نقيب الأطباء يطالب بتشديد عقوبات الاعتداء على الأطقم الطبية    انطلاق ماراثون امتحانات الفصل الدراسي الثاني بجامعة عين شمس 12 مايو    عقب تدشينه كنيسة العذراء.. البابا تواضروس: مصر في قلب الله    التنمية المحلية: تنفيذ 5 دورات تدريبية بمركز سقارة لرفع كفاءة 159 من العاملين بالمحليات    انطلاق فعاليات الملتقى التوظيفي الأول بجامعة طيبة التكنولوجية بالأقصر غدًا    وزيرة التضامن تشهد عرض المدرسة العربية للسينما والتليفزيون فيلم «نور عيني»    «الصناعات الهندسية»: توافر 35٪؜ من مستلزمات صناعات الكراكات بمصر    غدًا | وزيرة التعاون الدولي تُشارك في فعاليات «يوم مؤسسة التمويل الدولية في مصر»    «الصناعات الغذائية» تبحث تحديات شركات الأسماك المؤهلة للتصدير إلى الاتحاد الأوروبي    التشغيل التجريبي الأربعاء.. وزير النقل يتفقد المرحلة الأولى من السيارات الكهربائية بالعاصمة الإدارية    على مدار 3 سنوات.. الدولة تسترد 2.3 مليون متر مربع أراضي زراعية    منها المهددة بالانقراض.. تفاصيل اليوم العالمي للطيور المهاجرة للبيئة    الاتحاد الأوروبي يبدي استعداده لدراسة الاستفادة من مياه الصرف الصناعي المعالجة في مصر    جيهان مديح ل«إكسترا نيوز»: لا يوجد دولة قدمت ما قدمته مصر لدعم غزة    مرحلة أولى.. مطار العريش يستقبل أول طائرة مساعدات مصرية لأهالي غزة - صور    حارس نهصة بركان: سنواجه فريقا متمرسا في إفريقيا.. والنهائيات تعتمد على تفاصيل صغيرة    تشكيل مانشستر سيتي – تغيير وحيد في مواجهة فولام    نتائج منافسات الرجال في اليوم الثاني من بطولة «CIB» العالم للإسكواش 2024 المقامة بنادي بالم هيلز الرياضي    محافظ الشرقية يهنئ فريق هوكي الرجال بالفوز بالدوري الممتاز للمرة ال33    الداخلية تستعرض جهود تحقيق الأمن ومواجهة أشكال الخروج عن القانون    «الأرصاد» تكشف تفاصيل طقس اليوم: أجواء ربيعية حارة في النهار    محامي شقيقين بقضية مقتل 3 مصريين بقطر يطلب 10 مليون تعويض    وزيرة التضامن: 171 مشرفًا لحج الجمعيات.. «استخدام التكنولوجيا والرقمنة»    بسبب أحمد السقا.. هشام ماجد ثالثًا في شباك تذاكر أفلام السينما ما القصة؟    المفتي يحسم الجدل بشأن حكم إيداع الأموال في البنوك    «صفاقة لا حدود لها».. يوسف زيدان عن أنباء غلق مؤسسة تكوين: لا تنوي الدخول في مهاترات    مركز السموم الإكلينيكية يحذر من تناول أدوية دون إشراف طبي    حسام موافي يعود للنصائح الغذائية بعد أزمة صورة تقبيل يد محمد أبو العينين    معسكر مغلق لمنتخب الشاطئية استعدادًا لكأس الأمم الأفريقية    تداول أسئلة امتحان الكيمياء للصف الأول الثانوي الخاصة ب3 إدارات في محافظة الدقهلية    جدول ترتيب الدوري الإنجليزي قبل مباريات اليوم.. فرصة مانشستر سيتي الذهبية للصدارة    اللجنة العليا لمهرجان المسرح المصري تجتمع لمناقشة تفاصيل الدورة ال 17 (صور)    بعد وصفه ل«الموظفين» ب«لعنة مصر».. كيف رد مستخدمي «السوشيال ميديا» على عمرو أديب؟    ما حقيقة فيديو باسم سمرة مع إنجي علي في برنامج «أسرار النجوم»؟    ضرب الشحات «قلمين».. اعلامية تكشف شروط الشيبي للتنازل عن قضيته (فيديو)    السفير المصري يلتقي وزير الخارجية بجنوب السودان    فيديو.. متحدث الأونروا يروي تفاصيل اعتداء مستوطنين متطرفين على مقر الوكالة بالقدس    وزيرة الهجرة توضح آخر مستجدات مبادرة السيارات    رئيس هيئة الرعاية الصحية يتفقد المستشفيات والوحدات الصحية بالأقصر    جهاز المنصورة الجديدة: بيع 7 محال تجارية بجلسة مزاد علني    توريد 164 ألفا و870 طن قمح بكفر الشيخ حتى الآن    شروط وأحكام حج الغير وفقًا لدار الإفتاء المصرية    مصرع مهندس في حادث تصادم مروع على كورنيش النيل ببني سويف    توقعات موعد عيد الأضحى 2024 في الجزائر: شغف وترقب    لهذا السبب.. بسمة بوسيل تتصدر تريند "جوجل"    صحة أسيوط: إحالة 7 أطباء ورئيسة تمريض للتحقيقات العاجلة    "لا يتمتع بأي صفة شرعية".. الإمارات تهاجم نتنياهو بسبب تصريحاته الأخيرة    «الصحة»: نتعاون مع معهد جوستاف روسي الفرنسي لإحداث ثورة في علاج السرطان    حادثة عصام صاصا على الدائري: تفاصيل الحادث والتطورات القانونية وظهوره الأخير في حفل بدبي    الشيبي يهدد لجنة الانضباط: هضرب الشحات قلمين الماتش الجاي    كرم جبر: أمريكا دولة متخبطة ولم تذرف دمعة واحدة للمذابح التي يقوم بها نتنياهو    مجلس الأمن يدعو إلى إجراء تحقيق مستقل وفوري في المقابر الجماعية المكتشفة بغزة    عمرو دياب يحيى حفلا غنائيا فى بيروت 15 يونيو    طائرات الاحتلال الإسرائيلي تقصف منزلًا في شارع القصاصيب بجباليا شمال قطاع غزة    حظك اليوم وتوقعات الأبراج السبت 11 مايو على الصعيد المهنى والعاطفى والصحى    هل يجوز للمرأة وضع المكياج عند خروجها من المنزل؟ أمين الفتوى بجيب    رسائل تهنئة عيد الأضحى مكتوبة 2024 للحبيب والصديق والمدير    هل يشترط وقوع لفظ الطلاق في الزواج العرفي؟.. محام يوضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



منى زكي: أنا شهرزاد.. بكل قوتها وضعفها!
نشر في الشروق الجديد يوم 10 - 06 - 2009

هى ابنة الجيران وفتاة الأحلام، الصديقة وقت الضيق، الشقيقة الحنونة، هى كل نساء السينما اللاتى يمكن أن تتخيلهن هى شهرزاد العصر الحديث.. منى زكى التى ننفرد بالحوار معها فى هذا التوقيت، تبوح بما لديها من «أحاسيس حصرية» لتقول ما لديها.. ما تعيشه.. ما ترفضه.. ما تحلم به.. وفى سطور هذا الحوار كل التفاصيل:
فى البداية.. ما إحساسك بالعودة إلى السينما بعد غياب دام أكثر من عامين؟
لم أجلس العامين فى البيت بل كنت أثقف نفسى بالقراءة، وبمشاهدة الأفلام فى الأحيان الأخرى، وكنت أعرف أن قدرى ألا تعرض علىّ أى أعمال جيدة لكى أبعد بعض الوقت عن الساحة السينمائية، فحصلت على دورات فى أمريكا، كما أنشأت أثناء العامين شركة إنتاج حققت منها هدف ملأ فراغى، وكان كل ما يشغلنى طوال العامين أن أحضر نفسى وأحاسيسى جيدا، لكى أكون جاهزة لتمثيل عندما أقرر العودة للعمل وأكون واقفة على أرض صلبة.
كيف استقبلت خبر ترشيحك لفيلم وحيد حامد ويسرى نصرالله بعد هذين العامين؟
عندما جاء لى الفيلم وعلمت أنه تأليف وحيد حامد وإخراج يسرى نصرالله، تأكدت أنه مهم حتى قبل أن أقرأ السيناريو، فهذه التركيبة تحتوى على شق جماهيرى جدا، وهو وحيد حامد بكتاباته التى تمس الناس، والشق الثانى هو يسرى نصر الله، الذى يتميز بعمقه وتكتيكه الفنى، وعندما قرأت الورق كنت سعيدة جدا وخائفة فى نفس الوقت.
لماذا؟
لأن الفيلم به حواديت كثيرة، وكنت أخشى ألا أستطيع توصيل الفيلم للناس لأن القصة الرئيسية، التى أجسدها يتخللها قصص أخرى، لذا كنت أسأل نفسى: هل هذا هو الفيلم الذى يجب أن أعود به بعد الغياب؟ وتناقشت مع يسرى نصرالله فى هذا الأمر، وأكد لى أن هذا الفيلم هو التغيير، الذى يجب أن أقوم به فى هذه المرحلة، ووجدت أنه على حق فيما قاله لأننى لم أعد فتاة صغيرة، ولابد أن أقدم أفلاما لها هدف وفكر وعمق.
هل يعنى هذا أنك سوف تقدمين فقط أفلاما تحمل فكرة سياسية أو اجتماعية؟
هذه بداية مرحلة فى حياتى الفنية لابد أن تكون مليئة بأفكار عميقة. لكن إذا عرض علىّ فيلم كوميدى خفيف مثل «تيمور وشفيقة» لن أرفضه، لكن لن أقبل أفلاما تافهة، ف«تيمور وشفيقة» كان فيلما رومانسيا خفيفا، لكنه كان ظريفا جدا، لأننا جسدنا بشرا حقيقيين موجودين فى الواقع.
السيناريوهات التى بها عمق فى السينما المصرية قليلة جدا.. فهل هذا معناه أنك ستجلسين فى البيت كثيرا؟
لا أعرف.. ولكن الحمد لله أنا حظى جيد فبعد انتهائى من فيلم «احكى ياشهرا زاد» جاء لى فيلم «أولاد العم» مع شريف عرفة، وهو فيلم مهم جدا، وأكثر شىء أسعدنى أن ربنا عوض صبرى خيرا، وتم ترشيحى لفيلمين مهمين متتاليين، وأعتقد أن الإنسان عندما يؤمن بهدف فإن الله يسهله له ويصله إليه، وأنا كنت طوال الوقت أدعو الله أن يحقق لى ما أتمناه، والحمد لله تحققت دعوتى، وعرض على فيلمين مهمين متتاليين، كما أنهما مختلفان عن بعضهما.
لكن ألم تخشى أن تخسرى أسهمك عند الجمهور بسبب طول غيابك؟
لا أتوقع حتى الآن رد فعل الجمهور، لكن أتمنى أن يكون خيرا، وأن تكون اسهمى زادت ولم تتأثر سلبا، لأنى عندما عدت للعمل بفيلم مهم اقتنعت به وأحببته جدا، وأعتقد أن به رسالة كان لابد أن تصل للجمهور.
ألم يكن لغيابك سبب ملموس؟
السبب الحقيقى هو أنى كنت أعيد حساباتى، لأنى كنت أريد أن أقدم شيئا يمس الناس ويعبر عنهم، وأن يكون لى دور مهم من خلال مشاركتى فى تقديم القضايا والمعانى الحقيقيه للحياة فى مهنتى، وللأسف جميع السيناريوهات، التى عرضت علىّ فى هذه الفترة لم تكن تحقق هذا الهدف لذلك رفضتها.
ولماذا لم تبتعدى عن الموسم الصيفى بصراعاته؟
أنا لم أفكر أبدا فى مواعيد عرض أفلامى سواء كنت بطلتها أو مشاركة فى بطولتها مع آخرين نجوما أو غير نجوم، ولم أفكر أيضا فى إن كان الفيلم سيأتى بإيرادات أو لا.. ولو فكرت بهذه الطريقة من الأفضل أن أقتل نفسى. فأنا لا أفكر أبدا إلا فى أن أقدم فيلما جيدا، وأن يسعد من يشاهده حتى إذا كانوا قلة قليلة، والأهم بالنسبة لى أن يعجبهم ويتأثروا به، دون أن أفكر فى الإيرادات فأى فيلم من أفلامى لم يأت مثلا ب20 مليونا لكى أخاف من ألا يأتى «احكى يا شهرا زاد» بهذه المبالغ، وهذا لا يعنى أننى لا أتمنى أن ينجح الفيلم جماهيريا، ويأتى بإيرادات كبيرة لكى يستفيد المنتج.
كيف لا تهمك الفلوس والتكتل الجديد قال إنه سيحدد أسعار النجوم كل حسب الإيرادات التى يحققها فيلمه؟
أنا بعيدة عن هذا الفكر، لأنى لا أفكر فى الأجر أصلا لكى أخاف من أن يضرنى هذا القرار أو لا، وأنا أتمنى وأدعى أن ينجح فيلمى جماهيريا لأهميته، وليس من أجل الفلوس.
صفى لنا تجربتك مع يسرى نصرالله؟
يسرى نصرالله من أهم وأروع المخرجين الذين عملت معهم طوال حياتى المهنية، فهو فنان لأبعد الحدود، ويهتم بأدق التفاصيل، وكان يساعدنى ويضيف لى أفكارا كثيرة كممثلة، ومن مميزاته أنه لا يعمل مع ممثل إلا إذا كان يحبه، فقط لكى ينقل للمثل أحاسيسه الموجودة بداخله فيشعر بها الممثل فيعطيه أمام الكاميرا كل ما لديه من طاقة، وهذا كان إحساسى خلال التصوير، فكان يقف أمامى وينظر لى بمنتهى الحب والعشق، وعندما يفعل هذا كنت أقول له ماذا تريدنى أن أفعل؟ كل أوامرك مجابة.. لذلك فهو أضاف لى وللفيلم ولكل العاملين كثيرا، وأنا عشقت العمل معه واستمتعت لأبعد الحدود، وأتمنى أن تتكرر هذه التجربة معه فى حياتى كثيرا.
معنى هذا أنك استسلمت له تماما؟
قاطعتنى.. كنت أنفذ كلام المخرج طبعا لأن هذا فى صالحى، وهل يوجد عاقل لا ينفذ كلام مخرج يريد أن يظهره فى أفضل شكل وصورة؟ كما أننى تربيت فى مدرسة المخرج فيها هو «ريس العمل»، فبدايتى فى الفن كانت مع الفنان محمد صبحى على المسرح، وكان هو مخرج العرض، الذى كنت أشارك فيه، ومن المعروف عن صبحى أن شخصيتة قويه فعلمنى أن المخرج هو رب العمل، لكن يتاح للمثل أن يناقشه فى حدود معينة إذا لم يكن مقتنعا ببعض التفاصيل.
من المعروف أن يسرى نصرالله مخرج مهرجانات أكثر منه مخرج جماهيرى؟
أريد أن أوضح أن أفلام يسرى نصرالله التى لا تنجح سوى فى المهرجانات يكون هو كاتبها، أما فيلم «احكى ياشهر زاد»، فكاتبه وحيد حامد وهو رجل جماهيرى جدا، لذا أتوقع أن يحقق هذا الفيلم نجاحا كبيرا.
وماذا عن دورك فى الفيلم؟
أنا لا أجيد شرح أدوارى التى أقدمها فى السينما، خاصة بعد انتهائى من تصويرها، فلا أستطيع التحدث عن تفاصيله وأعماقه بشكل مفصل، لكن فى العموم أنا أقدم شخصية «هبة» المذيعة التليفزيونية تحكى ثلاث قصص حدثت لثلاث فتيات، وتتحول هى فى نهاية الفيلم إلى حكاية مثلهن.
ولماذا أطلقتم على الفيلم اسم «احكى ياشهر زاد»؟
هذا الاسم له مغزى ومعنى داخل الأحداث فى الفيلم، فشهر زاد الحقيقية لو كانت امتنعت عن الحكى لقتلوها، وكذلك بطلات الفيلم إذا امتنعن عن الكلام سيموتن، فلابد أن تعبر المرأة عن الذى يدور بداخلها، وعن القهر الذى تتعرض له سواء كان عقليا أو نفسيا أو جنسيا، وإذا لم تتحدث من الممكن أن تموت.
ما هى رسالة الفيلم؟
كل حواديت وحكايات الفيلم تبين مدى القهر، الذى تتعرض له المرأة فى حياتها جنسيا وعقليا ونفسيا.
رغم كل الحقوق التى حصلت عليه المرأة ترونها مقهورة؟
ليس معنى صدور بعض القوانين لصالح المرأه مثل الخلع وغيره، أنها حصلت على كل حقوقها، فهناك نساء كثيرات مقهورات، وهذا لا ينفى أن هناك نساء مفتريات جدا، ونحن نتحدث عن الأنثى فى الفيلم وكل ما يخصها.. ورغم أننا نتحدث عن قهر المرأة إلا أن المشاهدين سيخرجون من الفيلم لا يكرهون الرجل بل يحترمون ذكاءه مرة، وخبثه مرة أخرى وهكذا.
وليس معنى هذا أن هناك قلة من النساء الذكيات يعرفن كيفية استغلال القوانين لصالحها أنه لا توجد نساء مقهورات، فالمرأة تقهر عقليا ونفسيا وجنسيا، والنوعان الأولان العقلى والنفسى يصعب جدا أن تلمسهما، لأن من الممكن أن يقوم رجل بعمل غسيل مخ لزوجته ولا تشعر بشىء، وأنا أعرف نساء كثيرات مقهورات بهذا المنطق.
هل قصدتِ أن تقدمى فى هذا الفيلم الأفكار التى تنادى بها الجمعيات والمؤسسات النسائية؟
ضحكت وقالت: هذه فعلا مصادفة لأنهم فى فيلمى الأخير «تيمور وشفيقة» اتهمونى بأننى ضد المرأة، ثم قدمت دورا فى هذا الفيلم مصادفة مع المرأة.
كل حواديت وحكايات الفيلم تبين مدى القهر، الذى تتعرض له المرأة فى حياتها جنسيا وعقليا ونفسيا. ليس معنى صدور بعض القوانين لصالح المرأه مثل الخلع وغيره، أنها حصلت على كل حقوقها، فهناك نساء كثيرات مقهورات، وهذا لا ينفى أن هناك نساء مفتريات جدا، ونحن نتحدث عن الأنثى فى الفيلم وكل ما يخصها.. ورغم أننا نتحدث عن قهر المرأة إلا أن المشاهدين سيخرجون من الفيلم لا يكرهون الرجل بل يحترمون ذكاءه مرة، وخبثه مرة أخرى وهكذا. وليس معنى هذا أن هناك قلة من النساء الذكيات يعرفن كيفية استغلال القوانين لصالحها أنه لا توجد نساء مقهورات، فالمرأة تقهر عقليا ونفسيا وجنسيا، والنوعان الأولان العقلى والنفسى يصعب جدا أن تلمسهما، لأن من الممكن أن يقوم رجل بعمل غسيل مخ لزوجته ولا تشعر بشىء، وأنا أعرف نساء كثيرات مقهورات بهذا المنطق. ضحكت وقالت: هذه فعلا مصادفة لأنهم فى فيلمى الأخير «تيمور وشفيقة» اتهمونى بأننى ضد المرأة، ثم قدمت دورا فى هذا الفيلم مصادفة مع المرأة.
هل هناك بعض أنواع القهر فى الفيلم تعرضت لها فى حياتك؟
لم أتعرض لشىء منها، ولكن هناك شيئا استفدته من الفيلم، وهو أن المرأة لابد أن تعبر عما بداخلها، لأنه لن يفهمها أحد إذا لم تتكلم. وهذا أكثر شىء مسنى فى الفيلم لأنى كنت فى بعض الأوقات أغضب من شىء وأتخيل أن الإنسان الموجود أمامى سيفهم سبب غضبى، لكنى اكتشفت أننى إذا لم أتكلم أنا وأشكو لن يفهمنى أحد.
وما مفاجأة الفيلم من وجهة نظرك؟
معنا مجموعة من الوجوه الجديدة، أداؤهم أكثر من رائع بتوجيهات يسرى نصرالله، وهم جميعا موهوبون، ولم أشعر أبدا أنهم وجوه جديدة، وظل انبهارى بهم حتى انتهينا من تصوير العمل.
كيف رأيت وحيد حامد فى تجسيد صورة المرأة على الورق؟
كشف القهر الذى تتعرض وفى نفس الوقت أظهر قوتها، وأكد أنها عندما تقهر إلى أقصى درجه تكون أقوى من الرجل فى الحصول على حقها، فهو يبين قوتها ويبين أيضا إلى أى مدى يمكن استغلالها.
وما الذى استفدته من شهر زاد فى حياتك كامرأة؟
مؤكد أننى لم أصبح مفترية بعد تجسيد دورى فى الفيلم، وأكثر شىء استفدته هو أننى عملت مع يسرى نصرالله وكررت العمل مع وحيد حامد.
بوجه عام كيف ترين المرأة على شاشة السينما؟
المرأة كما قلت فى أحداث الفيلم هى العطف والحنان وسند الرجل ومتعته وتمثل له أيضا أشياء أخرى كثيرة.
والمرأة قدمت فى السينما بكل الأشكال رغم أنها كانت فى بداية دخول جيلنا التمثيل مقهورة أيضا فى نسبة وشكل ظهورها على الشاشة ونوعية أدوارها، لكن الموضوع تطور وتغير الآن، وأصبحت موجودة فى السينما بشكل جيد.
وكيف ترين التجارب النسائية على شاشة السينما؟
أنا لا يشغلنى أبدا البطولة النسائية، لكنى أريد عندما أكون فى فيلم يكون دورى فيه له معنى، ولا يكون مجرد ديكور إذا حذفته لا يتأثر العمل، ولابد أن يعرف المؤلفون أن هذا عيب وضعف فى كتابتهم.
والحكاية بالنسبة لى ليست فكرة أن أظهر فى الفيلم من أوله لآخره، فهذا ليس أقصى طموحى وإنما أريد تقديم أدوار مهمة أحبها لكى أستطيع تجسيدها وتوصيلها للجمهور بإحساس صادق.
فى رأيك من أفضل كتاب السينما إحساسا بالمرأة؟
أعتقدة أن السيناريست تامر حبيب هو أفضل من يعبر عموما عن المرأة، فهو يعرف كيف تتحدث وكيف تعبر عن نفسها، وإذا دخلت أى فتاة أفلامه ستجد الكلمات التى ترددها هى فى أحلامها موجودة أمامها على الشاشة، فهو يكتب عن المرأة أفضل من المرأة نفسها، لأنه فاهم مشاعرها جيدا، وأنا أتعجب دائما فى كونه يستطيع التفكير فى الجنس الآخر بهذه الحرفية.
وكيف تنظرين إلى مسئوليتك عن نجاح أو فشل الفيلم؟
دائما يكون النجاح منسوبا لمليون صاحب، أما الفشل فينسب لفرد واحد، والمشكلة أن الناس ترى أن الفيلم فقط بطولة منى زكى ولا يعرفون أنه ليس لبطل أوحد، فأنا معى عمالقة مثل محمود حميدة وسون بدر وحسين الإمام، وعندما تشاهدون الفيلم ستعرفون أنه ليس له بطل أو بطلة واحدة، وإنما كل الموجودين فيه أبطال.
وأنا لا أخشى فشل الفيلم لأنى أعلم أننى بذلت فيه قصارى جهدى ولم أقصر فى شىء، وأن ينسب الفيلم لأحد النجوم فهذه ليست تهمة، بالعكس شرف لأى نجم أن ينسب له هذا الفيلم. لأنه مكتوب بحرفية شديدة وبمنتهى الجمال وهو مختلف تماما عن كتابات وحيد حامد السابقة، كما أن طريقة يسرى نصرالله فى إخراجه مختلفة جدا عن أعماله السابقة، وأنا وكل العاملين بالفيلم بذلنا قصارى جهدنا فى التمثيل حتى الوجوه الجديدة لم أشعر لحظة أنهم جدد، بالعكس كنت أشعر أنهم يملكون خبرة كبيرة لا تقل عن خبرتى فى التمثيل، أما الأستاذ محمود حميدة فهو طبعا أكثر الجميع خبرة.
وكم عدد المشاهد التى جمعتك به؟
لم أقدم معه سوى مشهد واحد طوال الفيلم، لكن من كثرة استمتاعى بهذا المشهد طلبت من الأستاذ وحيد حامد أن يكتب لنا مشاهد أخرى تجمعنى به، ولكن هذا لم يتحقق، فهو ممثل «جبار»، ولم أكن أصدق أننى أقف أمام هذا العملاق الملئ بالأحاسيس، ولا شك أن وجوده فى الفيلم زاده ثقلا، وهو فى صالحنا جميعا فى المقام الأول، وتعلمنا جميعا من خبراته الطويلة.
ظهرت فى الفيلم أكثر جرأة من منى زكى التى نعرفها؟
أعتقد أننى لم أقدم مشهدا فى الفيلم أكثر جرأة من المشاهد التى قدمتها فى أفلامى السابقة، لكن كون الفيلم يتحدث عن موضوع حساس يخص المرأة فى المقام الأول وقهرها جنسيا، من الممكن أن يتصور البعض أنه أكثر جرأة لكنى لم أتعد حدودى فيه.
ربما قيل هذا لأنك دائما ما تنادين بما تسميه «السينما النظيفة»؟
هذا المصطلح ليس موجودا فى السينما أصلا ولم أناد به أبدا، فالصحفيون هم من ألصقوه بى، فهذا المصطلح غريب على السينما، وكونى وضعت لنفسى حدودا منذ دخولى التمثيل، فليس معناه أن أرى كل ما يقدم من جرأة على شاشة السينما خطأ، بل اعتبر أن بعدى عنها عيب فى كممثلة، لأنى مقتنعة أن الرسالة لكى تصل للناس لابد من تقديمها بشكلها الحقيقى الصحيح.
وفيلم «شهر زاد» يتحدث عن موضوع جرئ، لكن دورى فى الفيلم ليس فيه جرأة زائدة عن ما قدمته فى أفلامى السابقة.
يسرى نصرالله قدم شخصية المذيعة فى فيلمه الأخير «جنينة الأسماك» ويقدمها أيضا فى «شهر زاد» ألا يوجد تشابه بينهما؟
فى فيلم «جنينة الأسماك» قدم مذيعة فى الراديو، أما هنا فأنا مذيعة تليفزيونية، وهناك فرق بينهما، كما أننى للأسف لم أشاهد فيلم «جنينة الأسماك» لكى أحكم عليه، أو أن كان هناك وجه تشابه بينه وبين «شهر زاد»، لكن ما أعرفه من حكاوى يسرى نصرالله أن الشخصيتين مختلفتان تماما، ولا يوجد أى أوجه تشابه بينهما.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.