د. محمود عطىة العمل بالسياسة ليس مكروها ولم يكن ليشين الجماعة لو صرحت بذلك منذ بداية إنشائها عشرينات القرن الفائت.. ربما عذرها أنها لم تكن تدري ان الدولة الحديثة تقتضي إعلان ذلك صراحة. كما تقتضي العيش في سلام وان تحكم البلاد بمشيئة أبنائها ولصالح كل أبنائها..لكنها منذ اختارت اسمها وهي تقصي الاخر وكل من لا يبتلع أفكارها الآتية من متحف أفكار البشرية..! منذ اللحظة الأولي والجماعة تريد السياسة ولا تعلن سوي انها جماعة دعوية.. وتاريخها يشهد انها متورطة في السياسة والعنف.. حتي ان مؤسسها دفع حياته ثمنا لعنفها.. فتم تصفيته جسديا ردا علي عمليات الاغتيالات التي نسبت للجماعة.. ففي 24فبراير 1945 اغتالت احمد ماهر باشا ثم الحاكم العام محمود النقراشي باشا بعد ان اصدر قرارا عسكريا بحل الجماعة لخطورتها علي السلم العام. وكان قد افتي احد مشايخ الجماعة بحل دم النقراشي.. وراح البنا ينفي صلة جماعته بالجريمة ويصف من قاموا بالاغتيال بأنهم ليس اخوانا ولا مسلمين ..وعلي طريقة من قتل يقتل ولو بعد حين..تم استدراج البنا مساء12 فبراير 1948 إلي مقر جمعية الشبان المسلمين واثناء خروجه قام الاومباشي احمد حسين والباشجاويش محمد محفوظ بقتله ولاذا بالفرار في سيارة خاصة.... وقيل ان مقتل البنا جاء بعد ان شعر الجميع بالاهانة من الطريقة التي قتل بها النقراشي في عرين وزارة الداخلية ووسط قيادتها وزاد الاحساس بالمهانة ان الاخوان قد اغتالوا في شهر واحد حكمدار القاهرة اللواء سليم زكي ثم وزير الداخلية. يحار من يرصد نشأة الجماعة فيما بين العمل الدعوي والسياسي والاغتيالاتي..حتي في الانتخابات الرئاسية الأخيرة تصرح الجماعة بأنها زاهدة في الترشح للرئاسة وكالعادة تراجعوا.. أليس ذلك كله عيبا ياجماعة..!