كلما سافرت الي مدينة اوروبية يقفز الي ذهني سؤال ما الفارق بين من اشاهدهم الان يسيرون في الشوارع او يعملون في المحلات.. وبين من اعيش بينهم في القاهرة ؟.. وأتعجب من نشاطهم واقبالهم علي العمل وأدبهم في تقديم الخدمات الي الغير بدون انتظار مقابل.. ففي احدي زياراتي طلبت كوبين من القهوة ثمنهما 5 دولارات ونصف.. وعندما قدمت للبائعة ورقة ب 100 دولار.. اعتذرت بلباقة بأن الورقة ضخمة ولا تملك الباقي.. وبحثت في جيوبي فوجدت 3 دولارات.. فسألتها كوبا واحدا لرفيقي.. فقدمت لي الباقي 25 سنتا... ثم احضرت لي في نشاط كوبين من القهوة.. مع ابتسامة!.. وفي سوبر ماركت ضخم طلب رفيقي شنطة كبيرة ليضع فيها مشترياته رغم قلتها.. ووجدت الفتاة التي تجلس علي ماكينة الحساب تترك مكانها لتحضر لكل واحد منا حقيبة مع ابتسامة! ومنذ اعوام كنت في زيارة لسويسرا.. وقررنا ان نزور بلدا سياحيا نتجول فيه لعدة ساعات ونعود لنمارس هواية "الشوبنج" قبل غلق المحلات في السادسة مساء.. وسألنا عن رحلة بالباخرة فقالوا لنا انها تأخذ 7ساعات نزور خلالها عددا من الجزر.. فقلنا ان امامنا فقط ساعة ونصف حتي نلحق بالقطار.. واننا سنفتقد هذه الرحلة فقالوا لنا انها "محلوله" فلتأخذوا الباخرة وتزوروا 4 جزر.. ثم تأخذوا باخرة اخري في طريق عودتها لحظة وصولكم.. وهو ما حدث واستغرقت الرحلة ساعة ونصفا بدون ثانية زيادة.. وفي محطة القطار" تهنا " واستنجدنا بصاحب احد المحلات في المحطة فترك عمله واصطحبنا الي رصيف القطار وودعنا بابتسامة. الفارق بيننا وبينهم انهم شعوب منظمة لم تصبها افة العشوائية والانانية في الافكار والسلوك.. فالجميع هناك ملتزم بميعاد للنوم حتي يستيقظ نشيطا ويذهب الي عمله ليساعد غيره.. فلم اشاهد اي موظف او عامل كسول يتناول افطاره في مكتبه او يترك عملاءه ليتحدث في تليفونه المحمول.!