نختلف معا ولكن بدن قطيعة، نتخذ من الحوار نهجا بدون تلسين وشتائم بالفضائيات والصحف.. نتفاوض معا بمساعدة شقيق صديق دون اللجوء الي الغريب.. نعلي من المصلحة العربية دون إضرار بأي دولة.. هذا مضمون ما اتفق عليه القادة العرب في قمتهم الأخيرة في مدينة سرت الليبية، بعد أن طفت قضية المصالحة العربية علي السطح، والتي كانت بندا خفيا في كل القمم السابقة. تناولت في الأسبوع الماضي، كيف أن الخلافات العربية زادت واستفحلت حتي أصبحت كل قمة مناسبة، ينتظرها المواطن العربي، لعل وعسي تنتج عنها أخبار سارة بمصالحة زعيمين أشتد بينهما الخلاف.. أو تفاهم بين دولتين كادت الخلافات بينهما ان تؤدي الي قطيعة، وأصبحت أخبار اللقاءات الثنائية بين الرؤساء المختلفين تشغل بال الرأي العام، قبل أي قرارات أخري تصدر عن القمة، سواء كان الأمر بشأن تحرير الأرض العربية المحتلة، أو الأخطار التي تحدق بالعرب من كل جانب أو التعاون الاقتصادي وبرامج التنمية. وفي قمة سرت يوم السبت الماضي، أصبحت قضية الخلافات العربية والمصالحة بين الدول العربية، بندا معلنا علي جدول الأعمال رسميا.. وذلك من خلال كلمات الرؤساء التي لم تخل كلمة منها من الاشارة إلي أهمية نبذ الخلافات العربية العربية، وضرورة وحدة الصف العربي، في مواجهة تحديات إقليمية ودولية، تفرض أمرا واقعا علي العرب بتوحيد مواقفهم والعمل من أجل مصلحتهم، وإلا سيكون مصير العالم العربي النسيان في غياهب التاريخ. أما بادرة الأمل الثانية فقد كانت في المبادرة السورية التي أقرتها القمة بشأن وضع آلية لإدارة الخلافات العربية - العربية. والتي تمت بتفاهم مصري وتعديلات من جانب وفد مصر في الاجتماع الوزاري، وأهم ما تتضمنه هذه المبادرة، عدم استخدام حد سيف الإعلام الذي يزيد من القطيعة أكثر مما يقرب الي التفاهم في أي خلاف عربي - عربي. والالتزام بإبقاء هذه الخلافات داخل العائلة العربية، فتداولها خارج الأطار العربي يعمقها ويزيد من اشتعالها، حسب مصالح وأغراض أي أطراف غير عربية وتكريس لغة الحوار في العلاقات العربية، مهما بلغت درجة الاختلافات، وأن يكون الحوار البناء نهجا ووسيلة للوصول الي التوافق. ولكن اذا ما فشلت دولتان في حل الخلافات بينهما، يكون اللجوء الي لجنة محكمين برضاء الطرفين العربيين وبوجود ممثلين لهما، مع ممثلي الدول الثلاث، الرئيس السابق للقمة العربية، والرئيس الحالي والرئيس القادم، بالإضافة الي أمين عام جامعة الدول العربية. فإذا تم التوافق والتوصل الي حل للخلاف فخيرا. ولكن اذا لم تتمكن هذه اللجنة من الحل، رفعت تقريرا شاملا بالموقف الي القمة العربية للبت في القضية. فهل تنجح هذه الآلية لرأب الصدع العربي.. سوف نري..؟!