أجمل جميل الود لحمدين صباحي، لكن عندما يتعلق الأمر بمصائر الأوطان تتراجع المشاعر الخاصة، منذ فترة يقلقني ما يمكن ان اسميه حالة حمدين، تناقضت تصريحاته. مرة يقول إنه لو ترشح السيسي فلن يقدم علي ترشيح نفسه، ثم يقول لو ترشح السيسي فلن أقدم بشرط ان يلتزم بمبادئ الثورة، وأخيرا أول أمس أعلن أنه سيرشح نفسه سواء ترشح السيسي او لم يترشح. واضح ان التحرش بالسيسي في عقله الباطن وأنه يعتبره منافسه الرئيسي، ويبدو أن الحال شطح به الي درجات قصوي حتي إن واحدا من أقرب الشخصيات إليه ناشده التراجع اذا ما ترشح القائد العام، أعني المخرج خالد يوسف، يبدو ان الملايين الاربعة التي حصل عليها قد صورت له الحقائق مختلفة، الملايين تلك تمثل يأس الشعب المصري في لحظة خاصة جدا تملكته الحيرة بين أحمد شفيق ومحمد مرسي، غير أنه لم يدرك ذلك، بدأ يتصرف علي أنه رئيس الظل حتي أنني لاحظت وجود حرس خاص يحيط به، وأطلق علي نفسه زعيم التيار الشعبي، كلمة زعيم لا يطلقها انسان علي نفسه، إنما للزعامة شروط وبالنسبة للمصريين فإنها معقدة جدا، الشعب هو من يمنح شهادات الميلاد للزعماء، لاحظت ايضا أنه يقدم نفسه باعتباره وريث عبدالناصر، هل لديه حضور عبدالناصر، هل خاض معركة تأميم القناة وهل تصدي للعدوان الثلاثي وهل خاض الصعب لبناء السد العالي؟، ما هذا التيار الشعبي؟ كم عدد الاعضاء؟ ما هو تاريخه؟ إن حديثه يبدو موجها الي الفقراء، لكننا لا نعرف برنامجا محددا وخطوات عملية، اما عن التشبه بعبدالناصر فما أنأي الثري من الثريا، لو أن جمال عبدالناصر عاد الينا الآن فلن يكون هو الذي عرفناه، زمنه لن يتكرر ولن يتجسد في شخص أيا كان، مهما بلغ اعجابنا بزعيم تاريخي فلن يصلح للعصر الذي نعيشه، في يونيو الماضي تحققت شروط موضوعية نتج عنها بروز زعامة حقيقية، عندما انحاز القائد العام للشعب واتخذ قرارا أنقذ الدولة والوطن، لا يمكن تضليل الناس أو التلويح لهم بماض لم يعد موجودا أو اطلاق اسماء ضخمة علي كيانات وهمية.. مصر تمر بظرف دقيق، يحتاج قيادة قوية حازمة، تستند الي قوة حقيقية فلماذا المكابرة؟ من حقه طبعا ان يطرح نفسه ومن حق كل منا ان يقول رأيه، اخطر ما في موقف حمدين أنني لم اقرأ له ولم اسمع عن إدانة قوية للإرهاب او الجماعة، كلها تصريحات تمسك العصا من الربع وليس من المنتصف وأخشي مع استمرار هذا الاسلوب ان ينتهي به الأمر مرشحا للجماعة، سهل ان يتصور الانسان عن نفسه ما يشاء هو لا ما يراه الناس، هكذا تكتمل الشروط الموضوعية لاكتمال الحالة وهذا مما لا أتمناه للأخ حمدين.