هذه الصيحة لا يجب أن تتوقف حتي يتحول الأمر الي مبادرة من لحم ودم. »مجموعة وزارية للثقافة«.. مطلب رفعه اكثر من مثقف بارز، في اطار خلق كيان يسهر علي الفعل التثقيفي في مصر، يتحرك كمنظومة بدلا من الجهود المبعثرة، فمحصلة جمع أي جهود متفرقة لا يمكن أن تنتج ما نصل اليه عبر تحويل العملية من »الجمع« الي »الضرب«، بمعني أن يكون هناك تفاعل حقيقي ومخطط ومقصود. فاروق جويدة طالب بتفعيل منظومة متكاملة تضم الاعلام والتعليم والثقافة. د. جابر عصفور توسع في الأمر داعيا الي تشكيل مجموعة وزارية للتثقيف تضم وزارات التعليم والاعلام والثقافة والاوقاف، وتعاون مع المجلس الاعلي للشباب والمجلسين القوميين للمرأة وحقوق الانسان. جمال الغيطاني انضم للدعوة، وأضاف وزارة التعليم العالي للمجموعة. وأظن ان اتساع نطاق المطالبة بميلاد هذه المجموعة، بغض النظر عن التفاصيل طبقا لاجتهاد كل مثقف بارز في عرض الفكرة، يثري ويعمق المسألة، فالاجتهاد هنا يدعو للتفاؤل، فنحن بصدد دعوة سوف تتجذر، وفي ذات الوقت فإنها تحتاج الي دعم كل اصحاب الاقلام من مثقفين ومفكرين وكُتاب مهمومين بمستقبل مصر، فدون نهضة ثقافية تفتقد النظرة للمستقبل الاطار الحاضن الذي يُرشد الخطي باتجاه احتلال المكانة والموقع الجديرين ببلد عمر حضارته سبعة آلاف عام، لكن التطلع للمستقبل لا يجب أن يقتات علي التاريخ والتراث وحدهما، وانما بالاستناد الي تنمية القدرات الابتكارية والابداعية، وهي وليدة عملية تثقيف متواصلة، متكاملة الحلقات. الدعوة لتشكيل مجموعة وزارية للثقافة أو التثقيف تأتي في وقتها، إن لم تكن قد تأخرت، لكن أن تأتي متأخرا خير من ألا تأتي أبدا.. فهل نشهد ميلاد المجموعة الوزارية الثقافية قريبا؟ علاء عبدالوهاب