامج الرعاية الصحية و التعليم والتدريب. وأكدت أيضا على أهمية التشخيص المبكر والقيام بالبحوث والتدخلات المناسبة لنمو الفرد وإنمائه رسالة من الأمين العام للأمم المتحدة وبمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للتوعية بمرض التوحد , وجه السيد بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة رسالة قال فيها " إن اليوم العالمي للتوعية بمرض التوحد نجح في توجيه المزيد من انتباه المجتمع الدولى إلى مرض التوحد والاضطرابات الأخرى التي يعاني منها ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم". وأشار مون إلى أن الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الحالية اعتمدت قرارا جديدا بشأن هذه المسألة أعربت فيه عن التزامها بمساعدة المتضررين من الأفراد والأسر. وتشجع الجمعية العامة في هذا القرار الدول الأعضاء وغيرها على تعزيز البحوث وتوسيع نطاق الخدمات المقدمة في مجال الصحة والتعليم والعمالة وغيرها من الخدمات الأساسية. وسوف يتناول المجلس التنفيذي لجمعية الصحة العالمية أيضاk موضوع اضطرابات طيف التوحد في دورته القادمة التي ستعقد في شهر مايو القادم . وأكد مون أن هذا الاهتمام الدولي ضروري من أجل التصدي لحالات الوصم بالعار, والافتقار إلى الوعي, وعدم كفاية هياكل الدعم. وتشير البحوث الحالية إلى أن التدخل في مرحلة مبكرة يمكن أن يساعد الأشخاص الذين يعانون من حالات التوحد على تحقيق تقدم كبير على مستوى قدراتهم. ولقد آن أوان العمل من أجل مجتمع أكثر إدماجا للجميع وتسليط الضوء على مواهب الأشخاص المصابين بهذا المرض, وكفالة توفير الفرص لهم لتحقيق إمكاناتهم. وفى هذا الصدد ستعقد الجمعية العامة اجتماعاk رفيع المستوى في 23 سبتمبر القادم لتناول أوضاع أكثر من مليار شخص من ذوي الإعاقة, بمن فيهم الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات طيف التوحد. وقال مون فى رسالته " أرجو أن يغتنم قادة الدول هذه الفرصة لإحداث فرق ملموس سيساعد هؤلاء الأشخاص وأسرتنا البشرية برمتها. فلنواصل العمل يدا بيد مع الأشخاص المصابين باضطرابات طيف التوحد ومساعدتهم على تنمية مواطن قوتهم والتصدي في الوقت نفسه لما يواجهونه من تحديات وذلك بحيث يتسنى لهم عيش الحياة المنتجة التي هي من حقهم الطبيعي" تشخيص المصاب بمرض التوحد... ومرض التوحد هو اضطراب عصبي لا يعرف مصدره وهوإعاقة نمائية يتم تشخيصها في معظم الأحيان خلال الثلاث السنوات الأولى من عمر الطفل, وتؤثر هذه الإعاقة على وظائف المخ وتقدر نسبة الإصابة بها بنحو 1 بين كل 500 طفل وبالغ في الولاياتالمتحدةالأمريكية ولا تتوفر إحصائيات دقيقة عن عدد المصابين في كل دولة. وما يعرف أن إعاقة التوحد تصيب الذكور أكثر من الإناث أي بمعدل 4 إلى 1, وهي إعاقة تصيب الأسر من جميع الطبقات الاجتماعية ومن جميع الأجناس والأعراق. ويؤثر التوحد على النمو الطبيعي للمخ في مجال الحياة الاجتماعية ومهارات التواصل حيث عادة ما يواجه الأطفال والأشخاص المصابون بالتوحد صعوبات في مجال التواصل غير اللفظي والتفاعل الاجتماعي وكذلك صعوبات في الأنشطة الترفيهية. وتؤدي الإصابة بالتوحد إلى صعوبة في التواصل مع الآخرين وفي الارتباط بالعالم الخارجي. حيث يمكن أن يظهر المصابون بهذا الاضطراب سلوكا متكررا بصورة غير طبيعية, كأن يرفرفوا بأيديهم بشكل متكررأو أن يهزوا جسمهم بشكل متكرركما يمكن أن يظهروا ردودا غير معتادة عند تعاملهم مع الناس أو أن يرتبطوا ببعض الأشياء بصورة غير طبيعية كأن يلعب الطفل بسيارة معينة بشكل متكرر وبصورة غير طبيعية دون محاولة التغيير إلى سيارة أو لعبة أخرى مثلا مع وجود مقاومة لمحاولة التغيير وفي بعض الحالات قد يظهر الطفل سلوكا عدوانيا تجاه الغير أو تجاه الذات. ويتم تشخيص التوحد غالبا عندما يبلغ الطفل السنتين من عمره دون أن يتكلم كأقرانه وقد يلاحظ عليه عدم التركيز البصري أو عدم ربطه للأموروقد تظهر على البعض الآخر سلوكيات غريبة مثل الرغبة في إيذاء الذات إلا أن زيارة لطبيب الأطفال قد لا تفيد فقد يخبرهم بأنه لا داعي للقلق وأن الطفل على ما يرام. الوالدان .. ومرض التوحد والواقع أنه على الوالدين عدم تكذيب حسهم الأبوي تجاه الإبن المصاب بمرض التوحد والأفضل استشارة طبيب أو أكثر وعدم الاكتفاء برأي واحد فقط ولعل تشخيص مرض التوحد من أصعب الأمور وأكثرها تعقيدا وخاصة في الدول العربية حيث يقل عدد الأشخاص المهيئين بطريقة علمية لتشخيص التوحد مما يؤدي إلى وجود خطأ في التشخيص أو إلى تجاهل التوحد في المراحل المبكرة من حياة الطفل مما يؤدي إلى صعوبة التدخل في أوقات لاحقة. حيث لا يمكن تشخيص الطفل دون وجود ملاحظة دقيقة لسلوك الطفل ولمهارات التواصل لديه ومقارنة ذلك بالمستويات المعتادة من النمو والتطور. ولكن مما يزيد من صعوبة التشخيص أن كثيراk من السلوك التوحدي يوجد كذلك في اضطرابات أخرى. ولذلك فإنه في الظروف المثالية يجب أن يتم تقييم حالة الطفل من قبل فريق كامل من تخصصات مختلفة حيث يمكن أن يضم هذا الفريق: طبيب أعصاب وطبيب نفسي وطبيب أطفال متخصص في النمووطبيب علاج لغة وأمراض نطق وأخصائي علاج مهني وأخصائي تعليمي, والمختصين الآخرين ممن لديهم معرفة جيدة بالتوحد هذا وقد تم تطوير بعض الاختبارات التي يمكن استخدامها للوصول إلى تشخيص صحيح للتوحد.وعادة لا يمكن ملاحظة التوحد بشكل واضح حتى سن 24-30 شهرا حينما يلاحظ الوالدان تأخرا في اللغة أو اللعب أو التفاعل الاجتماعي وعادة ما تكون الأعراض واضحة في الجوانب التالية التواصل: يكون تطور اللغة بطيئا وقد لا تتطور بتاتا يتم استخدام الكلمات بشكل مختلف عن الأطفال الآخرين وحيث ترتبط الكلمات بمعانm غير معتادة لهذه الكلمات, ويكون التواصل عن طريق الإشارات بدلا من الكلمات ويكون الانتباه والتركيز لمدة قصيرة. التفاعل الاجتماعي: يقضي وقتا أقل مع الآخرين, ويبدي اهتماماk أقل بتكوين صداقات مع الآخرين وتكون استجابته أقل للإشارات الاجتماعية مثل الابتسامة أو النظر للعيون المشكلات الحسية: استجابة غير معتادة للأحاسيس الجسدية مثل أن يكون حساسا أكثر من المعتاد للمس, أو أن يكون أقل حساسية من المعتاد للألم, أو النظر, أو السمع, أو الشم. اللعب: هناك نقص في اللعب التلقائي أو الابتكاري كما أنه لا يقلد حركات الآخرين ولا يحاول أن يبدأ في عمل ألعاب خيالية أو مبتكرة. السلوك: قد يكون نشطا أو حركا أكثر من المعتاد أو تكون حركته أقل من المعتاد مع وجود نوبات من السلوك غير السوي (كأن يضرب رأسه بالحائط, أو يعض) دون سبب واضح. قد يصر على الاحتفاظ بشيء ما أوالتفكير في فكرة بعينها أو الارتباط بشخص واحد بعينه. هناك نقص واضح في تقدير الأمور المعتادة وقد يظهرسلوكا عنيفا أوعدوانيا أو مؤذيا للذات وقد تختلف هذه الأعراض من شخص لآخر وبدرجات متفاوتة.منظمة الصحة العالمة ومرض التوحد وتشير تقاريرمنظمة الصحة العالمية إلي أنه في السبعينات من القرن الماضي كانت الاحصائيات تدور حول الرقم 1 إلى 2 لكل 3000 نسمة , وفي الثمانينات اعتمد الرقم 1 إلى 1000 وفي بعض البلدان 2 إلى 1000. بعد ذالك نسبة انتشار مرض التوحد بازدياد مع تباين في النتائج بين البلدان المختلفة فنجد في الصين أشارت دراسة في هونج كونج نشرت عام 2008 وكانت نسبة انتشار طيف التوحد 1.68 لكل 1000 من الاطفال تحت عمر 15 سنة وقريب من ذالك الرقم في استراليا. وفي الدانمارك ذكرت دراسة نشرت في عام 2003 أن هناك ارتفاعا في نسبة انتشار التوحد من عام 1990 وواصلت النمو بالرغم من سحب مادة الثيوميرسال من التطعيمات المشتبه بها كمسبب لمرض التوحد منذ عام 1992 , ففي عام 1990 كانت النسبة 0.5 حالة لكل 10 آلاف طفل وفي عام 2000 كانت النتيجة 4.5 حالة لكل 10 آلاف طفل . وفي اليابان نشر تقرير عام 2005 دراسة على مناطق من يوكوهاما تعداد سكان 300 ألف نسمة نجد الاطفال منهم تحت 7 سنوات كانت نسبة التوحد 48 حالة لكل 10 آلاف طفل عام 1989, ثم زادت إلي 96 حالة لكل10 آلاف طفل عام 1990, و97 حالة لكل 10 آلاف طفل عام 1993, و161 حالة لكل 10 آلاف طفل عام 1994, مما يدل علي زيادة نسب انتشار نسب التوحد كل عام . وفي المملكة المتحدة نشرت دراسة عام 2004 أن نسبة انتشار طيف التوحد من عام 1988 وحتى عام 2001 كانت على التوالي من 0.11 الى 2.89 . وفي الولاياتالمتحدةالأمريكية في عام 1996 تم تشخيص 21,669 حالة مرض توحد بين الاطفال من عمر 6 الى 11 سنة وفي عام 2001 تم تشخيص 64,096 حالة مرض توحد بين الاطفال من عمر6 الى 11 سنة وفي عام 2005 تم تشخيص 110,529 حالة مرض توحد بين الاطفال من عمر 6 الى 11 سنة . وأشارت إحصائية حول مرض التوحد أنه يصاب على الأقل واحد من كل 150 طفلا من الجنسين وعلى الأقل واحد من كل 94 طفلا ذكرا بالمرض, وبين أن التوحد أسرع مرض إعاقة إنتشارا في العالم وأشارت الاحصائية إلى انه خلال هذه سنة 2011 تجاوزت نسبة المصابين بالتوحد أكثر من المصابين بالسرطان أو الايدز أو الإعاقات الأخرى , ولفت إلى أن الأطفال الذكورهم أكثر عرضة بأربعة أضعاف الأطفال الإناث , وأشار التقريرأنه لا توجد سبل طبية لعلاج التوحد ولكن التشخيص المبكر يساعد على تحسين الحالات, وأكد على أن التوحد يصيب الجميع بغض النظر على العرق أو المنطقة أو أي اختلافات أخرى . أن نسبة انتشار التوحد عالميا تشير إلي إن المعدل يبلغ 75 حالة بين كل 10 آلاف طفل, وهي في الذكور أكثر من الإناث بنسبة 4 إلى 1 ولكن هناك حقائق جديدة ذكرها مركز يوتاها للتدخل الطبي الحيوي في أمريكا وهي أن نسبة التوحد ارتفعت حاليا إلى نحو طفل بين كل 150طفلا , وأن الأعداد في ازدياد مستمر سواء كان في الخارج أو في بلادنا العربية. ولكن للأسف لا يوجد إحصاءات رسمية لدينا إلى الآن وقد حرصت الأممالمتحدة طوال تاريخها على تعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة ورفاههم بمن فيهم الأطفال ذوي الإعاقات النمائية. وفي عام 2008 دخلت اتفاقية الأممالمتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة حيز التنفيذ مجددة بذلك التأكيد على المبدأ الأساسي لحق الجميع في التمتع الكامل بحقوق الإنسان العالمية.