مر أمس عامان علي نياحة قداسة البابا شنودة الثالث.. وأقام البابا تواضروس الثاني قداسا بهذه المناسبة بالكاتدرائية المرقسية الارثوذكسية في دير الأنبا بيشوي الذي دفن فيه البابا شنودة، بالإضافة إلي احتفالية مساء ذات اليوم في المركز الثقافي القبطي، الذي يشرف عليه الأنبا ارميا وتم تقديم جائزة باسم البابا شنودة «الحكمة والشفقة» وحضرها المهندس ابراهيم سمك خبير الطاقة الشمسية والمهندس هاني عازر خبير الانفاق بألمانيا.؛ وفي هذه المناسبة ولأول مرة أتلقي اهداءين علي كتاب يحمل عنوانه«الأسطورة» التوقيع الأول للزميلة العزيزة صاحبة القلب الرقيق ثناء أبوالحمد رئيس تحرير كتاب اليوم التي اصدرت الكتاب للزميل أحمد السرساوي مدير تحرير أخبار اليوم حامل أسرار قداسة البابا الراحل شنودة الثالث.؛ الزميل أحمد السرساوي قال ان عطاء البابا شنودة لم يقتصر علي الوطن الذي أحبه، وخدم في صفوف القوات المسلحة كضابط احتياط عقب تخرجه في كلية آداب جامعة القاهرة.. بل واصل العطاء عندما جلجلت اجراس الكنائس صباح 14 نوفمبر 71 معلنة تجليس البابا شنودة علي كرسي القديس مرقس.. فقام بحل مشاكل الكنيسة، وكانت زيارته الأولي لخط النار وجبهة القتال مع إسرائيل خلال حرب الاستنزاف، وجاءت لكلماته مفعول السحر في قلوب المقاتلين من رجال الصاعقة والمظلات، ومن بينهم البطل الشهيد إبراهيم الرفاعي، والقائد الشهيد عبدالمنعم رياض.؛ ولم تتوقف زيارات البابا الراحل عند هذا الحد، بل حرص علي زيارة الكتائب، والفرق، وإجراء الحوارات مع الضباط وجنوب الجيش الثالث الميداني، والثاني وهناك ألقي كلمة عن اليهود محذرا من غدرهم، وقدم أمثلة علي ذلك في التاريخ الإسلامي والمسيحي.. وحكي عن تآمرهم علي السيد المسيح، وغدر يهود خيبر في بداية الدولة الإسلامية، وتحدث إلي الجنود عن قضيتهم مؤكدا انها حرب مقدسة لاستعادة تراب الوطن.؛ وعندما اندلعت حرب أكتوبر، كان يلهج بالدعاء والصلوات، ويتحدث في المحافل الدولية عن اختلاط دماء شهداء مصر من الشباب المسلم والمسيحي وهي تروي رمال سيناء، وهم يستعيدونها إلي حضن الوطن.؛ وبعد النصر زار الجرحي وتفقد خط بارليف وشارك في الاحتفالات الشعبية بالنصر.. وكان في صدارة المعزيين عند وفاة المشير أحمد إسماعيل عام 75، وألقي موعظة مؤثرة عن التضحية من أجل الوطن.. وشارك في ذكري عودة طابا، ومناورات القوات المسلحة.؛ وتناول المؤلف القدير أحمد السرساوي الدور الوطني للبابا الراحل وموقفه الرافض لزيارته للقدس، وهو مستمر حتي الآن، وتأكيده علي عدم دخوله القدس إلا ويده في يد فضيلة شيخ الأزهر.. وكثيرا ما هاجم الحفريات الإسرائيلية تحت المسجد الأقصي وقبة الأقصي، وفند ادعاءاتهم قائلا: ليس من المقبول ان المسلمين تركوا الأرض كلها واختاروا موضع الهيكل القديم ليبنوا عليه المسجد الأقصي، وكشف ان الهيكل قد تحطم علي يد القائد الروماني تيتوس عام 70 ميلادية، ومن ثم لا جدوي من التنقيب والحفريات.؛ وتقول الزميلة ثناء أبوالحمد ان المؤلف يكشف المواقف الوطنية للبابا الراحل شنودة الثالث، ومحبته لكل المصريين وعلاقته بالساسة والمفكرين، ووأد الكثير من الفتن التي كان من الممكن ان تشعل الكثير..؛ وعن الكاتب القدير أحمد السرساوي الذي تربطني به علاقة وطيدة وهو الحاصل علي شهادة أكاديمية ناصر العسكرية العليا، مما أهله لتغطية الصراع في القرن الأفريقي، والعدوان الإسرائيلي علي غزة.. اوجه كل الدعوات الطيبة للزميلين بمزيد من العطاء.؛