سعر الذهب اليوم الإثنين 20-10-2025 بعد ارتفاعه في الصاغة.. عيار 21 الآن بالمصنعية    الأهلي يحصل على توقيع صفقة جديدة.. إعلامي يكشف    «شغلوا الكشافات».. تحذير من حالة الطقس اليوم: ظاهرة جوية تضرب البلاد    أول تعليق من ميسي على تتويج المغرب بكأس العالم للشباب ضد الأرجنتين    ويتكوف: التقديرات بشأن كلفة إعادة إعمار غزة تبلغ نحو 50 مليار دولار    أسعار الأسماك والخضروات والدواجن اليوم 20 أكتوبر    الكاف يهنئ المغرب على التتويج بمونديال الشباب 2025    هبوط الأخضر الأمريكي.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري الإثنين 20-10-2025    صححوا مفاهيم أبنائكم عن أن حب الوطن فرض    «الترحال السياسى».. ظاهرة تثير الجدل فى «الانتخابات البرلمانية»    ارتفاع كبير تجاوز 2000 جنيه.. سعر طن الحديد والأسمنت اليوم الإثنين 20-10-2025    ملخص وأهداف مباراة المغرب والأرجنتين في نهائي كأس العالم للشباب    هل ينتقل رمضان صبحي إلى الزمالك؟.. رد حاسم من بيراميدز    عاجل - ترامب يؤكد: وقف إطلاق النار في غزة مازال ساريًا رغم الخروقات    ماكرون: سرقة اللوفر هجوم على تراث فرنسا    كيت بلانشيت: مصر دورها قيادى فى إرساء السلام    ولي العهد السعودي وماكرون يناقشان جهود إحلال الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط    والد ضحية زميله بالإسماعيلية: صورة ابني لا تفارق خيالي بعد تقطيعه لأشلاء    موعد التحقيق مع عمر عصر ونجل رئيس اتحاد تنس الطاولة.. تعرف على التفاصيل    ميلان يقفز لقمة الدوري الإيطالي من بوابة فيورنتينا    هانى شاكر يُشعل دار الأوبرا بحفل ضخم ضمن مهرجان الموسيقى العربية    يسرا تشعل أجواء احتفال مهرجان الجونة بمسيرتها الفنية.. وتغنى جت الحرارة    عاجل - تفاصيل موعد صرف مرتبات شهر أكتوبر 2025 بعد قرار وزارة المالية    وفاة شابة عشرينية بسبب وشم قبل أسبوع من زفافها    مواد غذائية تساعدك على النوم العميق دون الحاجة إلى أدوية    فريق بحث لتحديد المتهم بالتعدي على مدرسة لغات في إمبابة    الذكرى الثامنة لملحمة الواحات.. حين كتب رجال الشرطة بدمائهم صفحة جديدة في تاريخ الشرف المصري    قيادة التغيير    ضربه ب«مفك».. مصرع طالب على يد زميله في الدقهلية    ذكرى الأب تُنهي حياة الابن.. شاب ينهي خياته في الذكرى الخامسة لوفاة والده بالإسماعيلية    أهم العوامل التي تؤثر على سوق العملات الرقمية    ثقافة إطسا تنظم ندوة بعنوان "الدروس المستفادة من حرب أكتوبر".. صور    أمريكا تفضح أكاذيب نتنياهو والبنتاجون يكشف حقيقة انفجار رفح    منصّة صيد مشبوهة قرب مطار بالم بيتش تثير قلقًا حول أمن الرئيس الأمريكي ترامب    6 أبراج «نجمهم ساطع».. غامضون يملكون سحرا خاصا وطاقتهم مفعمة بالحيوية    هشام جمال: «فشلت أوقف ليلى عن العياط خلال الفرح»    «سول» تحتجز جنديا من كوريا الشمالية بعد عبوره الحدود البرية    د. أمل قنديل تكتب: السلوكيات والوعي الثقافي    ليبيا.. حفتر يدعو إلى حراك شعبي واسع لتصحيح المسار السياسي    المغرب يرفع ميزانية الصحة والتعليم بعد موجة الاحتجاجات    مضاعفاته قد تؤدي للوفاة.. أعراض وأسباب مرض «كاواساكي» بعد معاناة ابن حمزة نمرة    نحافة مقلقة أم رشاقة زائدة؟.. جدل واسع حول إطلالات هدى المفتي وتارا عماد في الجونة    الداخلية السورية: القبض على عصابة متورطة بالسطو على البنك العربي في دمشق    محافظ الغربية يجوب طنطا سيرًا على الأقدام لمتابعة أعمال النظافة ورفع الإشغالات    مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 20 أكتوبر 2025 في القاهرة والمحافظات    سهام فودة تكتب: اللعب بالنار    محمد رياض يتصدر التريند بعد إعلان نجله عن نية تقديم جزء ثانٍ من «لن أعيش في جلباب أبي» والجمهور بين الصدمة والحنين    طارق العشرى: حرس الحدود خلال فترة قيادتى كان يشبه بيراميدز    الذكاء الاصطناعي ضيفًا وحفلًا في جامعة القاهرة.. ختام مؤتمر مناقشة مستقبل التعليم العالي وتوصيات للدراسة والبحث العلمي    تألق لافت لنجوم السينما فى العرض الخاص لفيلم «فرانكشتاين» بمهرجان الجونة    ميلاد هلال شهر رجب 2025.. موعد غرة رجب 1447 هجريًا فلكيًا يوم الأحد 21 ديسمبر    لدغات عمر الأيوبى.. بيراميدز "يغرد" والقطبين كمان    «المؤسسة العلاجية» تنظم برنامجًا تدريبيًا حول التسويق الإلكتروني لخدمات المستشفيات    لجنة تطوير الإعلام تتلقى توصيات المؤتمر العام السادس لنقابة الصحفيين    نادي قضاة مصر يهنئ المستشار عصام الدين فريد بمناسبة اختياره رئيسًا لمجلس الشيوخ    ندب المستشار أحمد محمد عبد الغنى لمنصب الأمين العام لمجلس الشيوخ    هل زكاة الزروع على المستأجر أم المؤجر؟ عضو «الأزهر العالمي للفتوى» توضح    محافظ الشرقية يترأس اجتماع اللجنة العامة لحماية الطفل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. حسن نافعة محللا الزيارتين الأمريگية والروسية لمصر:
كيري جاء لمصر لجس النبض ومعرفة مدي إصرارها علي استقلال قرارها
نشر في أخبار اليوم يوم 13 - 11 - 2013

د. حسن نافعة أثناء حواره مع »الأخبار« في حواره مع »الأخبار« عوّل د. حسن نافعة أستاذ الإقتصاد والعلوم السياسية علي نجاح مباحثات وزيري الخارجية والدفاع الروسيين مع نظيريهما في مصر.. وتمني ألا تكون زيارتهما مجرد تحرك قصير النفس لإخافة الولايات المتحدة التي أخطأت خطأ جسيماً عندما قررت وقف المساعدات العسكرية الأمريكية لمصر لأنها منحتها ذريعة لكي تبحث عن مصادر أخري للتسليح.. وأكد أنه يجب علي مصر أن تتبع سياسة مد الجسور علي أساس المصالح المشتركة مع دول العالم المختلفة لكي تتحول إلي قوة إقليمية لتكسب إحترام الولايات المتحدة التي لا تحترم إلا الأقوياء.. وحذر من أنه لامجال للمناورة مع أمريكا لذلك يطالب باتخاذ الخطوات اللازمة لإقامة دولة مصر القوية ذات النظام السياسي المستقر..
وإلي المزيد من تفاصيل الحوار
ما تحليلك لزيارة كيري الأخيرة لمصر؟
كيري جاء في واقع الأمر لمد جسور التعاون بين مصر والولايات المتحدة .. واعتقادي الشخصي أن الإدارة الأمريكية أخطأت خطأ جسيماً عندما قررت وقف المساعدات العسكرية لمصر لأن علاقتها بالجيش المصري علاقة مهمة جداً منذ التوقيع علي معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية وبالتالي المساس بهذه العلاقة يضر بالولايات المتحدة أكثر بكثير مما يضر بالمصالح المصرية فهو يعطي لمصر الآن الحق لكي تبحث عن مصادر تسليح أخري مما يجعل الولايات المتحدة تدرك أنها ليست السند الحقيقي للشعب المصري في كل ما يتعلق بمستقبله كما أن هذا القرار سيدفع مصر دفعاً للإنفتاح علي دول أخري كثيرة كانت مصر تتحرج من الإنفتاح عليها بسبب علاقتها مع أمريكا.
وما نتائج هذه الزيارة؟
اعتقد أن هذه الزيارة لم تكن حاسمة بمعني أنها ربما تكون قد نجحت في محاولة شرح الأسباب التي أدت إلي قيام الإدارة الأمريكية باتخاذ هذا القرار والضغوط التي تواجهها..وربما تكون تعرضت لمناقشة الأوضاع الإقليمية وخاصة الأزمة السورية وخطورتها والإنفتاح الأمريكي علي إيران إلي آخره..وربما هي كانت محاولة لتهدئة الخواطر خصوصاً وأنها جاءت قبل محاكمة د. مرسي وكانت فرصة أمام الحكومة المصرية لكي تؤكد بدورها أن خارطة المستقبل ماضية وتتقدم وفقاً للجدول الزمني المعد لها وبالتالي علي دول العالم بما فيها الولايات المتحدة أن تطمئن إلي أن مصر ليست مقدمة علي نظام عسكري وأن خارطة المستقبل ستنتهي بدستور جديد تعقبه انتخابات برلمانية ورئاسية وأن هذه المرحلة الإنتقالية ستنتهي بأسرع وقت ممكن ولهذا اعتقد انه قد يكون من أسباب الزيارة إحساس أمريكا بأن مصر بدأت تفتح جسوراً مع روسيا ومع دول أخري مما أثار قلقها وبالتالي أرادت أن تستشف إلي أي مدي تبدو مصر مصممة علي تنويع مصادر السلاح علي سبيل المثال أو تغيير توجهات السياسة الخارجية بشكل عام لكن كما قلت هي زيارة ليست حاسمة إنما هي زيارة لجس النبض للتعرف علي درجة حرارة الرغبة المصرية لاستقلال قرارها السياسي.
مخاوف أمريكا
ما مدي تخوف الولايات المتحدة من وجود علاقات جيدة بين مصر وروسيا؟
الولايات المتحدة كانت تفضل بكل تأكيد أن تظل المصدر الرئيسي إن لم يكن الوحيد للسلاح في مصر ونحن نعلم أن السلاح الأمريكي لا يمكن أن يوجه بأي حال من الأحوال إلي إسرائيل ولذلك كانت العلاقات العسكرية الأمريكية المصرية مفيدة جداً لأمريكا وبالتبعية مفيدة لإسرائيل لأنها تعرف تماماً كل قطعة سلاح تدخل إلي مصر فهذه المعلومات تقدّم بإستمرار إلي إسرائيل بطبيعة الحال وبالتأكيد هناك قيود تجعل مصر غير قادرة علي استخدام هذا السلاح ضد العدو الإسرائيلي بينما يمكن لمصر أن تستخدمه في مواجهة مصادر أخري للتهديد وإذا كانت مصر الآن فعلاً جادة وراغبة في تنويع مصادر السلاح فهذا معناه أن مصر سوف تستعيد حرية وإستقلالية قرارها السياسي وبالتالي ستتعامل مع مصادر التهديد لأمنها القومي بدرجة متكافئة سواء جاءت هذه المصادر من إسرائيل أو من غيرها وبالتالي لن تكون إسرائيل إستثناء فيما يتعلق بالإجراءات التي يتعين علي مصر أن تتخذها للمحافظة علي أمنها القومي.
وهل مصر جادة في تنويع مصادر السلاح؟
أتمني أن تكون مصر بعد ثورتي 25 يناير ثم 30 يونيو في موقف تستطيع معه أن تتخذ قراراتها بحرية كاملة سواء علي الصعيدين الداخلي والخارجي..كما أن هناك أمرا مهما جداً يتعين أن نأخذه في الإعتبار وهو أن أي دولة لا تستطيع أن ترسم سياسة خارجية مستقلة حقيقة إلا إذا كانت تتمتع بإستقرار سياسي وباقتصاد قوي وهذا غائب الآن علي الساحة المصرية فمصر تعتمد الآن علي معونات الأصدقاء وخاصة المعونات التي تأتيها من السعودية والإمارات والكويت وعجلة النشاط الإقتصادي تكاد تكون متوقفة وما لم تنجح مصر في إعادة دوران عجلة النشاط الإقتصادي وفي تحقيق الإستقرار الأمني فلن تتمكن من رسم سياسة خارجية مستقلة لذلك لا أتوقع أن تظهر كل أبعاد التغيير في السياسة الخارجية المصرية إلا بعد نجاح خارطة المستقبل آنذاك سنكون في وضع يسمح لنا برسم سياسة خارجية حرة ومستقلة وقادرة علي التعامل مع كل دول العالم بندية ووفقاً لرؤية مصرية خالصة للمصالح الوطنية المصرية وللأمن الوطني المصري.
سياسة الإحلال
هناك رأي يطالب باستبدال العلاقات المصرية الأمريكية بعلاقات مصرية روسية..فما تعليقك؟
هذا تفكير خاطئ تماماً ونحن لسنا في النظام الدولي ثنائي القطبية فزمن الإستقطاب الدولي ووجود قوتين عظميين يتنافسان علي الهيمنة علي العالم زمن ولي ولن يعود..كانت الولايات المتحدة بعد سقوط وإنهيار الإتحاد السوفيتي تتطلع أن تهيمن منفردة علي النظام العالمي ولكن مغامراتها العسكرية الفاشلة في العراق وأفغانستان ثم الأزمة المالية والإقتصادية الطاحنة أظهرت حدود القدرات الأمريكية علي الصعيدين العسكري والإقتصادي.. أمريكا في مرحلة مابعد الحرب العالمية الثانية كانت أقوي بكثير مما هي عليه الآن علي الأقل فيما يتعلق بثقلها النسبي في النظام الدولي فالاقتصاد الأمريكي كان يشكل 40٪ من الإقتصاد العالمي بينما لا يتجاوز اليوم ال 18٪ وذلك لأن هناك قوي أخري صعدت فاليابان المهزومة صعدت وأصبحت قوة إقتصادية وكذلك ألمانيا، والإتحاد الأوروبي أصبح منافسا قويا للولايات المتحدة علي الصعيد الإقتصادي، والصين الآن قوة إقتصادية ضخمة ستتجاوز القوة الأمريكية بعد أقل من 10 سنوات وبالتأكيد فإن طموحاتها السياسية والعسكرية ستظهر بعد أن تأكد تصدرها للمشهد الإقتصادي العالمي، والهند أيضاً قادمة،والبرازيل تتجه نحو أن تصبح قوة في أمريكا اللاتينية، وهناك قوة افريقية صاعدة هي جنوب أفريقيا، وروسيا التي بدأت تستعيد قوتها صحيح أنها لم تصبح مثلما كان الإتحاد السوفيتي من قبل ولكنها ستكون فاعلا مهما في الساحة الدولية خلال الفترة القادمة وأظن أن الدور الذي تلعبه روسيا في الأزمة السورية يؤكد أن الدور الروسي يعود بقوة ليس فقط في منطقة الشرق الأوسط إنما في الساحة العالمية ككل.
إذن ما الذي يجب علي مصر أن تفعله الآن؟
علينا أن نحدد ونعرف ما هي مصالحنا الوطنية بمعني أن تعرف مصر مصالحها الوطنية ومصادر التهديد لأمنها الوطني ووفقاً لرؤية مصالحها الوطنية تتعامل مصر مع كل القوي التي لها مصلحة في مساعدتها علي أن تقوي إقتصادياً وسياسياً وعسكرياً وإذا كانت هناك أرضية مشتركة مع أمريكا فيجب أن تحافظ عليها مصر وأن تستثمرها لكن إذا كانت هناك مناطق تعارض وتصادم فيجب التعامل مع هذه المناطق بحكمة ولكن بمسئولية وبحرص علي المصالح الوطنية..نفس الشئ يجب أن تقوم به مع كل دول العالم بما فيها روسيا التي لها الآن مصلحة في مساعدة مصر علي تنويع مصادر السلاح والقيام بمشروعات إقتصادية مهمة وذلك لأنها تريد العودة إلي ساحة الشرق الأوسط وساحة العالم وكذلك مصر لها مصلحة في أن تعود روسيا حتي لا تنفرد أمريكا بالهيمنة علي الساحة الدولية فمنطقة المصالح المشتركة مع روسيا تبدو الآن أكبر مما هي عليه مع الولايات المتحدة..نفس الشئ يتعين علي مصر أن توسّع منطقة المصالح المشتركة مع الصين والهند والبرازيل وحتي مع إيران ومع كل القوي الصاعدة في العالم ولكن بمنظور وطني بحت وليس بمنظور الصراع الأيديولوجي الذي كان قائماً قبل ذلك في زمن الإستقطاب بين الولايات المتحدة والإتحاد السوفيتي..لكن هناك أمرا آخر مهم جدا. مصر وحدها ستكون محدودة القوة فمصر مرتبطة عضوياً بمنطقتها العربية فإذا نجحت مصر أن تستعيد دورها الإقليمي والعربي وأن يكون لها حاضنة عربية قوية ثم حاضنة افريقية ثم حاضنة إسلامية ستتمكن مصر من إستعادة دورها علي الصعيد الدولي وستتعامل معها كل القوي الكبري سواء كانت أمريكا أو الإتحاد الأوروبي أو الصين باحترام علي اعتبار أن مصر مرتبطة عضوياً بالعالم العربي وبأفريقيا وبالعالم الإسلامي.
الصحوة العربية
ولكن التقارب الحالي بين مصر وبعض الدول العربية.. ألا يعد خطوة نحو الإرتباط العضوي بالمنطقة العربية؟
لم يظهر حتي الآن إنما ما نراه اليوم هو بوادر فالأزمة التي يمر بها العالم العربي بعد الربيع العربي ربما تؤدي إلي صحوة عربية جديدة ويجب أن تلتقط مصر الخيط هنا وتطرح منهجا للتكامل الإقتصادي والسياسي مختلفا عن الأطروحات الناصرية بحيث يكون الهدف واحدا وهو أن مصر وحدها دولة محدودة القوة ولكن مصر المرتبطة بالعالم العربي هي دولة كبيرة ومؤثرة في العالم فإذا نجحت مصر في إستعادة دورها القيادي علي الصعيد العربي ولكن بمفهوم مختلف عما كان سائداً في المرحلة الناصرية فهذا سيكون أمراً مفيداً جداً بالنسبة للسياسة المصرية.
ما توقعاتك لزيارة وزيري الخارجية والدفاع الروسيين إلي مصر؟
زيارة وزير الدفاع مع وزير الخارجية في نفس الوقت معناها أن هناك ما يمكن أن يكون نقطة إنطلاق لحوار إستراتيجي بين مصر وروسيا وأتمني أن تنجح مصر في إقناع روسيا بأنها ماضية علي طريق إستقلال قرارها السياسي وصادقة في تنويع مصادر سلاحها.
المصالح المشتركة
هل نتوقع إختلافا في السياسة الأمريكية مع مصر نتيجة لزيارة وزيري الخارجية والدفاع الروسيين لمصر؟
أتمني ذلك فأمريكا لا تحترم إلا الأقوياء وإذا أرادت مصر أن تكون قوية فعليها أن تقيم نظاماً سياسياً مستقراً ومؤسسياً لا يعتمد علي الرجل الواحد وإنما يعتمد علي مؤسسات المجتمع المدني وممثلين حقيقيين للشعب المصري فإذا تحقق الإستقرار السياسي والأمني في مصر فعلي مصر أن تتحرك علي صعيد السياسة الخارجية بحيث تكون لها سياسة تدفع في إتجاه تكامل مع العالم العربي وسياسة مختلفة مع أفريقيا وتبدأ بدول حوض وادي النيل وتتسع لتشمل القارة الأفريقية كلها وسياسة في دائرة إسلامية لأنه تربطنا علاقات بكل المحيط الإسلامي وعلينا أن نحسن علاقتنا مع إيران ومع تركيا رغم كل الخلافات القائمة حالياً.. لكن علي الصعيد الإستراتيجي يجب أن نتبني سياسة تفتح الجسور مع هذه الدول علي أساس المصالح المشتركة وننظر لإسرائيل بإعتبارها العدو الحقيقي الذي يهدد الأمن الوطني المصري وأيضاً يهدد الأمن القومي العربي وبالتالي إذا نجحنا في التحول إلي قوة إقليمية فستتعامل معنا أمريكا باحترام أكبر وستعطينا مساعدات أكبر وستتسع نطاق المصالح المشتركة بل ستتمكن مصر من إثبات أنها أهم للولايات المتحدة ولدول العالم من دولة"لقيطة" مثل إسرائيل..إذن لا مجال للمناورة مع الولايات المتحدة والمطلوب إتخاذ كل الخطوات اللازمة لإقامة دولة مصرية قوية.
كررت عبارة"الإستقرار السياسي"عدة مرات خلال الحوار..فهل يمكن لمصر أن تشهد استقراراً سياسياً وسط ما تعيشه من حالة استقطاب شديد وصراع سياسي؟
هذا هو التحدي الأساسي والأكبر.. لذا أنا لست سعيداً بأداء الحكومة الحالية..كنت أتمني بعد 30 يونيو أن تكون في مصر حكومة علي مستوي المسئولية لأنني لا أملك كدولة مصرية أن أفشل في المرحلة الإنتقالية الثالثة بمعني إذا لم ننجح في تأسيس نظام سياسي جديد يستجيب لطموحات الشعب المصري الذي قام بثورتين في 3 سنوات وهو إنجاز تاريخي بكل المقاييس فهذا معناه أننا نمهد لثورة ثالثة والله أعلم إذا قامت تلك الثورة فهي قد تؤدي إلي فوضي عارمة وبالتالي أتمني من الحكومة الحالية أن تكون علي مستوي المسئولية وإذا تطلب الأمر تغيير الوزارة بالكامل حتي تكون علي مستوي مايتطلع إليه الشعب بعد 3 يوليو أرجو ألا يتردد الرئيس عدلي منصور في القيام بهذه الخطوة فبعد 4 أشهر من تولي الوزارة الحالية وقبل أن تنتهي المرحلة الإنتقالية الثالثة في 30 يونيو 2014 مطلوب مراجعة ما تم منذ 3 يوليو وحتي هذه اللحظة وإستشراف الفترة القادمة وتحديد المهام التي يتعين علي الحكومة أن تنجزها خلال المرحلة القادمة حتي نستطيع أن نقيم نظاماً مستقراً وإذا كان الأمر يتطلب مبادرة سياسية للخروج من الأزمة الحالية لإشراك الذين لم يتورطوا في عمليات إرهابية من جماعة الإخوان المسلمين وفصائل التيار الإسلام السياسي فعلي الحكومة أن تتقدم بها وتكون جادة في تنفيذها لأن المطلوب في نهاية المطاف تحقيق استقرار الوضع الداخلي حتي تتمكن مصر من الإنطلاق علي صعيد السياسة الخارجية.
هل سيتقبل الشارع المصري الحديث عن أي مبادرة سياسية بعد معايشته لتصاعد العنف حتي اليوم؟
إذا كان الهدف من المبادرة السياسية تحقيق الإستقرار السياسي وانخراط كل الفصائل السياسية بعد عزل كل القوي التي مارست الإرهاب لأن هناك قطاعات عريضة من جماعة الإخوان لم تمارس الإرهاب أو التحريض عليه فهذا مقبول..إذن المطلوب قيام فصائل تيار الإسلام السياسي بعمل مراجعات فكرية وسياسية وإعادة تقييم مواقفهم .
هل ستتقبل جماعة الإخوان المسلمين فكرة المراجعات وهم الذين مازالوا يتحدثون عن الشرعية؟
القيادة الحالية لن تقبل بالمراجعة ومن مصلحة القيادة الحالية أن يتشدد معها النظام الحاكم حالياً لأنها تتغذي علي التشدد وتعتبر أن الحكومة الحالية تريد استئصالها تماماً ومحوها من الوجود وهذا يساعد التيار المتطرف داخل جماعة الإخوان المسلمين إنما إذا كانت هناك مبادرة منفتحة حقيقية علي القواعد الشعبية مثل"إخوان بلا عنف"أو القيادات الشابة التي لم ترفع السلاح والتي بدأت تتشكك في حكمة القيادة الحالية التي هي قيادة قطبية شديدة التطرف وأعتقد أن هذه القواعد الشعبية هي قواعد ماتزال مدفوعة بحسن النية ويجب علي النظام الحاكم استقطابها .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.