سمىر عبدالقادر أحسست بالأسف وأنا أري علي شاشة التليفزيون زميلا عزيزا قريبا إلي نفسي، وأحرص علي مشاهدة برنامجه »مانشيت« يوميا، وهو الزميل جابر القرموطي، الذي تعودت أن أراه دائما موضوعيا في نقده، حريصا علي اظهار الحق في كل ما يعرض من مشاكل وقضايا دون انحياز أو محاباة، ولكنني في هذه المرة رأيته علي غير عادته يمس بكلمات جارحة شخصية عالم قدير وقامة كبيرة، لها اسمها وبصمتها التي يشهد لها التاريخ ليس في مصر فقط، ولكن في العالم العربي والغربي أيضا، وهو د. ابراهيم الدميري وكان ذلك بمناسبة توليه منصب وزير النقل في الوزارة الجديدة. وهذا ما دعاني للوقوف إلي جانب الدكتور ابراهيم الدميري وزير النقل ليس مدافعا عنه، ولكن مدافعا عن الحق. عرفت الدكتور الدميري منذ أن كان يعمل رئيسا لأكاديمية أخبار اليوم في نهاية التسعينيات، وبعدها تم تعيينه وزيرا للنقل والمواصلات والنقل البحري والطيران المدني في وزارة د. عاطف عبيد ولكنه قدم استقالته بعد حادث احتراق القطار الذي كان مدبرا، ورغم أنه كان في ذلك الوقت خارج البلاد. وقد تخرج د. الدميري في كلية الهندسة ثم حصل علي الدكتوراة من ألمانيا وعمل باحثا في معهد تخطيط النقل والمدن بجامعة أخن ثم مدرسا في نفس الجامعة بعد أن حصل علي دبلوم في هذا التخصص، وللدكتور الدميري نشاطات علمية وبحثية متعددة، حيث نشر له حتي الآن 57 بحثا علميا في مجالات تخطيط النقل والمرور والسكك الحديدية والطيران المدني، وأشرف علي منح سبعين درجة ماجستير ودكتوراة، وكانت آخر مؤلفاته العلمية كتابا عن تطوير قطاعات النقل في مصر، ويشمل رؤية للنهوض بهذا القطاع في المستقبل ويعتبر من المراجع العلمية المهمة. إلي جانب كل هذا فإن له نشاطا مهنيا كبيرا حيث أنشأ مركز تخطيط النقل منذ عام 9791 وقام من خلاله بالعديد من الدراسات والمشروعات المتخصصة في مختلف قطاعات النقل والطيران المدني في مصر وعدد من الدول العربية والأفريقية وألمانيا بما يفوق مائة دراسة متخصصة إلي جانب عمله كمستشار لوزارة الشئون البلدية والقروية وهيئة تطوير مكةالمكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة فيما بين عام 7002 وحتي نهاية عام 1102 واشترك في تخطيط العديد من المشروعات بالمملكة العربية السعودية منها تخطيط وتصميم قطار المشاعر الذي يربط مكةالمكرمة بعرفات مارا بمنطقة المشاعر المقدسة (مني والمزدلفة) إلي جانب عمله ضمن مجموعة دولية من خبراء الأممالمتحدة في مراجعة وتقييم دراسة التخطيط الشامل لمكةالمكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة ومسئوليته عن تقديم الدراسات الخاصة بمخططات النقل في هذه الأماكن. هذا وقد رأس د. الدميري مجلس بحوث النقل والمواصلات بأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا لسنوات. وهو رئيس شعبة النقل والمواصلات وعضو المجلس القومي للانتاج في المجالس القومية المتخصصة حتي الآن. وهو عضو مجلس أمناء الجامعة الألمانية وعميد كلية الدراسات العليا بنفس الجامعة والمستشار الأكاديمي لها. وقد عمل أستاذا زائرا في عدد من الجامعات الأجنبية مثل جامعة آخن وكارلسروه بألمانيا وجامعة تكساس بالولايات المتحدة وجامعة لكهير في ثاندر باي وجامعة كارلتون بأتواه في كندا، وإلي جانب ذلك فهو خبير دولي في تخطيط النقل والمرور في البنك الدولي والأممالمتحدة إلي جانب انه عضو بجمعية المهندسين المدنيين الأمريكية، واختير رئيسا للجنة التخطيط فيما بينعامي 6991 و7991 إلي جانب عضويته في نقابة المهندسين وجمعية المهندسين المصرية. هذا هو الدكتور الدميري الذي يعتبر أحد العلماء الكبار في مصر والعالم، وتوليه منصب وزير النقل في هذه المرحلة الصعبة مكسب كبير لمصر، ولا يسعني إلا أن أدعو الله عز وجل أن يوفقه في مهمته.