هل هناك علاقة بين الدستور في اي دولة في العالم .. وبين دين الدولة ؟ وهل المعارك الفكرية والسياسية الدائرة الآن حول الدستور الجديد لمصر يختلف عن الجدل الذي شهدته مصر خلال القرن الماضي، عندما ثار الخلاف في دستور 1923 بين »الليبراليين« و»الإسلاميين« حول »تطبيق الشريعة« و»دين الدولة«. وهل الخلاف الدائم علي دور المؤسسة العسكرية في الحكم كما حدث في دستور1954 .. سيظل قائما ابد الدهر ؟ .. ومعايير وضع مواد الدستور وعددها هل يحددها تصنيف الدولة اذا كانت متقدمة أو من الدول المتخلفة ؟ مواد الدساتير في جميع دول العالم لا تتجاوز المائة.. فدستور فرنسا 92 مادة .. ودستور امريكا يحتوي فقط 7 مواد تتضمن 36 فقرة ومجموع كلماتة 3520 كلمة وبعد اضافة 27 تعديلا خلال القرنين الماضيين لم يزد عدد كلماته عن 6500 كلمة فقط!! اما المملكة المتحدة فهي لا تملك دستورا مكتوبا حيث تحكم الدولة عبر دستور عرفي هو مجموعة من النصوص المكتوبة المتباينة، تشكل النظام الاساسي اضافة الي فتاوي القضاة في السوابق القضائية، والمعاهدات الدولية.. في المقابل ياتي الدستور المصري المقترح في 10265 كلمة قابلة للزيادة تعادل 242 مادة!! هل مصر بكل عراقتها وتاريخها الضارب في عمق الوجود تقل عن تلك الدول التي تعتبر الدستور هو الامبرراطور الاعظم فيه ما قل ودل ويترك التفاصيل للقوانين لتعيد وتزيد ؟ .