تحسبات أمنية لأى تحركات من خفافيش الليل ليال مختلفة واجراءات التأمين واحدة.. هذا هو حال قوات الجيش والشرطة المتمركزة امام قصر الاتحادية ونادي الحرس الجمهوري فقد اصبحوا لا يطيقون المساء من كل يوم فمع حلول الليل يبدا انصار جماعة الاخوان المسلمين المعتصمين بميداني رابعة العدوية والنهضة بتحركاتهم الليلية المريبة خارجين في مسيرات مسلحة تطوف انحاء القاهرة والجيزة محاولين الاحتكاك بالاهالي وقوات الجيش والشرطة الموجودة بالشارع وفي المناطق الحيوية وليس امام هذه القوات الا القيام بتكثيف وجودهم واجراءات تامينهم في محيط القصر الرئاسي وحول الحرس الجمهوري تحسبا لقدوم اي مسيرة اخوانية محاولة الوصول للقصر او النادي.. فالليالي اصبحت تشبه بعضها البعض، مجنزرات عسكرية.. مصفحات شرطية.. اسلاك شائكة.. قوات متأهبة.. متاريس رملية.. كلها قواسم مشتركة امام الاتحادية او الحرس الجمهوري لا يشوبها غير خفافيش الظلام التي تجول بالشوارع ليلا لتفترس فريستها، خفافيش تخرج في مسيرات معظمها مسلح قاصدة الاشتباك بالاهالي او قوات الجيش او الجيش او من اجل توصيل رسالتهم والرحيل بسلام. المشهد امام قصر الاتحادية يبدو طبيعيا في الصباح من كل يوم سيولة مرورية وشوارع مفتوحة امام السيارات مجنزرات ومصفحات تتوقف بجانب الطريق بمحيط القصر في شوارع الميرغني والاهرام وابراهيم اللقاني.. قوات الحرس الجمهوري تكتفي بتأمين القصر الرئاسي من الداخل ومن المدخل الوحيد له ببوابة 5 فقط.. انتشار جزئي لبعض خيام المعتصمين الذين رفضوا المغادرة من اجل تامين القصر وخوفا من استيلاء انصار المخلوع عليه لتختلط هذه الخيام بخيام اخري تشبهها كثيرا هي خيام الباعة الجائلين الذين يسترزقون من رواد القصر.. هذا فضلا عن فتح مسجد عمر بن عبد العزيز المقابل للقصر ابوابه طوال اليوم امام المصلين او الراغبين في المبيت فيه سواء من قوات الجيش او الشرطة الموجودة باستمرار حول القصر.. ساكنو العمارات والمترددون علي المحلات والكافتريات والشركات والمصالح الحكومية حول القصر الرئاسي ذ يتحركون بسهولة ويسر لقضاء مصالحهم.. وبمجرد انطلاق مدفع الافطار يتحول المشهد الي النقيض مع تطاير انباء عن بدء تحرك مسيرات انصار الرئيس المعزول محمد مرسي من ميدان رابعة العدوية محاولة الوصول للقصر لتبدا المجنزرات والمدرعات التي كانت متوقفة بجانب الطريق لتغلق شوارع الميرغني والاهرام واللقاني مصطفة بجوار بعضها البعض وتمنع مرور السيارات او المارة من الاهالي كما يتم وضع صفوف من الاسلاك الشائكة امام المدرعات لمنع وصول اي مسيرات هذا بجانب تأهب قوات الجيش والشرطة وانتشارها خلف صفوف المدرعات والمصفحات حاملة اسلحتها في انتظار عما ستسفر عنه هذه الليلة اما خارجين سلماء او قتلي وجرحي.. ليسود السكون المكان الذي كان يعج بالحيوية والنشاط وكأن خفافيش الظلام تنتظر المبيت.