لا أفضل أيام الاجازات والأعياد عندما أقرر مشاهدة فيلم في السينما - الزحام - ونوعية المتفرجين لا تحقق لي الاستمتاع بالفيلم - اذا كان يستحق - ولهذه الاسباب.. ولأن هناك أكثر من فيلم أود أن أشاهدها ليس بسبب الافيش ولا الاعلانات عنها في كل الفضائيات - والتي دائما تكون مضللة - ولكن لأن اسماء الابطال والمخرجين وقبلهم كُتاب الافلام أسماء تشجعك علي المشاهدة. المهم أنني لم اشاهد فيلما واحدا بسبب الاجازات والانفلونزا.. فقلت اقرأ عنهما في الصحف فالعرض ونقد الافلام السينمائية متعة. ولأنني كنت مهتمة جدا فقد قرأت أكثر من جريدة لاكثر من ناقد.. وكانت المفاجأة.. احدهم شرح الفيلم ووضعه داخل سلة للمهملات.. بل بالغ وقال انه لا يصح ان يضعه صاحبه في اجندته التاريخية.. اما الناقد الآخر في الجريدة الاخري فقد صعد بالفيلم وبالبطل وبالادوار المساعدة والمصور والمخرج الي السماء السابعة واصفا البطل وفنانا آخر بأنهما يستحقان الأوسكار عن احد أهم المشاهد - كما وصفها . وناقد آخر لم أفهم منه شيئا.. أخذ يحلل الظروف الاجتماعية والاقتصادية والنفسية بالمجتمع وفلسفة المواقف الموجودة بالفيلم دون ذكرها.. الحقيقة انني لم اخرج من ربع الصفحة التي كتبها بشيء.. وما اذكره عن فيلم هو نفسه ما حدث بالنسبة للفيلمين الآخرين ناقد يشرح ويرمي ويسب ويلعن.. وآخر يشرح ويحلل وينقد ويذكر المساويء والمحاسن في العمل كله.. وآخر لا تفهم منه شيئا فالموضوعات كلها تخرج من رحم فيلسوف صعب الفهم. أما المتلقي - أنا - فلم أقف علي أرض واحدة.. أي الافلام يستحق ان ادفع تذكرة السينما وان أضيع ثلاث ساعات من وقتي بالاضافة الي ساعتين في زنقة مرور القاهرة الكبري. انتهيت اخيرا الي مشاهدة الافلام بنفسي وان احكم عليها بذوقي الخاص وعلمي المحدود جدا بفن السينما. أما النقد والنقاد فالأمر يحتاج الي دراسة.. هل كلهم دارسون لفن السينما والنقد.. أم انهم مجرد كتاب صحفيين يعرضون وجهة نظرهم كمشاهدين والنتيجة هي ألا يعتمد المشاهد علي رأي النقاد فقط وان يشاهد بنفسه ويحكم علي العمل برؤيته الشخصية والامثلة كثيرة لافلام نجحت جماهيريا ولم تعجب أحدا من النقاد أو بعضهم.