خطوة هامة جدا جسدها إعلان المستشار عدلي منصور رئيس الجمهورية المؤقت عن موعد الاستفتاء علي الدستور الجديد الذي استهدف تحقيق التوافق الشعبي الذي افتقده دستور 2012 الاخواني.. إنها تمثل مرحلة فارقة من مراحل خريطة الطريق وليدة ثورة الشعب يوم 30 يونيو التي انهت محنة حكم الجماعة الإرهابية. وفي كلمة اتسمت بالتفاؤل في المستقبل بعد توجيه الشكر للجنة الدستور علي جهودها. جاء إعلان الرئيس لموعد الاستفتاء بعد استعراض عمرو موسي رئيس لجنة الخمسين التي تولت تحقيق هذا الإنجاز الوطني.. لكل الاسس التي استندت إليه مواد هذا الدستور. أكد أن الحرص علي التوازن وترسيخ الحياة الديمقراطية والعدالة الاجتماعية ومتطلبات المواطنة الحقة مع الحفاظ علي إسلامية الدولة المصرية وعروبتها كان محور هذا الدستور العصري. وقد صاحب هذا الاستعراض الاعتماد علي اللباقة الدبلوماسية التي تجسدت في توجيه الشكر لكل من ساهم بالجهد والفكر في إنهاء هذا الاستحقاق الدستوري التاريخي الذي تجاوب مع مبادئ ثورتي 25 يناير و30 يونيو. لا جدال أن آمال كل المصريين تتركز في هذه اللحظات وتتطلع أن يكون إقرار هذا الدستور بأغلبية مميزة باعتباره الاساس السليم الذي نحتاجه لإقامة مؤسسات الدولة الديمقراطية والأمل الذي تتجمع حوله إرادة الشعب المصري. إنهاء هذا الدستور والاستفتاء عليه هو الإجراء السليم الذي افتقدناه بعد ثورة 25 يناير تحت حكم مجلس عسكري حسين طنطاوي. هذا المجلس تواطأ مع جماعة الإرهاب الإخواني وانحاز لمخططها عندما أصدر الإعلان الدستوري الذي ضمّنه أن تكون الانتخابات التشريعية والرئاسية قبل إعداد الدستور. هذا التواطؤ المفضوح أدي إلي تمهيد الطريق أمام هذه الجماعة للاستيلاء علي حكم مصر. اعتمدت في عملية السطو هذه علي تعمد هذا المجلس العسكري إغماض عينيه عن كل عمليات التزوير والتدليس التي شابت الانتخابات التشريعية والرئاسية. الفرق الشاسع بين الدستور الاخواني الذي تم سلقه لتمكين الجماعة من إحكام سيطرتها علي مقدرات مصر وبين الدستور الذي سوف يجري الاستفتاء عليه بعد شهر من الآن. هذه الفترة الممتدة من يوم الاعلان عن موعد الاستفتاء وحتي إجرائه أمر حتمي تتطلبه قيام اللجنة العليا للانتخابات بعمل الاستعدادات اللازمة لهذا الحدث العظيم. وإذا كنا ندعو كل مواطن مصري شريف للمشاركة في هذا الاستفتاء فإننا نطالبه في نفس الوقت بأن يقرأ مواد الدستور حتي يدرك مدي ما حققه من توازن نحتاجه لإقامة الدولة التي نأملها. في نفس الوقت فإنني أرجو من وسائل الإعلام المرئي والمقروء والمسموع أن تكفر عما ارتكبته من ذنوب ساهمت بها فيما عاني منه هذا الوطن بعد ثورة 25 يناير. هذا يحتم عليها أن تشرح وتوضح للمواطنين كل الجوانب المتعلقة بمواد هذا الدستور حتي يمكنهم استيعاب أبعاد هذا الإنجاز الذي تحاول جماعة الارهاب الإخواني تعطيل إقراره استكمالا لمخططها لتدمير هذا الوطن. إن إقبال ملايين ثورة 30 يونيو علي صناديق الاستفتاء في ظل حماية قواتنا المسلحة ورجال الشرطة سوف يكون تجسيدا حيا للنهاية التي أرادها الشعب لجماعة الإرهاب الإخواني.