[email protected] يعشق المغاربة كل ما هو مصري .. فالدراما المصرية تلقي قبولا كبيرا من المغاربة واللهجة المصرية محببة الي الشعب المغربي .. وكانت القاهرة دوما قبلة المطربين المغاربة .. ما زلت أتذكر أغنيات عبد الهادي بلخياط وأعشق صوت رجاء بلمليح التي تعرفت علي صوتها في الخليج وأهوي صوت سميرة سعيد وفؤادي يهفو دائما الي الرباط والدار البيضاء وأعرف قدر وقيمة المسرحي المغربي الكبير الدكتور عبد الكريم برشيد الزائر الدائم لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي والمسرحي الكبير عبد الرحمن بن زيدان .. المغاربة الذين يحبوننا هم يشبهوننا كثيرا .. انهم يعشقون أم كلثوم وعبد الحليم حافظ ولا أبالغ اذا قلت انهم يحفظون معظم أغاني ثومة عن ظهر قلب ومقياس قبول أي مطرب جديد في المغرب أن يغني لأم كلثوم .. ما زالت ذاكرتي تحتفظ بصورة لجاكيت العندليب الذي ارتداه في احدي حفلات الربيع وكان هدية من الملك الحسن الثاني والد الملك محمد السادس عاهل المغرب .. كان العندليب يرتبط بصداقة بالملك وكان الملك حريصا علي دعوته لاحتفالات المغرب . عندما ذهبت الي اسبانيا قبل حوالي أربع سنوات وجدت الكثير من المغاربة هناك من الذين هاجروا اليها وأقاموا فيها .. هم جالية كبيرة في الشمال الاسباني .. بينهم مثقفون وكتاب ونقاد مسرح .. لم أكن أتخيل هذا الحضور الطاغي لحفل المطرب اللبناني الشهير مارسيل خليفة في طرطوسة احدي مدن برشلونة .. كان المغاربة يشكلون نسبة كبيرة منهم رددوا معه أشهر أغنياته بلغة عربية سليمة وكانت فرحتي لا توصف بهم فقد وجدت أخيرا من أستطيع التحدث معه بسهولة .. الشباب المغربي الذي يمثل الجيل الثاني من المهاجرين يتحدث الاسبانية بطلاقة ويعرف العربية أيضا باللهجة المغربية التي تتصف بالسرعة ويحن دوما للوطن الأم . الآن أتابع فعاليات منتدي تطوان المسرحي الدولي في المغرب الذي خصص دورة هذا العام لمصر (دولة المحور) وكرم الفنان الكبير رياض الخولي وكان مقررا تكريم الفنان الكبير توفيق عبد الحميد الذي تعذر حضوره وكرم المسرح المصري في مائدة مستديرة .. هم يقدرون دور مصر كدولة رائدة في المنطقة العربية ويعترفون بفضل الثقافة المصرية التي شكلت وجدان المواطن العربي من المحيط الي الخليج ويعرفون قدر المسرح المصري الذي كان دوما رائدا للمسرح العربي.. نحن الان علي المحيط الاطلسي ولا صوت يعلو علي صوت المسرح المصري الذي يعشقه المغاربة لكننا لا نعرف الكثير عن الموجة الحديثة في المسرح المغربي لذا أدعو الي تعاون أكثر ودعوة الفرق المسرحية في المغرب لزيارة مصر والاطلاع علي تجاربهم .. وصحيح أن هذا يحدث بالفعل من خلال المهرجان التجريبي لكننا نحتاج الي التعرف علي فنون المغرب بشكل أوسع وهذا دور العلاقات الثقافية الخارجية بوزارة الثقافة فعلي رأسها رجل مثقف يحب العمل ويسعي لتوسيع مجالات التعاون مع العالم الخارجي . مهرجان تطوان المتوسطي للمسرح المتعدد الذي تنظمه مؤسسة المسرح الأدبي بمدينة تطوان يحرص علي مشاركة مصر في فعالياته ولذا يدعو كل عام أحد العروض المسرحية من مصر اضافة الي المسرحيين المصريين .. وبالمثل مهرجان مراكش الدولي وغيرها من المهرجانات في المغرب .ووراء هذا الجهد مهندس ومصمم الديكور فادي فوكيه الذي يرتبط بعلاقات قوية ومتينة مع هذا المهرجان ويسعي دائما لمشاركة المسرح المصري .. هو نموذج مشرف لمصر وأبناء مصر الذين يثبتون انهم أحفاد الفراعنة العظام .. أخيرا فأن المسرح المغربي تقدم كثيرا بفضل الانفتاح علي مختلف التيارات المسرحية في أوروبا مع الحفاظ علي خصوصيته .. وعلي الرغم من برودة الطقس فكان الحضور الجماهيري لافتا حبا في المسرح .. أبو الفنون .