أين ذهبت الاخلاق التي تعلمناها ولماذا غابت القيم النبيلة؟ هل اصبحت ظواهر الاهمال والبلطجة والعنف هي السمة السائدة في المجتمع؟ لماذا تتكرر الاشتباكات بين المدرسين والطلبة في المدارس وهي حوادث لم تكن موجودة في مدارسنا من قبل وغريبة علي المجتمع المصري؟ هذه الاسئلة تتبادر إلي ذهني علي الفور كلما حدثت واقعة مؤسفة من هذه الحوادث التي اصبحت شبه يومية ونطالعها في صفحات الحوادث بالصحف اليومية أو نشاهدها في تقارير تليفزيونية علي القنوات الارضية والفضائية تنقل لنا مدي الانهيار الاخلاقي الذي اصاب بعض المدرسين والطلبة في مدارسنا الذين ينتمون الي احدي شرائح المجتمع التي يفترض ان تكون علي خلق سليم فهم يمثلون مقدمي العلم ومتلقيه. ولكن ما يفزعني حقا أن أجد في مجتمعنا الطالب الذي يطعن مدرسه.. والمدرس الذي يقذف بتلميذه من الدور الرابع فيسقط قتيلا.. والمشرفة المدرسية التي فقدت ضميرها. وتركت تلميذة صغيرة لا يتعدي عمرها 5 سنوات تعبر الشارع بمفردها فتدهسها السيارة.. والعنف والشجار بين الطلبة انفسهم والذي يصل الي حد الطعن بالمطاوي أو الخطف والتعذيب. قلبي مع الدكتور أحمد زكي بدر وزير التربية والتعليم وهو يحاول جاهدا اصلاح ما افسده الدهر من تدهور اخلاقي وسلوك فاسد بتحقيق الانضباط والنظام في مدارسنا واعادة هيبة المعلم وتطبيق السلوكيات الحميدة التي فقدناها.. واتوجه الي الوزير وهو المسئول عن »التربية »والتعليم« ان تكون حصة يوميا لتعليم »الاخلاق« والسلوك الجيد للطلاب.. كما أطالب كل اسرة بالانتباه الكامل لابنائها ومنحهم الوقت الكافي للتعلم ومتابعتهم وغرس القيم النبيلة من صدق وحب واحترام وشهامة واخلاص في نفوسهم فالاسرة هي الاساس في التربية وهي »المجتمع الصغير« الذي يقدم »للمجتمع« انسانا محترما أو انسانا غير صالح.