طابور المعترفين بالدولة الفلسطينية المستقلة علي حدود 7691 بدأ يتزايد وسوف يتزايد في الأيام والاسابيع القادمة. لقد وصل عدد الدول المؤيدة لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة إلي 401 دولة بانضمام كل من البرازيل والارجنتين وهما أكبر دولتين في أمريكا اللاتينية. كما أن شيلي في طريقها أيضا. هذه التطورات سوف تدفع العديد من دول هذه القارة التي لم تتلوث معظم دولها بسموم الصهيونية العالمية إلي الانضمام الي قائمة المعترفين بالدولة الفلسطينية. مثل هذه الخطوات تعد مبرراً مقبولاً كي يكون التقدم إلي مجلس الأمن للحصول علي اعترافه ضمن الافكار المطروحة جديا للرد علي الخنوع الامريكي وموقف إسرائيل المعارض للسلام وهو أمر سوف يزيد من عزلتها الدولية سواء تم صدوره أم لم يصدر باستخدام الفيتو الامريكي. لجوء واشنطن إلي هذا الاجراء لتعطيل قيام الدولة الفلسطينية سوف يكون برهاناً قاطعا حول عدم صدق نواياها تجاه مشروعها باقامة الدولة الفلسطينية كما أنه سيفضح تواطؤها بشكل حاسم والمتمثل في انحيازها لاسرائيل ضد العرب والمسلمين. أرجو الا يكون غائباً عن الفلسطينيين والعرب طبيعة المحاولات الحثيثة للإدارة الامريكية - التي يؤكد سلوكها الافتقاد للذكاء- انكشاف تواطؤها مع الاستيطان الإسرائيلي لمنع التفاوض من أجل التسوية السلمية العادلة وفقا لما يريده البلطجي نتنياهو منذ البداية.. المضحك حقا أن يعلن هذا المتطرف اليهودي المستورد من حواري »منهاتن« بنيويورك.. في اجتماع عام منذ أيام وبعد تردد الانباء عن نية أمريكا إعلان عجزها عن اقناع إسرائيل بوقف الاستيطان.. إن الفلسطينيين بقيادة ابو مازن هم المسئولون عن وقف هذه المفاوضات. هل هناك صلف وغرور وكذب وتجرؤ علي الحقيقة أكثر مما قاله عدو السلام؟ لماذا لا.. خاصة بعد ان ضمن وضع أوباما رئيس أكبر دولة في العالم في جيبه من خلال اعلان تخليه عن المبادئ والقيم والأخلاق وحماية الشرعية الدولية. كم أرجو أن يكون صحيحاً ما أعلنه أبو مازن من أن الهدف من زيارة صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين لواشنطن هو الاجتماع مع هيلاري كلينتون وزيرة خارجية الولاياتالمتحدة والاستماع الي وجهة نظرها فيما حدث من تطورات بشأن الاستيطان وأن لا يكون ضمن برنامجه الاجتماع سراً بممثل نتنياهو. ليس خافيا ان واشنطن اقدمت علي هذه الدعوة في محاولة للتغطية علي فضيحة »نكتة« الإعلان عن عجزها اقناع دميتها إسرائيل بالتوقف عن ممارسة انتهاكها للمواثيق الدولية والعدوان علي قرارات الشرعية الدولية من خلال رفضها تجميد عمليات الاستيطان. لقد أشارت الأنباء إلي ان إسرائيل رفضت الاقتراح الأمريكي بتجميد هذا الاستيطان لمدة ثلاثة شهور مقابل حوافز أمريكية مالية وعسكرية غير مسبوقة.. وهو ما جعل المراقبين يتساءلون بدهشة.. ولماذا تستجيب هذه الدولة المتمردة علي الشرعية الدولية لإغراءات »ماما أمريكا«؟ من حقها ان تتدلل وأن ترفض مادام يمكنها ان تحصل علي ما تريد بدون مقابل. ان هذا هو ما حدث بالفعل حيث منحها الكونجرس الأمريكي 200 مليون دولار يوم الخميس الماضي أي بعد إعلان الفشل الأمريكي من أجل تمويل بناء نظام لصد هجمات الصواريخ تحت اسم »القبة الفولاذية«. بعد ذلك هل هناك أمل في ان تقوم مثل هذه الدولة بمسئولية الوساطة المحايدة في أزمة السلام بالشرق الأوسط. بالطبع.. لا.. وألف.. لا. ليس تزيدا أن أقول إنني أشم رائحة صفقة قذرة بين إدارة أوباما واللوبي الصهيوني المسيطر علي الكونجرس خاصة بعد فوز الجمهوريين بالأغلبية في مجلس النواب من أجل اتخاذ هذا الموقف الأمريكي المتخاذل. كل الدلائل تشير إلي أن هناك اتفاقا بين إدارة أوباما واللوبي الصهيوني وإسرائيل بالموافقة علي بعض مشروعات القوانين الامريكية الداخلية والتي يتبناها اوباما وتشمل تعديلات قانون الضرائب وكذلك الموافقة علي معاهدة سارت مع روسيا بشأن التسليح النووي وفقا لشروط معينة.. في مقابل أن يرفع أوباما يده عن قضية سلام الشرق الاوسط مؤيداً لوجهة نظر نتنياهو. كل التطورات تشير إلي جنوح إدارة أوباما لاتخاذ نفس سياسة بوش الابن الجمهوري في الانصياع الكامل لكل ما تريده اسرائيل والضرب عرض الحائط بالمصالح الامريكية مع العالم العربي والاسلامي المستسلم تماما للمصير الاسود. ليس من وسيلة لتحريك هذه المياه الراكدة سوي أن يكون هناك بركان أو زلزال يساهم في إزالة غيبوبة أمريكا ويعمل علي افاقة اسرائيل من نزعة العنصرية والعدوانية والاستعمارية التي تسيطر عليها وساعدت علي تغذيتها ونموها حالة الضياع التي يعيشها العالم العربي والاسلامي.