تشهد الساحة السياسية في مصر خلال الفترة الحالية وبداية من الثامن والعشرين من نوفمبر 0102.. عددا من الانتخابات المتتالية كعضوية مجلس الشعب الجديد ثم مجالس المحليات ثم رياسة الجمهورية.. ورغم ما قيل ويقال علي جميع المستويات الحكومية والحزبية ووسائل الاعلام المختلفة بواجب المشاركة الفعلية من جميع طوائف الشعب في هذه الانتخابات المصيرية.. بدلا من الاكتفاء بمراقبة ما يجري بعيدا بعيدا بدعوة عدم الثقة فيما سيحدث.. وهذا أمر جد خطير استمرأناه طويلا ولعدة عقود.. لكن الان لابد من وقفة مع النفس.. بعد ان اصبح حق الانتخابات في مصر لما يربو علي أربعين مليون ناخب يحق لهم التصويت في اربع واربعين الف لجنة انتخابية علي مستوي الجمهورية مكتفين بابراز تحقيق الشخصية دون عناء يذكر. وكم نود حقيقة ان تختفي تلك المشاهد التي كنا نراها ونلمسها خلال ما سبق من انتخابات. والتي القي الضوء علي بعض من مشاهدها..
مشهد رقم »1«: أحد الشواطيء الساحلية وفي إحدي القري السياحية.. حيث يجلس جمع من الاصدقاء د. عفيفي: سلامو عليكم.. يا جماعة.. يرد افراد الشله معا.. عليكم السلام يا دكتور.. وحمد لله علي السلامة. يستأنف قائلا.. شكرا.. ثم اردف قائلا. ذهبتم الي الانتخاب اليوم.. ايها الاصدقاء الاعزاء؟ صمت.. ولا تعليق!! وكأن علي رءوسهم الطير. فيعلق علي ذلك.. ايه يا جماعة مافيش حد ادلي بصوته اليوم؟ يتعجب للصمت. لكن المهندس حسين يرد عليه بهدوء شديد.. لاننا جالسون علي البحر من حوالي التاسعة صباحا لم نتحرك من هنا ولا اتصور. ان أحدا ذهب قبل هذا الموعد.. ثم نظر للشلة مؤكدا ما قاله. تمام يا جماعة؟ وفي صوت واحد.. تمام.. فيقول دكتور عفيفي طيب.. انا كنت عايز اعرف ماذا حدث في الانتخابات.. اليوم يرد عليه علي المحامي.. ضاحكا.. يعني يا دكتور.. حضرتك لم تدل بصوتك؟ يقول عفيفي وهو يهم بالجلوس.. لا والله ظروفي لم تسمح!!.
مشهد رقم »2« أحد مواقف سيارات الاجرة.، في القاهرة.، حيث يلتقي صديقان الاسطي عواد: ايه يا اسطي شكوكو.. رحت الانتخابات النهاردة؟ الاسطي شكوكو: انتخابات ايه؟ يا اسطي. هو الواحد فاضي. كفاية زحمة المرور اللي في البلد.. ده التوصيله بتاخد ساعة وزيادة.. وبتحرق.. بنزين واعصاب البني ادم. عواد: يا سيدي ده كلها نص ساعة تقول فيها رأيك!! يجيب شكوكو لا يا شيخ.. مش واخد بالي من الحكاية ده.. طيب قوللي انت انتخبت مين بقي يا اسطي عواد.. يرد عواد.. ولا مؤاخذه انا شخصيا مرحتش.. علشان معنديش تذكرة انتخاب. مشهد رقم »3« إحدي المؤسسات.. صبيحة يوم الانتخابات.. خرج الموظفون والعمال للادلاء بأصواتهم الحرة. عبده افندي: رايح فين يا عطا افندي؟ .. لجنة الانتخابات من الجهة ده! عطا افندي: ايه »يا عبده« بلاش فضائح أمام الموظفين. انا مروح »عبده« بصوت خافت: إيه مش رايح الانتخابات؟ يرد »عطا« باستغراب شديد انتخابات ايه يا عبده.. من امتي الواحد بيحضر انتخابات.. أنا رايح الجمعية.. الولاد عايزين فراخ برازيلي.. وسمعت انها جت النهاردة. فراخ برازيلي.. طيب خدني معاك. الحق فرختين يفرحو المدام والولاد.. عطا: والانتخابات.. يا عبده.. يقول عبده وهو يهرول في طريقه للجمعية يا سيدي.. يعملوا.. اللي عايزينه..المهم.. هيا بنا الي الفراخ الخالية من انفلونزا الطيور..
مشهد رقم »4« حديقة احد الاندية الرياضية.. يوم الاستفتاء شعبان: كابتن حسن. حتدرب النهاردة ولا رايح الانتخابات؟..يرد حسن لادي.. ولا دي يا عم شعبان.. الفريق كله رايح رحلة للعين السخنة النهاردة.. يقول شعبان معلقا: والانتخابات.. يا كابتن؟.. يقول حسن لاعب السلة الدولي انتخابات ايه يا عم شعبان.
مشهد رقم »5« إحدي جمعيات سيدات مجتمع المايونيز والمارسيليز بحي باب شرق ماهي: صافي هانم. حضرتي الانتخابات النهاردة.. تلتقط الحوار سوسن هانم انتخابات ايه يا ماهي.. احنا فاضيين.. ثم تعقب بسخرية مدام فريال: هو احنا ناقصين بهدلة.. مش كفايه الناس السوفاج اللي بنشوفهم في الجمعية.
المشهد الاخير: بعد ظهور نتيجة الانتخابات. يدور الحوار التالي: واحد: شايفين.. مش قلت لكم.. العملية جاهزة من الأول.. آخر: ريحوا نفسكم ده سيناريو.. ديمقراطي متفق عليه. مواطن: حاجة غريبة.. هو حد منكم شارك وقال رأيه علشان يتكلم. واحد آخر.. يا جماعة عيب كده.. ده بلدنا.. مصر.. مهد الحضارة الإنسانية. كاتب المقال : استاذ بجامعة حلوان