د. درية شرف الدين أنت الآن أمامها.. ومعها.. أنت الآن أمام عقل ناضج الفكر صاحب قرار.. ووجه ملامحه مصرية خالصة ينم عن الاصرار والتحدي والوقار.. وقلب مازال ينبض بالحب لكل شئ علي أرض مصر.. من بشر.. وحجر.. وبحر.. وأشجار.. وثمار.. وأنهار. أنت الآن أمام امرأة.. صنعت مجدها.. ونجاحها وأحلامها.. بالصبر .. والمثابرة.. والانتظار.. فقد شهدت سنوات عمرها الكثير من الانكسار والكثير من الانتصار. أنت الآن أمام أول امرأة تتربع علي عرش الإعلام المصري أول وزيرة لهذا الكيان الهام والتي تحاول أن تخطو بهذا الصرح العظيم إلي الأمام.. دون تردد أو خوف.. أو خطوط حمراء.. أوأختام. د. درية شرف الدين..وزيرة إعلام مصر.. هذا المنصب الذي جاء إليها.. دون أن تسعي إليه.. ولم تكن تحلم به.. هي الآن أمام تحد من نوع آخر.. تحد تتمناه وترغبه.. وتحاول أن تنجح فيه.. لتثبت للعالم.. ان المرأة تستطيع ان تقدم كل ما عندها إذا إتيحت لها الفرصة.. والتجربة.. والحرية.. والمسئولية.. والقرار.. دون إشارة من أحد.. أو انتظار. من الدرر.. واللآليء الكريمة.. جاء اسمها »درية«..الكوكب الدٌرَّي.. الثاقب المضئ.. اللؤلؤة العظيمة.. البراقة اللامعة.. جينات الشخصية.. ومكوناتها.. تعبر عن هذا الاسم بصدق.. فمنذ ظهورها كمذيعة لبرنامج »نادي السينما« في سهرة السبت من كل اسبوع.. أقترب المشاهد منها..وتوحد معها.. وأحبها.. أحب هدوء كلماتها.. ثقافتها.. وعيها حضورها.. واحب فوق كل هذا احترامها لذاتها.. وطلتها الهادئة الوقورة.. سنوات طويلة.. وهي تحرص أن تستضيف جمهورها اسبوعيا في هذا النادي.. الذي علم أجيالا كثيرة ثقافة رفيعة ممتعة.. من خلال اختيار الافلام العالمية المتميزة مع رموز سينمائية قادرة علي توصيل فكر جديد.. ولغة ناضجة.. ورؤية واعية.. توقف »نادي السنيما« بعد سنوات وسنوات من التألق.. توقف عام 2009 بقرار سخيف مخيف.. ولكن لم يتوقف حضور وتألق درية شرف الدين فقد أطلت علينا عبر الفضائية المصرية.. بسؤال.. إلي جانب قيادتها للقنوات الفضائية المصرية.. ثم انضمت بعد ذلك لاسرة قنوات »دريم« لتقدم عدة برامج متميزة.. ورغم كل ذلك لم تكن بعيدة عن الهم الوطني.. والحياة السياسية والاجتماعية.. فكتبت الاف المقالات لتعبر عن آرائها في الكثير من قضايا مجتمعها.. لتكون بحق امراة صاحبة رأي.. وموقف وقرار.. وقدرة علي الصمود والاستمرار. د.درية شرف الدين ابنة مدينة دمياط.. ولدت في 30 مايو.. وتخرجت في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية.. والتحقت بأكاديمية الفنون وحصلت علي الدكتوراه.. وشغلت العديد من المناصب منها رئيس الرقابة علي المصنفات الفنية.. ووكيل أول وزارة الاعلام.. ورئيس لقطاع الفضائيات المصرية.. إلي أن اصبحت مؤخرا وزيرة للإعلام. ويأتي ترتيبها رقم 24 منذ إنشاء الوزارة في نوفمبر 1952.. وكان اسمها وزارة الارشاد القومي.. ثم تغير إلي وزارة الثقافة والارشاد القومي.. ثم عادت مرة أخري وزارة الارشاد القومي.. وقد استمر هذا الاسم حتي عام 1970 ومع المتغيرات الكثيرة صدر القرار الجمهوري رقم 43 لعام 1982 لتصبح وزارة الاعلام.. وتعتبر د.درية شرف الدين أول وزيرة تتقلد هذا المنصب وصدر القرار في 16 يوليو الماضي. وتبقي درية شرف الدين.. مثالا للشرف.. والتقدير .. والاحترام.. وتبقي الكوكب الدري المضيء.. سليلة عائلة شرف الدين العريقة التي يمتد نسلها إلي الإمام الحسين ابن علي رضي الله عنهما.. وتبقي ابنة ريف مصر.. ابنة الأرض والطين والوطن.. صاحبة العقل الواعي.. الصادق الرصين.. ويبقي في عقلي سؤال لها.. هل تنطلق قاطرة الإعلام إلي حيث تريد.. ونريد؟!