كلما سافرت للخارج أتعجب من نشاط وحيوية كل من أقابلهم سواء في الشارع أو الفندق أاو حتي في شركة أو محل أو مطار.. وخلال أسفاري في الخارج زرت مطارات صغيرة غاية في الجمال والنظافة والبساطة وحسن الاستقبال و مطارات ضخمة تهبط بها طائرة كل دقائق معدودة.. ورغم حجم الرحلات والمسافرين فإن كل شئ يسير بانضباط وانتظام.. والاجراءات تنتهي في ثوان.. والعاملون فيها يعاملونك كأنك الراكب الوحيد ..ويوجهون لك الشكر لاختيارك مطارهم . مطار القاهرة الان واحد من أجمل مطارات العالم.. ولن تجد فارقا كبيرا بينه وبين أي مطار عالمي. ولكن ما يعيبه نظرة الشك والتكشيرة من بعض العاملين.. بالاضافة الي عادتنا المصرية السيئة في اصطحاب "العيلة.. وعيلة العيلة" لتوديع او استقبال مسافر... المهم في إحدي المرات كنت في استقبال صديق لي.. وبعد استقبالي له.. وعند بوابة الرسوم وقفت لأحاسب علي فترة الانتظار.. ووجدت الموظف علي البوابة يمد لي يده من الشباك ليأخذ التذكرة.. وهو مشغول في مكالمة علي تليفونه المحمول .. الذي "زنقه" بين أذنه وكتفه.. ثم اشار لي بخمس جنيهات حتي لا يغلق المكالمة ويتوقف عن الحوار الدافئ مع الطرف الآخر.. وتكرر الموقف معي اكثر من مرة في جراج عمومي.. وفي سنترال.. وفي مصلحة حكومية خدمية.. حتي في كشك السجائر والسوبر ماركت والتاكسي. لقد أصبح استخدام التليفون المحمول في اثناء العمل ظاهرة ننفرد بها عن كل البشر في الدنيا.. وهي ظاهرة خطيرة فعلاوة علي انها تعلن للقاصي والداني اننا لا نعرف قيمة العمل.. ولا نحترم من نقدم له الخدمة.. وهذا ما لاتجده في الدول المتحضرة فمن يقدم لك كوب ماء في الخارج يشكرك بأدب جم لانك اختارته ليقدم لك الخدمة.. فلماذا لا نمنع المحمول اثناء العمل ؟.. فهناك وقت للعمل.. ووقت للمحمول!