أحمد بهاء الدين شعبان خلال حواره مع »الأخبار« ثورة 25 يناير فتحت الباب للتغيير وثورة 30 يونيو امتداد لها المهندس أحمد بهاء الدين شعبان احد مؤسسي حركة كفاية، وعضو قيادة جبهة الإنقاذ،ومنسق عام الجمعية الوطنية للتغيير والأمين العام للحزب الاشتراگي المصري تحدث ل»الاخبار« فأكدأن ثورة 25 يناير من أعظم ثورات العالم خلال القرن الماضي بالرغم من كل أخطائها فهي التي فتحت أبواب التغيير وأن ثورة 30 يونيو إمتداد عضوي لها..ويري أنها جريمة في حق هذا الشعب أن يكون هناك تناقض ما بين الثورتين لأن هذا يضعف القوي الثورية..ويحلل موقف الشباب المسيس علي أنه غير منظم ولكنه يضحي بنفسه في المظاهرات بينما لا يتحمل عبء بناء حزب سياسي..وهو يشيد بالمرأة المصرية التي إستعادت دورها الطليعي في ثورة 25 يناير 2011 حتي الآن وكانت عاملا رئيسيا في إنجاح الدستور والرهان عليها ليس رهاناً خاسراً..ويحذر من أن قواعد حزب النور في سياق حركتها مختلفة عن القيادات بينما القيادات براجماتية وتلعب السياسة بشكل مباشر..واكد ان رغم اعلان الحزب تأييده للدستور الا ان قواعده لم تصوت عليه وإلي مزيد في الحوار التالي: كيف رأيت الإستفتاء علي الدستور وما هي ملاحظاتك عليه؟ - مشاركة الجماهير في الإستفتاء كانت تعبيرا حقيقيا عن رغبة الشعب المصري في الخروج من النفق المظلم الذي نعيشه الآن والوصول إلي لحظة إستقرار إجتماعي وإقتصادي ولذلك تصدر المشهد في الإستفتاء المرأة وكبار السن وعناصر في المحافظات كنا نظن أنها خارج السياق لكن في الحقيقة هناك شعور لدي هذه الفئات المجتمعية أن الوضع يحتاج دفعة بإتجاه مواجهة الأزمات القائمة والوصول إلي إستقرار يهيئ الأمور للتطور في إتجاه حل مشكلات المجتمع..أما ملاحظاتي الأساسية أن الاستفتاء علي الدستور قاطعه التيار الإسلامي بكل إتجاهاته ومكوناته حتي حزب النور الذي أعلن موافقته علي الدستور لكن الظاهرة المؤكدة أن عناصره لم تشارك بكثير أو بقليل في هذا الإستفتاء كلها قاطعت وهذا معناه أن من يريد المراهنة علي أي فصيل من التيارات الدينية واهم ..لأن وقت الجد هم يعتبرون أنفسهم معسكرا واحدا وينظرون إلينا علي أننا شعب من الكفرة والملحدين ولسانهم فقط مع الدستور لكن بالفعل والموقف هم ضد الدستور والمدنية والديمقراطية وهذا الكلام معلن وواضح علي مواقع التواصل الإجتماعي وتصريحات قادتهم. وهل تلك المقاطعة ستؤثر علي المستقبل السياسي للتيار الإسلامي؟ - أظن أنها ستؤثر وأعتقد أنه في أي لحظة حاسمة سينحازون للإخوان والجماعة الإرهابية فالواقع أن هناك إنفصالا كاملا بين قيادات التيارات السلفية وبين القواعد أو ربما تكون عملية توزيع أدوار بمعني أن الإتفاق بين القيادات أنها تعلن موافقتها أما القواعد فيمتنعون عن الذهاب أو ربما تكون القيادات عاجزة في التأثير علي القواعد " الله أعلم ".. لكن أياً كان السبب أعتقد أن علي القوي المدنية والدولة أن تبني حساباتها علي أن قواعد حزب النور لها سياق حركتها المختلف عن القيادات وهي أقرب للجماعات التكفيرية والرافضة للمسيرة الديمقراطية بشكل واضح. مواقف متباينة ولكن حزب النور رد علي هذا بأنه الحزب الوحيد الذي نظم أكثر من 50 مؤتمرا بجميع محافظات مصر لتأييد الدستور؟ - هذا هو ذكاء حزب النور فقد تحرك مستغلاً إمكانياته المادية للإيحاء بأنه مع الدستور ولكنه لم يحرك قواعده ويعطيها التعليمات بالذهاب لتقول "نعم "للدستور..في النهاية الإستفتاء علي الدستور مر بشكل جيد ولكني أتكلم عن دلالة الموقف وأنه يجب أن توضع هذه النقطة أمام صناع القرار فقواعد حزب النور متباينة في مواقفها عن القيادات سواء كان هذا توزيع أدوار أو أن القيادات غير قادرة علي السيطرة علي القواعد أو أن القواعد أكثر تشدداً من القيادات..أياً كان السبب القيادات براجماتية وتلعب السياسة بشكل مباشر وهذا هو الواقع الذي نراه أمامنا. وكيف تري بروز دور المرأة الذي كان حديث العالم أجمع ؟ لا أراه بروزاً إنما إستعادة لدورها فالمرأة المصرية إستعادت دورها الطليعي في ثورة الشعب المصري منذ 25 يناير 2011 وحتي الآن..ما حدث أن المرأة نتيجة سيطرة الإخوان علي السلطة شعرت أن مكتسباتها تسرق منها ويتم تهميشها بالإضافة إلي النظرة الدونية التي كانت سائدة وأن مكانها في المنزل ودورها هو خدمة الرجل والإنجاب فقط لكن قبل 30 يونيو بدأت المرأة تستعيد دورها ثم في 30 يونيو كانت موجودة بشكل قوي جداً وتأكد هذا في الإستفتاء علي الدستور وأظن أن المرأة هي العامل الرئيسي في إنجاح الدستور في الإستفتاء الأخير وهذا معناه أن رهاننا علي المرأة ليس رهاناً خاسراً وأن المرأة المصرية تستحق بالفعل أن ينظر إليها بنظرة أخري غير التي تعامل بها حتي بالنسبة لإتجاهات الثورة والحكومات التي جاءت بعد الثورة لكن الأيام تثبت أن الإعتماد علي المرأة أكبر من الإعتماد علي قطاعات من الرجال. الشباب غير منظم وماذا عن الشباب لاسيما وأن هناك جدلا واسعا جدا اليوم حول عدم مشاركتهم في التصويت علي الاستفتاء؟ - بالفعل هناك حديث في المجتمع الآن عن امتناع قطاع من الشباب عن المشاركة في الإستفتاء وأقصد قطاعا من الشباب المسيس المهتم بالثورة والذي شارك في 25 يناير 2011 و 30 يونيو 2013 ..أنا لست مع المبالغة في هذه المسألة لأنه بالفعل هناك قطاعات كثيرة من الشباب خاصة الشباب الموجود بالمحافظات وشباب العاصمة كالقاهرة ومدينة الإسكندرية نزلوا إلي اللجان بعد عودتهم من أشغالهم وإمتحاناتهم فأنا مدرك تماماً لكل هذه الإعتبارات ولكني مدرك أيضا بحكم قربي من الشباب أن قطاعاً كبيراً من الشباب المهتم بالسياسة كان متحفظاً علي الدستور وقد بذلنا في الحزب الاشتراكي جهداً حقيقياً للتواصل مع شباب الحزب وأدرنا حواراً مفتوحاً وعميقاً وقد إحتاج الأمر أن قيادات الحزب كلها تجتمع بالشباب في كل المحافظات لكي نناقش معهم لماذا نقول "نعم" للدستور بالرغم من أننا لنا ملاحظات وتحفظات عليه لكن لا يوجد دستور في العالم يرضي جميع الأطراف لأن معني أن أحصل علي 100 ٪ من طلباتي أن غيري سيحصل علي 0 ٪ وفي النهاية هي كعكة نقتسمها جميعا والقواسم المشتركة بيننا هي التي تجمعنا وهذا يتوقف علي توازنات القوي في المجتمع وعلي دور الأحزاب والقوي السياسية المنظمة..لكن الشباب غير منظم وعجزنا جميعاً عن إقناعه بأهمية التنظيم فهو ينزل إلي المظاهرات ويضحي بحياته ولكنه ليس لديه الإستعداد لكي ينظم صفوفه أو يتحمل عبء بناء حزب سياسي وفي النهاية عندما تأتي لحظة الحساب لا يحصل علي شيء بينما الفائز والذي يحصد كل ما علي الأرض هو الأقوي والأكثر تنظيماً وبالتالي ما ينطبق علي الأحزاب السياسية المدنية ينطبق علي الشباب بدرجة أكبر. ولماذا يرفض الشباب التنظيم ؟ - بسبب التجريف السياسي أثناء فترة حكم مبارك فبعد الحركات الطلابية في السبعينيات الدولة كانت مضادة تماما لفكرة توعية وتثقيف الشباب ورفع مستوي وعيهم السياسي ومقولة السادات كانت واضحة " لا سياسة في العلم ولا علم في السياسة" وإنتهي الأمر بحظر ممارسة السياسة في الجامعة مما أدي إلي وجود فراغ كبير جدا ملأته التيارات الدينية بمعني أن سياسة القوي الديمقراطية واليسارية والمدنية هي التي منعت بينما ترك الباب مفتوحاً للتيارات الدينية والأصولية فإكتسحوا وسيطروا.. ليس العيب في الشباب لأنه ليس مثقفا ولكن العيب فينا نحن الدولة وأجهزة التعليم والتثقيف والأزهر والكنيسة والمؤسسات الإجتماعية والثقافية كلنا أهملنا ثقافة الشباب منذ نعومة أظافرهم فأصبح ما يحركهم الكمبيوتر الذي يعرفون منه آخر الأخبار لكن لم يترب عندهم الحس النقدي الذي يمكنهم من فهم أنه بالرغم من أنه لدي دستورا لي ملاحظات عليه إلا أنني سأصوت عليه ب"نعم" لأنه توجد مبررات لأني أعتبر أن كلمة "نعم" للدستور معناها "لا" للإخوان المسلمين ولا لجماعات الإرهاب ولا للعنف والدمار والتخريب إنما هذه الرؤية المركبة تحتاج ثقافة ووعيا وتنظيما.. الشباب يفتقد هذا الأمر ولو حدث في مصر عشرات الثورات وتكررت 25 يناير و 30 يونيو عشرات المرات ستأتي بنفس النتائج وسيجد الشباب نفسه خارج معادلات الصراع لأنه كما درسنا في الهندسة أن المقدمات المتساوية تؤدي إلي نتائج متساوية..الشباب مضح ومبتكر ولديه إستعداد هائل للعطاء لكنه غير منظم ووعيه محدود فينتهي الأمر أن الأكثر تنظيما والأكثر وعيا هو الذي يلعب اللعبة ويكسبها ،وهذا ينطبق علينا نحن كقوي مدنية فالإخوان المسلمين سرقوا الثورة بسبب قدراتهم التنظيمية وإمكانياتهم المادية وليس لأنهم من صنعوها..الأمر الآخر أن الشباب الذي قاطع الإستفتاء يعتبر هذا إعلانا عن إستيائه بالنسبة لمسيرة السياسة بعد 30 يونيو لقد سرقت منهم الثورة مرتين حسب تصوراتهم مرة عندما منحت نتائج الثورة للإخوان المسلمين ومرة حينما منحت نتائج الثورة للقوي الليبرالية وعندما تم الشهير بثورة 25 يناير والإتهامات التي تم اعلانها بأن هؤلاء الشباب عملاء وخونة بدون تمييز..مثلاً عندما أشاهد علي التليفزيون شخصيات أراها بالغة السوء تسبنا وتتهمنا أننا حصلنا علي أموال من أمريكا وأن حركة كفاية صنيعة الأمريكان والإسرائيليين والجمعية الوطنية للتغيير عملاء بينما هؤلاء الناس هم من ضحوا ودفعوا الثمن ودخلوا السجون ومهدوا الأرض للتغيير لذا من هنا كان شعور الشباب أن هناك عودة للنظامين القديمين اللذين أشرنا إليهما فالشباب الذي دفع الثمن لا يري علي أرض الواقع أي شئ يطمئنه أن مسيرة الثورة بخير بل يري اليوم رموز النظام الفاسد القديم الذي ثرنا عليه في 25 يناير تعود لتتصدر المشهد في الإعلام والسياسة ويعلنون اليوم أنهم من صنعوا 30 يونيو..هذا الوضع كارثي وسيؤدي إلي إنفضاض الشباب عن مسيرة التغيير وموضوعياً سيصب هذا الأمر في مصلحة جماعة الإخوان. التسريبات الهاتفية ما تعليقك علي تسريبات المكالمات الهاتفية التي سمعناها مؤخراً؟ - إنها أحد أهم الأسباب التي أوجعت الشباب ومن يري أن"س" من الناس أضر بالمصالح الوطنية فليقدمه للنائب العام لكن أنا ضد عملية التسريبات كما أن لي ملاحظات كثيرة علي عناصر من الذين نشرت لهم التسريبات وأعرفهم معرفة شخصية لكن هذه طريقة لا تليق..نحن نبني مجتمعا ديمقراطيا ولا يصح أن يكون تليفوني مراقبا وأتكلم عن شئ شخصي فأجده في اليوم التالي معلناً وهذا بموجب الدستور الذي يؤكد علي حرمة الحياة الخاصة وضد التنصت والتسجيلات إلا بأمر من النيابة فإذا رأت النيابة أن هناك شبهات حول شخص ما وأصدرت قراراً بمراقبة إتصالاته التليفونية وإكتشفت أنه يستحق العقاب أظن أنه لا يوجد من سيمانع هذا الإجراء.. لكن إبتزاز المجتمع وقوي الثورة والخصوم السياسيين فهذا إجراء من وجهة نظري يعد إساءة للثورة وللقوي الديمقراطية والتقاليد التي يجب أن نرسيها..أظن أنه لابد من ملاحقة هذه التسريبات ومعاقبة من تسبب فيها لأن هذا إهدارا للدستور الذي خرجنا للإستفتاء عليه فنحن إستفتينا علي دستور يحفظ الكرامة ويحافظ علي الحياة الخاصة للبشر ولا يجعلها مشاعاً بهذا الشكل. كثيرون مع الإستمرار في نشر هذه التسريبات خاصة بعدما عرفوا ما جاء بها ؟ - أنا لا أدافع عن أحد ولي ملاحظات كثيرة علي من طالتهم هذه التسريبات وغيرهم و لكن لا يليق أن أتكلم وأواجههم الآن إنما من الذي من حقه أن ينشر هذا الكلام؟..من الذي من حقه أن يسجل لأي إنسان إلا الدولة الممثلة في النيابة وهي التي تعلن أن فلانا تقاضي أموالاً من أمريكا أو إسرائيل وبهذا الشكل لن يمانع أحد..هذه سلطة الدولة وليست سلطة أفراد وسلطة جهاز الحكم الشرعي وليست سلطة مغتصبة لأشخاص بعينهم يرون أنهم حصلوا علي هذه التسريبات بأي صورة من الصور..ثم لماذا لم تخرج علينا وزارة الداخلية لتعلن أي شئ عن هذا الأمر؟ نحن نريد أن نعرف من الذي سجل هذه التسجيلات وإذا كانت وزارة الداخلية فهذا ليس من حقها إلا إذا أعلنت أن هذا تم بمعرفة النيابة أما إذا كانت أجهزة خاصة هي التي قامت بالتسجيل فهذه كارثة..في كل الحالات هذا الأمر أشعر كثيراً من الشباب أن حياتهم الخاصة عرضة للتشهير وأنا هنا أدافع عن المبادئ والقيم بشكل عام فإذا سمحنا لأي طرف لعلاقته بالسلطة أو لإمكانياته الخاصة أو لقدرته علي طلب المعلومات الشخصية أن يبتز المجتمع بها سندخل إلي نفق مظلم وأول من سيدفع هذا الثمن هو الذي يلجأ لهذا الأسلوب. مكتسبات الثورة في الذكري الثالثة لها ما هي اهم مكتسبات ثورة 25 يناير؟ - لقد حققت شيئا عظيم ولكنه غير منظور وهو نمو وعي الشعب وهذا نراه إذا تكلمنا مع مواطن شبه أُمي أو مواطن لم يكن له إهتمام بالشأن السياسي سنراه اليوم يفهم في السياسة وهذا كان واضحاً في طوابير الإستفتاء علي الدستور لأنها أكبر تعبير عن التغيير الذي حدث في المجتمع بعد الثورة فالمرأة المصرية لم تكن مهتمة بالسياسة وقد رأيت لجاناً تقف المرأة علي أبوابها من الثامنة صباحاً ووجدت طابور المرأة خمسة أضعاف طابور الرجال ورأيت بينهن كبيرات السن وحالتهن الصحية واضحة عليهن وبالرغم من ذلك وقفن بالساعات لكي يدلين بأصواتهن.. أفضل ما صنعته هذه الثورة أنها حررت المواطن المصري من الخوف ورفعت مستوي وعيه وهذا معناه أنه لا يمكن لأي قوي قادمة أن تتصور أنها قادرة علي إعادة عجلة الزمن للخلف فالشعب المصري تحرر من الجهل بالمصالح وإمتلك وعياً سياسياً حقيقياً وهو في ظني أكثر ثورية من كل القيادات السياسية التي تتصدر المشهد الآن وهو الذي سيحكم في المستقبل وكل ما يحدث أمامنا اليوم فقاقيع سيطويها الزمن في أقرب فرصة. كيف رأيت إحتفال الشعب بالذكري الثالثة لثورته ؟ - كنت ضد النزول الي الشارع في الإحتفال بذكري الثورة حتي لا نربك المشهد ونصبح عبئا كبيرا علي الأمن لكن أمام ما قرأناه عن استعدادات جماعة الإخوان وعصابتها لترويع المجتمع وتهديد أمنه والذي أراها الطلقة الأخيرة لقوي الثورة المضادة لجماعة الإخوان الإرهابية وحلفائها من الجماعات التكفيرية فنزول الجماهير بشكل حاسم ونهائي كما حدث في 30 يونيو و26 يوليو وضع هذه العصابات في مكانها الحقيقي . الإستفتاء كان إعلاناً لسقوط شرعية هذه الجماعة وتأكيده كان في يوم 25 يناير ونزول الناس إلي الشوارع كان إعلاناً لهذه الجماعة بأنها إنتهت انتهاء كاملاً وصفحتها طويت إلي الأبد ولم يعد لها مكان في وعي ولا وجدان هذا الشعب..الأنظمة السياسية تسقط إذا أدار الشعب لها ظهره وإنفضاض الشعب عن السلطة الحاكمة في يوم من الأيام إعلان عن أزمة حقيقية ولذا لابد أن السلطة الحاكمة تعي الدرس وأنه لم يعد هناك تفويض مفتوح لأي طرف..من الحكمة أن يكون هناك إتفاق واضح بين أي رئيس قادم وبين الشعب ويكون محدداً ومعلناً وتكون هناك إلتزامات للطرفين لأن سقف التوقعات يقسم ظهر أي سياسي ..فمثلاً المطالب الخمسة التي وعد مرسي بتحقيقها في100 يوم هي التي أسقطته فعندما لم يتحقق منها شيء اكتشف الناس أن مرسي كاذب ثم مشروع النهضة الذي عمل "البحر طحينة" للمصريين..الحاكم الذي ستقدر له المقادير أن يدير هذه الدولة في الفترة القادمة ممكن أن يدخل تاريخ مصر من أوسع أبوابه والعكس أيضاً هذا الأمر مرتبط بتوافق واضح وإتفاق ملزم لكل الأطراف فعلي الحاكم القادم أن يقول أنه سيفعل كذا..وكذا..وعلي الشعب أن يفعل كذا..وكذا..من لا يعمل لا يأكل ومن لا يبذل جهدا وعرقا ليس له حق لأن الحقوق مربوطة بالواجبات مثالاً الدستور قرر 10٪ من الدخل القومي ابتداء من 2014 للإنفاق علي الصحة والتعليم الإلزامي والتعليم العالي والبحث العلمي و 10٪ تعني 200 مليار جنيه سنوياً و ستزيد بمعدلات حتي تصل للمعدلات العالمية إذن فمن أين لنا أن نوفر هذه المبالغ ..نحن أمام تحديات هائلة ليس مستحيلاً عبورها فإذا شعر الشعب المصري بالثقة في الحكم وأدرك بيقين أن الحاكم صادق في نواياه ورأي بعينيه دلائل هذا الصدق سيصنع المعجزات..ثورة 25 يناير ثورة كبيرة ومن أعظم ثورات العالم إن لم تكن هي الأعظم علي الأقل خلال القرن الماضي والعالم أدخل ثورة مصر في الضمير الإنساني العام بإعتبارها نموذجاً للثورات الشعبية العظيمة. امتداد عضوي وماذا عن ثورة 30 يونيو؟ - ثورة 30 يونيو إمتداد عضويا لثورة 25 يناير ومن الخطيئة والجريمة في حق هذا الشعب أن يكون هناك تناقض بينهما لأن هذا يضعف القوي الثورية ويزيد مخاوف الشباب بل مخاوفنا جميعاً من عودة النظام القديم ومن عودة الدولة الأمنية والقبضة الحديدية للأمن فهناك خيط رفيع جداً بين مواجهة الإرهاب و التغول علي الحريات فمثلا عندما يقبض علي شاب مصري من الحزب الإشتراكي المصري بالمنصورة لأنه كان يسير بالمصادفة وهم يطاردون عناصر الإخوان ولم يصدقوه عندما قال بأنه إشتراكي ولا علاقة له بالإخوان وتم حبسه 15 يوما ثم جددت مرة أخري..لابد أن يكون هناك تمييز في جهاز الأمن بين الإرهابي والسياسي حتي لو مختلف فهو لن يمسك أبداً سلاحا و إذا كان التمييز و التدقيق واجباً في الظروف العادية فهو الآن أكثر وجوباً لأنه عندما يتم القبض علي أحد من الحزب الإشتراكي ستعلو الأصوات بعودة الدولة الأمنية.. لابد من حل هذه الإشكالية و لابد أن تستخدم القبضة الأمنية بحساسية مرهفة حتي لا تصيب الأصدقاء وتكتسب عداوات جديدة معركة تطهير مصر من الإرهاب لن تنتهي بين يوم وليلة ستستغرق سنوات ولابد أن نعتاد علي الحياة الطبيعية مع هذه البؤر الإرهابية حتي نقضي عليها تماماً.