الشيخ علي عبدالباقي: علي عقلاء المجتمع مساندة الجيش والشرطة حفاظاً علي مصر للمساجد حرمتها وقدسيتها ومهامها المنوطة بها وهي للصلاة والعبادة وذكر الله، والعمل من خلالها علي توحيد صف الأمة حيث قال رسول الله الكريم صلي الله عليه وسلم »إذا رأيتم الرجل ينشد ضالته في المسجد فقولوا لاردها الله عليك« ولا يجوز علي الاطلاق استخدام المساجد في المظاهرات أو الدعايات أوما شابه ذلك. الدكتور أحمد هاشم الرئيس الأسبق لجامعة الأزهر وعضو هيئة كبار العلماء يقول: لا يجوز استخدام المساجد الا للصلاة والعبادة فقط والدليل علي ذلك قول الله تعالي »وان المساجد لله فلا تدعو مع الله أحداً« ولم يبح رسول الله صلي الله عليه وسلم استخدام المساجد لأي غرض آخر حيث قال رسول الله صلي الله عليه وسلم »إذا رأيتم الرجل ينشد ضالته في المسجد فقولوا لاردها الله عليك«. وهكذا نري ان المساجد انما جعلت للصلاة والعبادة والدعوة الي توحيد صف الأمة وبالتالي لا يجوز فيها مظاهرات أو الدعوة فيها لتلك المظاهرات ولا يجوز فيها تجمعات غير المنوطة بها أو أي شيء آخر. أما الشيخ علي عبدالباقي الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف فيقول: أقول لكل صاحب عقل وضمير ودين ان يبتعدعن أذي المسالمين من المجتمع المصري، وأن يرفض العنف الذي يزهق أرواح الأبرياء، ويستنزف أرواح أبناء الوطن فيما لا فائدة منه.. وأن من يقولون أن هذا جهاد في سبيل الله أقول لو أن هناك كلمة واحدة من القرآن مست قلبه لأخذ يبكي من الآن وحتي تقوم الساعة ندماً علي خطيئته ضده ولعل الله يقبل توبته ويتحمل تبعته عن حقوق الآخرين تجاهه. فاستخدام الدين في هذه الظروف تبريراً للقتل والعنف هو نوع من التضليل لشباب المسلمين المغرر بهم من جهة هؤلاء وهم بهذا الفهم يشاركون في هدم مصر وتمزيق جسد الوطن.. واذا لاقدر الله سقطت مصر فلا دين ولا اسلام بعدها يقام علي وجه الأرض. وأقول لهؤلاء بفعلهم هذا أنهم يدمرون الدين الإسلامي سواء بقصد وبغير قصد، وعلي العقلاء من المجتمع أن يهبوا إلي مساندة الجيش والشرطة حفاظاً علي مصر ضد هؤلاء البغاة واستخدام بيوت العبادة في تنفيذ هذا المخطط الشرير استعطافاً لمشاعر المغرر بهم وتدليساً علي الرأي العام العالمي وهو مكر سوف يحاسبهم الله تعالي عليه، ولو أعطوا أماكن العبادة هذه العناية والقدسية ما هدموا كنائس مصر وهي أيضاً دور عبادة يذكر فيها اسم الله لقول الله تعالي ».. ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله...« فنحن أصحاب الحق يدفع الله بنا هذا الظلم الآثم الذي يستخدم الدين لاهلاك الحرث والنسل.. حفظ الله مصر وشعبها من كيد الكائدين. ولا يفوتني ان أوجه خالص الشكر والتقدير الي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وشعب السعودية الكريم والامارات والكويت وكل من ساند الحق ضد الباطل الذي يحدث في مصر. ويقول الدكتور صابر عبدالدايم عميد كلية اللغة العربية فرع جامعة الأزهر بالزقازيق: لا يجوز استخدام المساجد في الدعوات التحريضية واثارة الفتن والقلاقل وتفريق الأمة الواحدة الي فرق وشيع متناحرة.. وانما الواجب الشرعي ان تكون المساجد ميداناً لأداء الدروس العلمية النافعة لأفراد المجتمع والتي تؤدي إلي تقدم المجتمع ورقيه وحضارته ووحدة صفه وقوته لأن المؤمن القوي خير وأحب الي الله من المؤمن الضعيف. يقول الرسول صلي الله عليه وسلم في حديث شريف ما معناه: »المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده« وفي رواية أخري »المسلم من سلم الناس من لسانه ويده«. ولكن ما يحدث الآن هو انحراف برسالة المسجد عن الطريق الصحيح لأن المساجد في تاريخ الحضارة الاسلامية كانت تصدر اشعاعا حضاريا ودينيا يبني النفوس علي قيم الخير والعدل والتسليح والرحمة وندعو الله ان تظل مصر مستقرة آمنة مطمئنة لقول الله تعالي: »ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين«. أما الدكتور سالم عبدالجليل وكيل أول وزارة الأوقاف سابقاً فيقول: نحن أمام تيار ينسب نفسه الي الدين ويؤول كل التصرفات التي يقوم بها من وجهة نظره ونظر قادته لتكون متفقة ومتسقة مع الدين، والواقع ان كثيراً من هذه التصرفات والتأويلات تحتاج الي مراجعة، وعلي سبيل المثال قضية استخدام المساجد، لقد انتهكت حرمة المساجد باسم التظاهر والتعبير عن الرأي مؤلين ذلك بأن المساجد هي بيوت الله وهي أفضل الأماكن في التظاهر علي اعتبار ان التظاهر صورة من صور الجهاد في سبيل الله.. فعلت الصيحات وهتفت الحناجر في بيوت الله عز وجل وربما علت بالشتائم والسباب أحياناً متناسين ان بيوت الله عز وجل لا ينبغي ان يرفع فيها صوت، وللأسف كان أبناء التيار الديني أكثر انتهاكاً لحرمة المساجد من غيرهم بحجة الدفاع عن الشرعية. ونحن لا ننكر حق الانسان في التظاهر السلمي لكن لا يجوز اطلاقاً ان يكون في المسجد ولا ينبغي ان ترفع الأصوات مع المساجد. ولو رجعنا بالذاكرة من خمس أو ست سنوات لتذكرنا قيام وزارة الأوقاف بتقديم مشروع قانون بتجريم التظاهر في دور العبادة وتمت الموافقة بعد المناقشة علي هذا القانون. ومسألة الاعتصامات في المساجد واستعمالها للتعبير عن الرأي السياسي أمر مبتدع في الآونة الأخيرة واستعملت المساجد في غير ما وضعت له.. ومن هنا اناشد اخواني من ابناء التيار الديني بأن يكونوا أغير علي بيوت الله من غيرهم، ولأن يضربوا للناس مثلاً وقدوة في تقديسهم لدور العبادة ولا يعرضونها لانتهاك حرمتها سواء وقع هذا الانتهاك منهم أو من غيرهم.