نحن جزء من الفوضي.. نساهم في انتشارها في الشارع بالسلبية التي ذرعوها فينا عقب ثورة 25 يناير.. كنت اتصور أن الثورة الشعبية العملاقة لابد أن تلزمنا بالانضباط والخوف علي بعضنا البعض.. لكن هذا لم يحدث بسبب سيطرة البلطجية علي الشارع.. كوبري 6 أكتوبر الذي كان يربط الجيزة بالقاهرة ويصل بين منطقة الدقي إلي منطقة مدينة نصر أصبح فوضي.. انتشرت المقاهي الشعبية علي أرصفة الكوبري.. وعربات حمص الشام والبليلة والكسكسي كما انتشرت السيارات التي تتوقف علي جانبي الكوبري ليشم أصحابها هواء النيل.. ويشمون أشياء أخري ممنوعة.. واعني انتشار صبية تجار الكيف.. وبدلا من أن نجد كوبري أكتوبر طريقا سريعا نجده فوضي وسوقا شعبية ومقهي.. والدولة طبعا تتفرج وتترك الأمور حتي تصبح عرفا ولا يمكن حلها بعد ذلك.. حيث تترتب علي هذه الأحوال الفوضوية مكاسب يستحيل ان يتنازل عنها البلطجية. نفس الشيء في المرور.. فلا يهم أعداد المخالفات التي سجلتها إدارة المرور.. ولكن المهم استمرار حالة الفوضي، المرور دون ضابط أو رابط لشوارع وميادين مصر.. فقد يسجل عسكري المرور مخالفات لأرقام لم يرها.. لتصبح حصيلة عينة عشوائية.. وقد تصيب التسجيلات المخالفاتية سيارات تقف في الجراجات منذ سنين.. النتيجة أن هناك فوضي مرورية كنت أتصور ان جيش الإدارة العامة للمرور بالقاهرة والمحافظات قادر علي حلها.. لكن الفوضي والبلطجة أقوي من إدارة المرور ورجالها.. ومافيا الميكروباص في ميادين ومطالع الكباري أكبر دليل علي ذلك.. حتي أن الكل استمرأ المخالفات.. وأصبحت الطرق مستباحة.. وتم إلقاء القانون في صندوق الزبالة.. حيث تم فرمه مع المخلفات في مصانع تدوير القمامة. ليتحول القانون ونصوصه إلي فوضي وبلطجة.. ينتفي معها أي شكل حضاري لمصر التي نريدها. وكما أن هناك فوضي وعشوائية في الشارع.. فإن الحكومة تعاني نفس المشكلة.. لدرجة انها لا تستطيع عقد اجتماعاتها في مقر مجلس الوزراء.. خوفا من مظاهرات البلطجية.. كما أنها لا تستطيع اصدار قانون ينظم التظاهر لأن الأحزاب والتيارات السياسية تسعي إلي كسب الشارع ونفاقه وأعلنت رفضها لنصوص القانون.. حتي أن مجلس الوزراء شهد خناقة بين الوزراء علي قانون التظاهر.. فكيف إذن تواجه الحكومة الفوضي والعشوائية؟!. دعاء: اسأل الله في يوم الجمعة أن يحبب صالح خلقه فيك.. ومن يد نبيه يسقيك وفي الجنة يؤويك.. وبالرحمة يحتويك.. وبقضائه يرضيك.. وبفضله يغنيك.. ولطاعته يهديك.. ومن عذابه ينجيك.. ومن شر الحساد يكفيك.. آمين يا رب العالمين..