حملة مكبرة لإزالة مخازن فرز القمامة المخالفة بحرم الطريق الدائري بحي الهرم    انقلاب 31 عربة قطار محملة بمواد كيميائية خطرة في أمريكا (فيديو)    نتنياهو: عواقب إعادة إيران بناء قدراتها وخيمة    طقس اليوم: مائل للدفء نهارا شديد البرودة ليلا.. والصغرى بالقاهرة 13    انفصال ميل جيبسون وروزاليند روس بعد 9 سنوات من ارتباطهما    نخبة الإعلام والعلاقات العامة يجتمعون لمستقبل ذكي للمهنة    وزارة الشباب والرياضة تحقق أهداف رؤية مصر 2030 بالقوافل التعليمية المجانية    موسكو: الاتحاد الأوروبي سيضطر لمراجعة نهجه في العقوبات ضد روسيا    هجوم أوكراني بطائرات مسيرة على موسكو    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخيرًا بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الأربعاء 31 ديسمبر    وخلق الله بريجيت باردو    وزارة الرياضة تواصل نجاح تجربة التصويت الإلكتروني في الأندية الرياضية    محكمة تونسية تؤيد حكم سجن النائبة عبير موسى عامين    مصرع طفل دهسه قطار الفيوم الواسطي أثناء عبوره مزلقان قرية العامرية    ولفرهامبتون يحصد النقطة الثالثة من أرض مانشستر يونايتد    ذخيرة حية وإنزال برمائي.. الصين توسع مناوراتها حول تايوان    الخارجية القطرية: أمن السعودية ودول الخليج جزء لا يتجزأ من أمن قطر    رئيس جامعة قنا يوضح أسباب حصر استقبال الحالات العادية في 3 أيام بالمستشفى الجامعي    د.حماد عبدالله يكتب: نافذة على الضمير !!    "25يناير."كابوس السيسي الذي لا ينتهي .. طروحات عن معادلة للتغيير و إعلان مبادئ "الثوري المصري" يستبق ذكرى الثورة    «مسار سلام» يجمع شباب المحافظات لنشر ثقافة السلام المجتمعي    «قاطعوهم يرحمكم الله».. رئيس تحرير اليوم السابع يدعو لتوسيع مقاطعة «شياطين السوشيال ميديا»    خالد الصاوي: لا يمكن أن أحكم على فيلم الست ولكن ثقتي كبيرة فيهم    استشهاد فلسطيني إثر إطلاق الاحتلال الإسرائيلي الرصاص على مركبة جنوب نابلس    الأمم المتحدة تحذر من أن أفغانستان ستظل من أكبر الأزمات الإنسانية خلال 2026    "البوابة نيوز" ينضم لمبادرة الشركة المتحدة لوقف تغطية مناسبات من يطلق عليهم مشاهير السوشيال ميديا والتيك توكرز    تموين القاهرة: نتبنى مبادرات لتوفير منتجات عالية الجودة بأسعار مخفضة    المحامى محمد رشوان: هناك بصيص أمل فى قضية رمضان صبحى    من موقع الحادث.. هنا عند ترعة المريوطية بدأت الحكاية وانتهت ببطولة    دعم صحفي واسع لمبادرة المتحدة بوقف تغطية مشاهير السوشيال ميديا والتيك توك    مصدر بالزمالك: سداد مستحقات اللاعبين أولوية وليس فتح القيد    شادي محمد: توروب رفض التعاقد مع حامد حمدان    نتائج الجولة 19 من الدوري الإنجليزي الممتاز.. تعادلات مثيرة وسقوط مفاجئ    التنمية المحلية: تقليص إجراءات طلبات التصالح من 15 إلى 8 خطوات    رضوى الشربيني عن قرار المتحدة بمقاطعة مشاهير اللايفات: انتصار للمجتهدين ضد صناع الضجيج    الخميس.. صالون فضاءات أم الدنيا يناقش «دوائر التيه» للشاعر محمد سلامة زهر    لهذا السبب... إلهام الفضالة تتصدر تريند جوجل    ظهور نادر يحسم الشائعات... دي كابريو وفيتوريا في مشهد حب علني بلوس أنجلوس    بسبب الفكة، هل يتم زيادة أسعار تذاكر المترو؟ رئيس الهيئة يجيب (فيديو)    د هاني أبو العلا يكتب: .. وهل المرجو من البعثات العلمية هو تعلم التوقيع بالانجليزية    حلويات منزلية بسيطة بدون مجهود تناسب احتفالات رأس السنة    الحالة «ج» للتأمين توفيق: تواجد ميدانى للقيادات ومتابعة تنفيذ الخطط الأمنية    ملامح الثورة الصحية فى 2026    هل تبطل الصلاة بسبب خطأ فى تشكيل القرآن؟ الشيخ عويضة عثمان يجيب    هل يجب خلع الساعة والخاتم أثناء الوضوء؟.. أمين الفتوى يجيب    جامعة عين شمس تستضيف لجنة منبثقة من قطاع طب الأسنان بالمجلس الأعلى للجامعات    خالد الجندى: القبر محطة من محطات ما بعد الحياة الدنيا    خالد الجندي: القبر مرحلة في الطريق لا نهاية الرحلة    حقيقة تبكير صرف معاشات يناير 2026 بسبب إجازة البنوك    الأهلي يواجه المقاولون العرب.. معركة حاسمة في كأس عاصمة مصر    السيطرة على انفجار خط المياه بطريق النصر بمدينة الشهداء فى المنوفية    أمين البحوث الإسلامية يتفقّد منطقة الوعظ ولجنة الفتوى والمعرض الدائم للكتاب بالمنوفية    رئيس جامعة العريش يتابع سير امتحانات الفصل الدراسي الأول بمختلف الكليات    الصحة: تقديم 22.8 مليون خدمة طبية بالشرقية وإقامة وتطوير المنشآت بأكثر من ملياري جنيه خلال 2025    الزراعة: تحصين 1.35 مليون طائر خلال نوفمبر.. ورفع جاهزية القطعان مع بداية الشتاء    معهد الأورام يستقبل وفدا من هيئة الهلال الأحمر الإماراتي لدعم المرضى    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 30-12-2025 في محافظة الأقصر    نسور قرطاج أمام اختبار لا يقبل الخطأ.. تفاصيل مواجهة تونس وتنزانيا الحاسمة في كأس أمم إفريقيا 2025    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. حسن نافعة محللا الزيارتين الأمريگية والروسية لمصر:
كيري جاء لمصر لجس النبض ومعرفة مدي إصرارها علي استقلال قرارها
نشر في الأخبار يوم 13 - 11 - 2013

د. حسن نافعة أثناء حواره مع »الأخبار« في حواره مع »الأخبار« عوّل د. حسن نافعة أستاذ الإقتصاد والعلوم السياسية علي نجاح مباحثات وزيري الخارجية والدفاع الروسيين مع نظيريهما في مصر.. وتمني ألا تكون زيارتهما مجرد تحرك قصير النفس لإخافة الولايات المتحدة التي أخطأت خطأ جسيماً عندما قررت وقف المساعدات العسكرية الأمريكية لمصر لأنها منحتها ذريعة لكي تبحث عن مصادر أخري للتسليح.. وأكد أنه يجب علي مصر أن تتبع سياسة مد الجسور علي أساس المصالح المشتركة مع دول العالم المختلفة لكي تتحول إلي قوة إقليمية لتكسب إحترام الولايات المتحدة التي لا تحترم إلا الأقوياء.. وحذر من أنه لامجال للمناورة مع أمريكا لذلك يطالب باتخاذ الخطوات اللازمة لإقامة دولة مصر القوية ذات النظام السياسي المستقر..
وإلي المزيد من تفاصيل الحوار
ما تحليلك لزيارة كيري الأخيرة لمصر؟
كيري جاء في واقع الأمر لمد جسور التعاون بين مصر والولايات المتحدة .. واعتقادي الشخصي أن الإدارة الأمريكية أخطأت خطأ جسيماً عندما قررت وقف المساعدات العسكرية لمصر لأن علاقتها بالجيش المصري علاقة مهمة جداً منذ التوقيع علي معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية وبالتالي المساس بهذه العلاقة يضر بالولايات المتحدة أكثر بكثير مما يضر بالمصالح المصرية فهو يعطي لمصر الآن الحق لكي تبحث عن مصادر تسليح أخري مما يجعل الولايات المتحدة تدرك أنها ليست السند الحقيقي للشعب المصري في كل ما يتعلق بمستقبله كما أن هذا القرار سيدفع مصر دفعاً للإنفتاح علي دول أخري كثيرة كانت مصر تتحرج من الإنفتاح عليها بسبب علاقتها مع أمريكا.
وما نتائج هذه الزيارة؟
اعتقد أن هذه الزيارة لم تكن حاسمة بمعني أنها ربما تكون قد نجحت في محاولة شرح الأسباب التي أدت إلي قيام الإدارة الأمريكية باتخاذ هذا القرار والضغوط التي تواجهها..وربما تكون تعرضت لمناقشة الأوضاع الإقليمية وخاصة الأزمة السورية وخطورتها والإنفتاح الأمريكي علي إيران إلي آخره..وربما هي كانت محاولة لتهدئة الخواطر خصوصاً وأنها جاءت قبل محاكمة د. مرسي وكانت فرصة أمام الحكومة المصرية لكي تؤكد بدورها أن خارطة المستقبل ماضية وتتقدم وفقاً للجدول الزمني المعد لها وبالتالي علي دول العالم بما فيها الولايات المتحدة أن تطمئن إلي أن مصر ليست مقدمة علي نظام عسكري وأن خارطة المستقبل ستنتهي بدستور جديد تعقبه انتخابات برلمانية ورئاسية وأن هذه المرحلة الإنتقالية ستنتهي بأسرع وقت ممكن ولهذا اعتقد انه قد يكون من أسباب الزيارة إحساس أمريكا بأن مصر بدأت تفتح جسوراً مع روسيا ومع دول أخري مما أثار قلقها وبالتالي أرادت أن تستشف إلي أي مدي تبدو مصر مصممة علي تنويع مصادر السلاح علي سبيل المثال أو تغيير توجهات السياسة الخارجية بشكل عام لكن كما قلت هي زيارة ليست حاسمة إنما هي زيارة لجس النبض للتعرف علي درجة حرارة الرغبة المصرية لاستقلال قرارها السياسي.
مخاوف أمريكا
ما مدي تخوف الولايات المتحدة من وجود علاقات جيدة بين مصر وروسيا؟
الولايات المتحدة كانت تفضل بكل تأكيد أن تظل المصدر الرئيسي إن لم يكن الوحيد للسلاح في مصر ونحن نعلم أن السلاح الأمريكي لا يمكن أن يوجه بأي حال من الأحوال إلي إسرائيل ولذلك كانت العلاقات العسكرية الأمريكية المصرية مفيدة جداً لأمريكا وبالتبعية مفيدة لإسرائيل لأنها تعرف تماماً كل قطعة سلاح تدخل إلي مصر فهذه المعلومات تقدّم بإستمرار إلي إسرائيل بطبيعة الحال وبالتأكيد هناك قيود تجعل مصر غير قادرة علي استخدام هذا السلاح ضد العدو الإسرائيلي بينما يمكن لمصر أن تستخدمه في مواجهة مصادر أخري للتهديد وإذا كانت مصر الآن فعلاً جادة وراغبة في تنويع مصادر السلاح فهذا معناه أن مصر سوف تستعيد حرية وإستقلالية قرارها السياسي وبالتالي ستتعامل مع مصادر التهديد لأمنها القومي بدرجة متكافئة سواء جاءت هذه المصادر من إسرائيل أو من غيرها وبالتالي لن تكون إسرائيل إستثناء فيما يتعلق بالإجراءات التي يتعين علي مصر أن تتخذها للمحافظة علي أمنها القومي.
وهل مصر جادة في تنويع مصادر السلاح؟
أتمني أن تكون مصر بعد ثورتي 25 يناير ثم 30 يونيو في موقف تستطيع معه أن تتخذ قراراتها بحرية كاملة سواء علي الصعيدين الداخلي والخارجي..كما أن هناك أمرا مهما جداً يتعين أن نأخذه في الإعتبار وهو أن أي دولة لا تستطيع أن ترسم سياسة خارجية مستقلة حقيقة إلا إذا كانت تتمتع بإستقرار سياسي وباقتصاد قوي وهذا غائب الآن علي الساحة المصرية فمصر تعتمد الآن علي معونات الأصدقاء وخاصة المعونات التي تأتيها من السعودية والإمارات والكويت وعجلة النشاط الإقتصادي تكاد تكون متوقفة وما لم تنجح مصر في إعادة دوران عجلة النشاط الإقتصادي وفي تحقيق الإستقرار الأمني فلن تتمكن من رسم سياسة خارجية مستقلة لذلك لا أتوقع أن تظهر كل أبعاد التغيير في السياسة الخارجية المصرية إلا بعد نجاح خارطة المستقبل آنذاك سنكون في وضع يسمح لنا برسم سياسة خارجية حرة ومستقلة وقادرة علي التعامل مع كل دول العالم بندية ووفقاً لرؤية مصرية خالصة للمصالح الوطنية المصرية وللأمن الوطني المصري.
سياسة الإحلال
هناك رأي يطالب باستبدال العلاقات المصرية الأمريكية بعلاقات مصرية روسية..فما تعليقك؟
هذا تفكير خاطئ تماماً ونحن لسنا في النظام الدولي ثنائي القطبية فزمن الإستقطاب الدولي ووجود قوتين عظميين يتنافسان علي الهيمنة علي العالم زمن ولي ولن يعود..كانت الولايات المتحدة بعد سقوط وإنهيار الإتحاد السوفيتي تتطلع أن تهيمن منفردة علي النظام العالمي ولكن مغامراتها العسكرية الفاشلة في العراق وأفغانستان ثم الأزمة المالية والإقتصادية الطاحنة أظهرت حدود القدرات الأمريكية علي الصعيدين العسكري والإقتصادي.. أمريكا في مرحلة مابعد الحرب العالمية الثانية كانت أقوي بكثير مما هي عليه الآن علي الأقل فيما يتعلق بثقلها النسبي في النظام الدولي فالاقتصاد الأمريكي كان يشكل 40٪ من الإقتصاد العالمي بينما لا يتجاوز اليوم ال 18٪ وذلك لأن هناك قوي أخري صعدت فاليابان المهزومة صعدت وأصبحت قوة إقتصادية وكذلك ألمانيا، والإتحاد الأوروبي أصبح منافسا قويا للولايات المتحدة علي الصعيد الإقتصادي، والصين الآن قوة إقتصادية ضخمة ستتجاوز القوة الأمريكية بعد أقل من 10 سنوات وبالتأكيد فإن طموحاتها السياسية والعسكرية ستظهر بعد أن تأكد تصدرها للمشهد الإقتصادي العالمي، والهند أيضاً قادمة،والبرازيل تتجه نحو أن تصبح قوة في أمريكا اللاتينية، وهناك قوة افريقية صاعدة هي جنوب أفريقيا، وروسيا التي بدأت تستعيد قوتها صحيح أنها لم تصبح مثلما كان الإتحاد السوفيتي من قبل ولكنها ستكون فاعلا مهما في الساحة الدولية خلال الفترة القادمة وأظن أن الدور الذي تلعبه روسيا في الأزمة السورية يؤكد أن الدور الروسي يعود بقوة ليس فقط في منطقة الشرق الأوسط إنما في الساحة العالمية ككل.
إذن ما الذي يجب علي مصر أن تفعله الآن؟
علينا أن نحدد ونعرف ما هي مصالحنا الوطنية بمعني أن تعرف مصر مصالحها الوطنية ومصادر التهديد لأمنها الوطني ووفقاً لرؤية مصالحها الوطنية تتعامل مصر مع كل القوي التي لها مصلحة في مساعدتها علي أن تقوي إقتصادياً وسياسياً وعسكرياً وإذا كانت هناك أرضية مشتركة مع أمريكا فيجب أن تحافظ عليها مصر وأن تستثمرها لكن إذا كانت هناك مناطق تعارض وتصادم فيجب التعامل مع هذه المناطق بحكمة ولكن بمسئولية وبحرص علي المصالح الوطنية..نفس الشئ يجب أن تقوم به مع كل دول العالم بما فيها روسيا التي لها الآن مصلحة في مساعدة مصر علي تنويع مصادر السلاح والقيام بمشروعات إقتصادية مهمة وذلك لأنها تريد العودة إلي ساحة الشرق الأوسط وساحة العالم وكذلك مصر لها مصلحة في أن تعود روسيا حتي لا تنفرد أمريكا بالهيمنة علي الساحة الدولية فمنطقة المصالح المشتركة مع روسيا تبدو الآن أكبر مما هي عليه مع الولايات المتحدة..نفس الشئ يتعين علي مصر أن توسّع منطقة المصالح المشتركة مع الصين والهند والبرازيل وحتي مع إيران ومع كل القوي الصاعدة في العالم ولكن بمنظور وطني بحت وليس بمنظور الصراع الأيديولوجي الذي كان قائماً قبل ذلك في زمن الإستقطاب بين الولايات المتحدة والإتحاد السوفيتي..لكن هناك أمرا آخر مهم جدا. مصر وحدها ستكون محدودة القوة فمصر مرتبطة عضوياً بمنطقتها العربية فإذا نجحت مصر أن تستعيد دورها الإقليمي والعربي وأن يكون لها حاضنة عربية قوية ثم حاضنة افريقية ثم حاضنة إسلامية ستتمكن مصر من إستعادة دورها علي الصعيد الدولي وستتعامل معها كل القوي الكبري سواء كانت أمريكا أو الإتحاد الأوروبي أو الصين باحترام علي اعتبار أن مصر مرتبطة عضوياً بالعالم العربي وبأفريقيا وبالعالم الإسلامي.
الصحوة العربية
ولكن التقارب الحالي بين مصر وبعض الدول العربية.. ألا يعد خطوة نحو الإرتباط العضوي بالمنطقة العربية؟
لم يظهر حتي الآن إنما ما نراه اليوم هو بوادر فالأزمة التي يمر بها العالم العربي بعد الربيع العربي ربما تؤدي إلي صحوة عربية جديدة ويجب أن تلتقط مصر الخيط هنا وتطرح منهجا للتكامل الإقتصادي والسياسي مختلفا عن الأطروحات الناصرية بحيث يكون الهدف واحدا وهو أن مصر وحدها دولة محدودة القوة ولكن مصر المرتبطة بالعالم العربي هي دولة كبيرة ومؤثرة في العالم فإذا نجحت مصر في إستعادة دورها القيادي علي الصعيد العربي ولكن بمفهوم مختلف عما كان سائداً في المرحلة الناصرية فهذا سيكون أمراً مفيداً جداً بالنسبة للسياسة المصرية.
ما توقعاتك لزيارة وزيري الخارجية والدفاع الروسيين إلي مصر؟
زيارة وزير الدفاع مع وزير الخارجية في نفس الوقت معناها أن هناك ما يمكن أن يكون نقطة إنطلاق لحوار إستراتيجي بين مصر وروسيا وأتمني أن تنجح مصر في إقناع روسيا بأنها ماضية علي طريق إستقلال قرارها السياسي وصادقة في تنويع مصادر سلاحها.
المصالح المشتركة
هل نتوقع إختلافا في السياسة الأمريكية مع مصر نتيجة لزيارة وزيري الخارجية والدفاع الروسيين لمصر؟
أتمني ذلك فأمريكا لا تحترم إلا الأقوياء وإذا أرادت مصر أن تكون قوية فعليها أن تقيم نظاماً سياسياً مستقراً ومؤسسياً لا يعتمد علي الرجل الواحد وإنما يعتمد علي مؤسسات المجتمع المدني وممثلين حقيقيين للشعب المصري فإذا تحقق الإستقرار السياسي والأمني في مصر فعلي مصر أن تتحرك علي صعيد السياسة الخارجية بحيث تكون لها سياسة تدفع في إتجاه تكامل مع العالم العربي وسياسة مختلفة مع أفريقيا وتبدأ بدول حوض وادي النيل وتتسع لتشمل القارة الأفريقية كلها وسياسة في دائرة إسلامية لأنه تربطنا علاقات بكل المحيط الإسلامي وعلينا أن نحسن علاقتنا مع إيران ومع تركيا رغم كل الخلافات القائمة حالياً.. لكن علي الصعيد الإستراتيجي يجب أن نتبني سياسة تفتح الجسور مع هذه الدول علي أساس المصالح المشتركة وننظر لإسرائيل بإعتبارها العدو الحقيقي الذي يهدد الأمن الوطني المصري وأيضاً يهدد الأمن القومي العربي وبالتالي إذا نجحنا في التحول إلي قوة إقليمية فستتعامل معنا أمريكا باحترام أكبر وستعطينا مساعدات أكبر وستتسع نطاق المصالح المشتركة بل ستتمكن مصر من إثبات أنها أهم للولايات المتحدة ولدول العالم من دولة"لقيطة" مثل إسرائيل..إذن لا مجال للمناورة مع الولايات المتحدة والمطلوب إتخاذ كل الخطوات اللازمة لإقامة دولة مصرية قوية.
كررت عبارة"الإستقرار السياسي"عدة مرات خلال الحوار..فهل يمكن لمصر أن تشهد استقراراً سياسياً وسط ما تعيشه من حالة استقطاب شديد وصراع سياسي؟
هذا هو التحدي الأساسي والأكبر.. لذا أنا لست سعيداً بأداء الحكومة الحالية..كنت أتمني بعد 30 يونيو أن تكون في مصر حكومة علي مستوي المسئولية لأنني لا أملك كدولة مصرية أن أفشل في المرحلة الإنتقالية الثالثة بمعني إذا لم ننجح في تأسيس نظام سياسي جديد يستجيب لطموحات الشعب المصري الذي قام بثورتين في 3 سنوات وهو إنجاز تاريخي بكل المقاييس فهذا معناه أننا نمهد لثورة ثالثة والله أعلم إذا قامت تلك الثورة فهي قد تؤدي إلي فوضي عارمة وبالتالي أتمني من الحكومة الحالية أن تكون علي مستوي المسئولية وإذا تطلب الأمر تغيير الوزارة بالكامل حتي تكون علي مستوي مايتطلع إليه الشعب بعد 3 يوليو أرجو ألا يتردد الرئيس عدلي منصور في القيام بهذه الخطوة فبعد 4 أشهر من تولي الوزارة الحالية وقبل أن تنتهي المرحلة الإنتقالية الثالثة في 30 يونيو 2014 مطلوب مراجعة ما تم منذ 3 يوليو وحتي هذه اللحظة وإستشراف الفترة القادمة وتحديد المهام التي يتعين علي الحكومة أن تنجزها خلال المرحلة القادمة حتي نستطيع أن نقيم نظاماً مستقراً وإذا كان الأمر يتطلب مبادرة سياسية للخروج من الأزمة الحالية لإشراك الذين لم يتورطوا في عمليات إرهابية من جماعة الإخوان المسلمين وفصائل التيار الإسلام السياسي فعلي الحكومة أن تتقدم بها وتكون جادة في تنفيذها لأن المطلوب في نهاية المطاف تحقيق استقرار الوضع الداخلي حتي تتمكن مصر من الإنطلاق علي صعيد السياسة الخارجية.
هل سيتقبل الشارع المصري الحديث عن أي مبادرة سياسية بعد معايشته لتصاعد العنف حتي اليوم؟
إذا كان الهدف من المبادرة السياسية تحقيق الإستقرار السياسي وانخراط كل الفصائل السياسية بعد عزل كل القوي التي مارست الإرهاب لأن هناك قطاعات عريضة من جماعة الإخوان لم تمارس الإرهاب أو التحريض عليه فهذا مقبول..إذن المطلوب قيام فصائل تيار الإسلام السياسي بعمل مراجعات فكرية وسياسية وإعادة تقييم مواقفهم .
هل ستتقبل جماعة الإخوان المسلمين فكرة المراجعات وهم الذين مازالوا يتحدثون عن الشرعية؟
القيادة الحالية لن تقبل بالمراجعة ومن مصلحة القيادة الحالية أن يتشدد معها النظام الحاكم حالياً لأنها تتغذي علي التشدد وتعتبر أن الحكومة الحالية تريد استئصالها تماماً ومحوها من الوجود وهذا يساعد التيار المتطرف داخل جماعة الإخوان المسلمين إنما إذا كانت هناك مبادرة منفتحة حقيقية علي القواعد الشعبية مثل"إخوان بلا عنف"أو القيادات الشابة التي لم ترفع السلاح والتي بدأت تتشكك في حكمة القيادة الحالية التي هي قيادة قطبية شديدة التطرف وأعتقد أن هذه القواعد الشعبية هي قواعد ماتزال مدفوعة بحسن النية ويجب علي النظام الحاكم استقطابها .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.