بنصف دستة أفلام دفعة واحدة، تألقت الفنانة سوسن بدر فى الموسم الصيفى الحالى وهو رقم يمثل نصف الأفلام المعروضه تقريبا، حيث شاركت فى أفلام «الفرح» و«إبراهيم الأبيض» و«بدل فاقد» و«احكى يا شهرزاد» و«السفاح» و«المشتبه». سوسن تنفى أن يكون العامل المادى وراء وجودها المكثف فى الموسم الحالى، ولكنها تعتبر أن «الأنانية» والسعى وراء الأدوار الجيدة طريق الممثل الشاطر للنجاح.. كيف؟.. فى سطور هذا الحوار تبوح سوسن بالتفاصيل: هل من مصلحتك أن يعرض لك هذا الكم من الأعمال؟ وأنا لا أعرف موعد عرض أفلامى.. وعموما أنا لا يشغلنى كم الأعمال التى تعرض علىّ، ولكن ما يشغلنى هو أمر واحد فقط وهو أن أقدم الدور الذى يعجبنى. ولابد أن أعترف أن الممثل الشاطر شخص شديد الأنانية ولابد أن يتمسك بأى فرصة تتاح له ليظهر بشكل جديد دون أن يكرر نفسه.. وأنا أتحدى أن يتهمنى أحد بتكرار أدوارى. ولكن لماذا جاءت مشاركاتك بمشاهد معدودة؟ قيمة الدور ليست بحجمه ولكن بجودته وهناك ممثلون حصلوا على الأوسكار بمشهد واحد.. وللعلم، أنا رفضت أفلاما كثيرة كانت تتاح لى فيها فرصة الأدوار الكبيرة، ولكننى أهتم بالكيف وليس الكم ويكفينى أن أقدم مشهدا واحدا فى فيلم يقدم مستوى فنى جادا على أن أحصل على بطوله فيلم لا يضيف لى شيئا، لأننى أعتبر أن المشاركة فى الأفلام التافهة مضيعة للوقت إلى جانب أن الأفلام مثل شهرزاد والسفاح والمشتبه قد تكون مساحات دورى فيها أكبر نسبيا. البعض يفسر ذلك بأنه محاولة للوجود أو لأسباب مادية؟ غير صحيح لأنه على مستوى الوجود فيكفى أن أقول لك أنه لا يعلن عن عمل إلا وأقرأ اسمى فى الصحف مشاركة فيه حتى ولو لم أكن قرأت حتى السيناريو. أما بالنسبة لموضوع الأمور المادية فلست فى حاجة للمشاركة فى هذا الكم بل إننى لا أتحدث عن أجرى سواء فى السينما أو التليفزيون ولا يغرينى سوى العمل الجيد. وما الذى أغراك فى فيلم «الفرح»؟ حالة الجمع بين أنماط بشرية مختلفة فى ليلة واحدة ومن خلال فرح شعبى، فنحن نحكى عن الناس الحقيقية بأحلامهم وطموحاتهم وطيبتهم وشرهم، وهذه النوعية من الأفلام لا تتكرر كثيرا ولابد أن تغتنم فرصة المشاركة فيها إلى جانب أن شخصية «نوجا» الراقصة الشعبية التى تعتزل فى ظرف صعب وبشكل جديد علىّ وعلى السينما المصرية، وبصراحه أبهرنى مجرد ترشيحى للمشاركة فى الفيلم لأننى كنت أعتقد أننى آخر ممثلة يمكن أن يفكر مخرج فى ترشيحها لدور راقصة. هل استعنت براقصات شعبيات خلال استعدادك للدور أم اكتفيت بالسيناريو؟ شاهدت نماذج عديدة لراقصات شعبيات فى حياتى لأننى نشأت فى باب الشعرية، وفى شارع ضيق ولدى كل التفاصيل الخاصة بهذا العالم الشعبى إلى جانب اعتمادى على السيناريو ورؤية المخرج وهضمى لشخصية «نوجا» حتى تحولت من كلام على ورق إلى شخصية من لحم ودم تمشى على قدمين. وهل تعاملت مع دورك فى «أبراهيم الأبيض» بنفس الطريقة؟ «إبراهيم الأبيض» تجربة مختلفة تماما لأنه يعكس ويناقش قضية أخرى وهى أن العنف يتولد من رحم البيوت ثم يتم تصديره إلى الشوارع ويتحول الأطفال الذين يتعرضون للعنف إلى بلطجية. البعض اتهم الفيلم بالمبالغة فى طرح ظاهرة العنف؟ على العكس المجتمع به درجات من العنف أكثر بكثير من التى ظهرت فى الفيلم ألم يقرأوا عن المرأة التى خرجت فى وضح النهار لتأخذ بالثأر من قاتل والدها وحملت البندقية الآلية وذهبت اليه وهو جالس على المقهى وقتلته أمام الناس. هل «الفرح» و«إبراهيم الأبيض» يكملان ظاهرة اهتمام السينما بالعشوائيات؟ هذه الأفلام ظاهرة إيجابية ونتجت عن تشكل ملامح الجيل الجديد من المؤلفين والمخرجين الذين يهتمون بالتعبير عن الواقع المصرى المعاش بدقة، ولينفوا عن السينما المصرية تهمة السطحية والتفاهة ويؤسسوا لمرحلة جديدة من الواقعية استكمالا لما قدمه صلاح أبوسيف وعاطف الطيب ورضوان الكاشف. وهل هذه الواقعية موجودة بنفس الصورة فى فيلم شهرزاد؟ الواقعية خط أساسى فى كل ما يقدم الآن وفى شهرزاد هناك نقلة نوعية فى طرح قضايا المرأة التى بدأت منذ فيلم «أين عمرى» ثم «المراهقات» وغابت قضايا المرأة عن السينما لفترة ثم عادت فى فيلم «أسرار البنات» حتى وصلنا «لشهرزاد» الذى يعكس التطور الطبيعى لتناول قضايا المرأة فى السينما. وكيف تقيمين تجربتك فى هذا الفيلم؟ أهم ما فى هذا الفيلم أنه جمعنى بورق وحيد حامد ورؤية يسرى نصر الله الذى اسند لى دور بطلة إحدى الحكايات التى ترويها شهرزاد فى الفيلم وهى سيدة متعلمة ومثقفة وكانت تعمل مديرة للعلاقات العامة بأحد الفنادق الكبرى إلا أنها تتعرض لحالة من القهر الشديد من الرجال فتقرر عدم الزواج وتبقى على عذريتها. هل يمكن أن نجد مثل هذه النماذج فى الواقع؟ الواقع أكثر ثراء مما نتخيل وهناك نساء لهن حكايات وقصص أغرب بكثير من حكايتى فى الفيلم. وللعلم المرأه قادرة على أخذ أصعب القرارات إذا ما اقتنعت بها وشخصيتى فى شهرزاد اقتنعت بأن تبقى عذراء ما دامت لم تقابل الرجل الذى يستحقها. يتبقى الحديث عن «المشتبه»؟ هذا الفيلم صورته تحت اسم «حلاوة روح» وأجسد فيه دور أم لشابين توءمين يقتل أحدهما وتدور الشبهات حول الثانى بتورطه فى قتل أخيه.