بعد حلقات نشرها وزير الخارجية أحمد ابوالغيط كشاهد علي حرب اكتوبر 37 قدم الوزير سلسلة مقالات مهمة تحت عنوان »شاهد علي السلام« ما بين مؤتمر مينا هاوس 77 وحتي مؤتمر مدريد للسلام عام 19. التجربة الثرية والمثيرة التي عرضها الوزير لهذه المفاوضات الشاقة، تمثل اهمية تاريخية كبيرة، فهي شهادة مشارك في صنع السلام، ورؤية موضوعية موثقة يحتاج اليها القاريء المصري والعربي وسط تحليلات ورؤي كثيرة قدمها بعض الساسة المصريين والعرب والاجانب، قدموها من خلال مذكراتهم المنشورة في كتب. وحملت طابعا شخصيا يصعب علي القاريء معرفة الحقيقة بدقة، حيث غلبت الانطباعات الشخصية لاصحاب هذه المذكرات علي الوقائع والحقائق المجردة. وإن كان الوزير ابوالغيط قد قدم في مقالاته رؤية شخصية، فقد جاءت في اطار تحليلي للقضية والشخصيات وطبيعة مفاوضات السلام الشاقة في حينها ووقتها والظروف والملابسات التي مرت بها، لتقدم للقاريء صفحات من تاريخ مصر والمنطقة وخاصة للاجيال الجديدة من الشباب، وما احوجهم لمعرفتها. كما تقدم سجلا مشرفا للدبلوماسية المصرية وان كنت اتمني ان تكون ظروف الوزير ابوالغيط قد سمحت له بنشر هذه المقالات في بداية توليه مسئولية وزارة الخارجية حتي يعلم القاصي والداني دولا واشخاصا من هو وزير خارجية مصر، الذي عركته الحياة الدبلوماسية والسياسية منذ بداية عمله وحتي اليوم وخاصة في قضية العرب، القضية الفلسطينية. من هنا فإن شهادة ابوالغيط علي السلام تمثل وثيقة تاريخية محايدة، وموضوعية مهمة، نستفيد منها الدروس ونستخلص العبر في المفاوضات الشاقة مع الجانب الاسرائيلي المراوغ وتعطي بارقة امل في المفاوضات الجارية مع الفلسطينيين وغيرها من الاطراف العربية مستقبلا. ان كتابة هذه الشهادة والوزير ابوالغيط في مقعد الوزارة رئيسا للدبلوماسية المصرية لها مغزي كبير في مشوار المفاوضات الطاحنة »علي حد وصف الوزير« وان الدعم المصري للاشقاء الفلسطينيين في التفاوض قادر علي اجتياز كل العقبات التي تضعها الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة، حتي يحصل الشعب الفلسطيني علي كامل حقوقه واقامة دولته المستقلة. كما هو الموقف المصري الثابت منذ انطلاق عملية السلام منذ مؤتمر اليوم الواحد في فندق مينا هاوس رغم غياب الفلسطينيين وباقي الاطراف العربية حينذاك.. وكذلك انهاء الاحتلال الاسرائيلي من جميع الاراضي العربية المحتلة.. هكذا كان موقف مصر.. وهكذا هو اليوم وغدا.