محيى عبدالرحمن يتعجب الكثيرون من استمرار جرائم الإخوان رغم القبض علي معظم قيادات الجماعة وضرب مفاصل التنظيم. كما يزداد العجب من استمرار خروج متظاهرين ما زالوا في سكرات الغفلة بل ان بينهم من هو مقتنع بان الموت من اجل عودة الرئيس المعزول مرسي شهادة في سبيل الله؟! وكأنها شهادة محو الأمية يكفي لمن يريد الحصول عليها بضع حصص في الفصول الليلية لتعليم كبار السن، والحقيقة ان التاريخ حفظ لنا من الاحداث ما يزيل الحيرة والعجب، فهناك اوجه اتفاق كثيرة بين جماعة الاخوان التي ظهرت منذ قرابة 80 عاما وجماعة الحشاشين التي اسسها الحسن بن الصباح في عصور الخلافة العباسية والفاطمية، فالجماعتان اتفقتا علي استخدام الدين والشعارات الاسلامية في تجنيد اتباعهم والسيطرة عليهم كلية بعد سلب عقولهم بعمليات غسيل المخ ومحو الذاكرة وتعمية القلوب والابصار وتحويلهم الي ما يشبه الآلات التي لا تعرف الا السمع والطاعة وتنفيذ الاوامر من غير جدال ولا نقاش، كما اتفقت الجماعتان في استخدام استراتيجية العنف والاغتيالات واستخدام الخلايا النائمة في نشر الفوضي والذعر بين الشعوب وقياداتها الذين يتم تصنيفهم تحت مسمي الكفار، فالاخوان اغتالوا قيادات سياسية في العهد الملكي وفشلوا في اغتيال عبدالناصر ثم نجحوا في اغتيال السادات وكرروا المحاولات لاغتيال عاطف صدقي وحسن ابو باشا ومحمد ابراهيم وزير داخلية مصر الحالي لكنها باءت بالفشل، وكذلك فعل الحشاشون فقد اغتالوا الوزير السلجوكي نظام الملك والخليفة العباسي المسترشد والخليفة العباسي الراشد وفشلت محاولاتهم عدة مرات في اغتيال سلطان المسلمين الناصر صلاح الدين الايوبي، غير ان الجماعتين اختلفتا في اسلوب العمل، فالاخوان اعتادوا العمل في الظلام وتحت الارض،اما الحشاشون فقد اتخذوا من القلاع الحصينة في قمم الجبال معقلا لنشر دعوتهم بإمامة نزار المصطفي لدين الله ومن جاء من نسله، وما يفعله الاخوان الآن من تفجيرات ومسيرات لنشر الفوضي وإثارة الرعب والذعر بين الآمنين لا يختلف كثيرا عما كان يفعله الحشاشون من تجنيد وتحريك الخلايا النائمة لارتكاب جرائم ارهابية، ويروي أحد المؤرخين قصة مثيرة فيقول ان زعيم الحشاشين في سوريا ارسل مبعوثا الي صلاح الدين الايوبي وأمره ان يسلم رسالته إليه دون حضور أحد، فأمر صلاح الدين بتفتيشه وعندما لم يجدوا معه شيئا خطيرا ادخلوه وامر صلاح الدين بالمجلس فانفض ولم يبق سوي عدد قليل من الناس، وامر المبعوث ان يأتي برسالته لكنه قال :امرني سيدي الا أقدم رسالتي في حضور أحد علي الاطلاق،فتم إخلاء القاعة تماما إلا من مملوكين يقفان دائما عند رأس صلاح الدين لحراسته ولا يفارقانه ابدا، وقال للمبعوث: هذان لا يفارقاني واعتبرهما في منزلة ابنائي فهات رسالتك أو انصرف، فالتفت المبعوث الي المملوكين وقال: إذا أمرتكما باسم سيدي أن تقتلا هذا السلطان فهل تفعلان؟ فأجابا نعم نفعل وجردا سيفيهما وقالا مرنا بما شئت،فدهش صلاح الدين وغادر المبعوث المكان ومعه المملوكان . وكانت نهاية دولة الحشاشين في الشام علي يد قائد مصري هو الظاهر بيبريس فهل نشهد نهاية لدولة الاخوان علي يد قائد مصري جديد بعد ثورة 30 يونيه؟