رغم اعترافنا واقرارنا جميعا بأن العالم الغربي يمثل قوة حقيقية وهائلة خلال الحقبة الراهنة من التاريخ.. رغم ذلك فإن هذا العالم الغربي يخرج علينا بين الحين والحين بترهات ملتوية لا تعبر عن حقائق الامور والاوضاع وتتسم بالخداع، وكان آخر هذه الترهات بالامس عندما انعقدت قمة حلف الاطلنطي في لشبونة بكامل رؤساء وزعماء العالم الغربي، واذ بها تخرج علينا باعلان ان قادة دول حلف الاطلنطي المشاركين في العمليات العسكرية في افغانستان اتفقوا علي استراتيجية للخروج من اراضي افغانستان، وانهاء الدور القتالي لحلف الاطلنطي في الاراضي الافغانية مع نهاية عام 4102 وذلك بعد نقل المسئولية الامنية الي القوات الأفغانية. وبادئ ذي بدء فإنه اثباتا لهذ العجز الفاضح من جانب دول الاطلنطي بزعامة واشنطن التي هي القوة الاولي في هذا العالم، هذه الدول الكبري بدأت منذ أكثر من عقد من الزمان في مواجهة تنظيم طالبان الذي يتكون من جماعات سلفية بدائية وانه حتي الآن ورغم مرور هذه السنوات الطويلة لم تستطع قوات الحلف الأقوي في هذا العالم، والتي طرحت إلي الوجود اصلا لمجابهة الاتحاد السوفيتي السابق ودول حلف وارسو - هذه القوات الهائلة لم تستطع حتي الآن ان تحقق انتصارا علي جماعة طالبان! كذلك خرجت علينا قمة لشبونة بأنه في نهاية عام 4102 ستقوم قوات الحلف بإنهاء دورها القتالي والانسحاب من الاراضي الافغانية.. انسحاب يبدأ من العام القادم ويستكمل في عام 4102 بغض النظر عن تحقيق المهمة القتالية التي انطلقت من اجلها تلك الجيوش والقوات الغربية لمحاربة الارهاب.. المهم هو الانسحاب من هذا المستنقع الافغاني الذي سبق وان غاصت في اوحاله قوات الاتحاد السوفيتي السابق، وهو الاتحاد الذي انهار بعد ذلك بسنوات قليلة وتفككت اوصاله بينما ظلت - وستظل - افغانستان كما كانت عليه منذ فجر التاريخ وحتي القرن ال12.