يخوض المنتخب الوطني لكرة القدم تجربة صعبة واحتكاكا جادا مع منتخب استراليا رافعا شعار التغيير والتطوير من أجل استعادة الهيبة واسترداد الايجابية.. وتترقب الجماهير الرياضية مدي قدرة الجهاز الفني بقيادة المعلم حسن شحاتة ورفاقه شوقي غريب وحمادة صدقي واحمد سليمان علي تحويل الشعار الي واقع وتنطيق الكلمات واحياء العبارات لترجمة ما يجري في الاذهان ويدور في الافكار الي اجراءات وتحركات وانطلاقات مؤثرة في الاداء ومعبرة عن النتيجة.. وتتلهف الجماهير علي رؤية العناصر الجديدةالشابة الي سيقدمها المعلم شحاتة كأدوات وآليات التغيير المنشود.. وتنتظر الي أي مدي ستظهر بصمات شحاتة الفنية وتوجهاته الخططية في العرض الذي سيقدمه المنتخب والانتاج والمردود الذي سيجري علي البساط الاخضر. ولان التجربة صعبة.. ولان المنافس قوي ويتبع المدرسة الاوروبية بالرغم من مشاركاته التي تأتي في اطار المنافسات الاسيوية.. فالجماهير المصرية الواعية لن تبني حكمها علي مجرد النتيجة التي تخضع لكل الاحتمالات.. لن تبدي رضاها لمجرد اهتزاز الشباك بهدف »بركاوي« .. أو تعلن سخطها علي وجود خطورة متلاحقة علي الدفاعات المصرية.. الجماهير الواعية تدرك ان الضيوف الاستراليين لديهم محترفون عديدون امثال شفارتز بفولهام الانجليزي وكو بالتيسبورت الدنماركي وكاهيل بايفرتون الانجليزي وكارني ميلاكبول وكيلينا بيونايتد وايمرتون ببلاكبيرن وجارسيا بهال سيتي وهولمان بالكمار الهولندي ونيل بجالطة سراي التركي وماكدونالد بميدلسبره وداريو بنورمبرج الالماني ويلكشير بدينماو موسكو الروسي.. وادراك الجماهير لقوة المنتخب الاسترالي من خلال معرفتهم بعناصره المحترفة العديدة بالدوريات الاوروبية القوية يجعلها لا تعبأ بالنتيجة بقدر ما يهمها الاستفادة والمنفعة التي ستعود علي لاعبينا وجهازهم الفني من هذا اللقاء.. وتعالوا نتعرف الي نبض الخبراء وكيف ينتظرون لهذه التجربة بصرف النظر عن الامور الادارية والتعاقدية السلبية التي واكبت استقدام المنتخب الاسترالي. الفائدة مضمونة يقول د. طه اسماعيل الخبير بالاتحادين الدولي والافريقي.. مما لاشك فيه ان الفائدة المرجوة من هذا اللقاء الودي مضمونة ومؤكدة شريطة ان يسعي الجهاز الفني لحصد هذه الفوائد والسعي للوقوف علي المستويات الواقعية للاعبين ويتعمد اجراء التجارب وتنفيذ الخطط وضع الاهداف المنشودة ومتابعة ما يجري علي أرض الواقع وتسجيله وعلاج الاخطاء وتصحيح السلبيات التي قد تحدث والتركيز وتنمية الايجابيات.. صحيح ان موعد المباراة لم يكن مثاليا لوجود اعداد كبيرة من ركائز المنتخب خارج التشكيل وبينهم اسماء مهمة امثال حسني عبدربه وعصام الحضري وعماد متعب وآخرين.. غير ان الفرص متاحة لاثبات ان العناصر الشابة الوافدة سواء للمرة الأولي أو حتي البديلة لديها القدرة علي حمل الشارة الدولية بكفاءة وتعويض غياب الاساسيين وتحقيق التطوير والتغيير المطلوب والمنشود.. ولا يجب ان نتمسك بالافكار التقليدية التي كانت تؤكد ان الاستعداد للقاء منتخب جنوب افريقيا لا يأتي الا من خلال التجارب مع منتخبات افريقية.. فهذا القول اصبح غير واقعي لان المنتخبات الافريقية القوية معظم لاعبيها محترفون بالخارج.. فضلا عن ان المنتخب الجنوبي يضم عددا كبيرا من المحترفين بأوروبا وينفذ طرقا واساليب حديثة في الاداء. مواصلة التطوير ويؤكد الكابتن عبدالعزيز عبدالشافي رئيس قطاع الناشئين بالاهلي ان المرحلة الحالية التي يمر بها منتخب مصر هي مرحلة تطوير شاملة في الافكار والقناعات والاهداف والغايات قبل ان تكون مرحلة تغيير في العناصر والمراكز وحتي الطرق والاساليب.. لابد ان يتعدي التغيير والتطوير في الاشكال والعروض والصور.. الي تغيير الاساليب والتوجهات والمعالم.. لابد ان يضع الجهاز الفني بقيادة الكابتن حسن شحاتة تصورا كاملا لما يجب ان يكون عليه المنتخب في المستقبل القريب وقبل لقاء جنوب افريقيا.. ويحدد مراحل التغيير ويربطها بمواعيد وتوقيتات.. وينفذها من خلال تجارب واحتكاكات.. ولعلي اري ان المطلوب ان يخوض المنتخب ليس اقل من خمس مباريات ودية قوية مع منتخبات مختلفة افريقية وغير افريقية لتطبيق وتنفيذ التطوير المنشود.. لابد ان يسعي الجهاز الفني لتخليص الوجوه الجديدة والبديلة من حمي البدايات.. لابد ان يخلصهم من العبء النفسي والتوتر العصبي والسعي الفردي لإثبات الذات وفرض انفسهم علي التشكيل الاساسي.. المطلوب صهر المهارات الفردية في بوتقة الاداء الجماعي.. مطلوب نقل الخبرات العالية لدي العناصر الاساسية الي زملائهم واقرانهم من الوافدين الجدد.. مطلوب نسف الشكل النمطي والاساليب القديمة الي يتبعها بعض اللاعبين والسعي للارتقاء بالمستوي الجماعي وتعميق وتسريع التفاهم والتناغم لنحاكي ما يجري بالمنتخبات الاوروبية والكرات العالمية خاصة وان المنافسين لنا من المنتخبات الافريقية عرفوا عنا كل شيء ووضعوا خططهم لمواجهة جميع الاحتمالات المتوقعة منا وتحصنوا بهذه المعلومات ضد المفاجآت ومن ثم فإن اقتحامهم والتفوق عليهم لن يأتي الا بالتطوير والتغيير المنشود.. وما اقصده التغيير والتطوير ليس في الطرق اكانت 3/5/2 أو 4/4/2 ومشتقاتهما وانما في ادوات وآليات واساليب ووسائل التنفيذ المهم التنفيذ ويري الكابتن طه بصري الخبير والمدير الفني الشهير ان الجهاز الفني للمنتخب بقيادة الكابتن حسن شحاتة لديه القناعة الكاملة بالفعل لاحداث التطوير الشامل والكامل لتحديث الاداء وتغيير الاسلوب.. ولذلك فإن من الشجاعة الفنية ان يوافق علي مواجهة مثل هذا المنتخب القوي والذي يضم عددا كبيرا من المحترفين باندية أوروبا في هذه المرحلة التمهيدية للبناء والتغيير سواء في الصفوف او المعتقدات.. وليس غريبا علي حسن شحاتة هذا التوجه.. فهو يدرك تماما انه آن وقت التغيير.. وانه وجب التطوير والتعديل.. ولن يقبل ان يستمر الحال علي ما كان من اداء امام سيراليون والنيجر.. ولذلك فهو يلعب الآن امام منتخب جديد لديه نزعة اوروبية حديثة.. يحضر للقاهرة لاول مرة.. يود ان يقدم نفسه للكرة والجماهير المصرية.. ويتمني ان يترك بصمة وفكرة جيدة تعينه علي استقطاب التعاطف لدعم رغبتهم في اقامة كأس العالم عام 22 عندهم.. كل هذه الحسابات الفنية تدور في ذهن الكابتن حسن ويبني خطته ويجهز فرقته لمواجهتها وليس عندي ادني شك في ان التجربة ستأتي ان شاء الله بفائدة عميمة للجهاز الفني واللاعبين ولا اطالب الجماهير سوي بتقدير الموقف بجميع جوانبه ومعطياته وتساعد وتساند الجهاز الفني ولاعبيه علي بلوغ ما يخططون له من آمال وما ينشدونه من تطوير.