من حق الشعب المصري ان يتنفس الصعداء ويشعر بالرضا بعد ان تم الافراج عن عناصر الجيش والأمن الذين كانوا ضحية عملية اختطاف من جانب تنظيمات إرهابية إجرامية تفتقد مقومات الانتماء والوطنية. في نفس الوطن فانه لا يمكن القبول بان ما حدث قد حدث وهو ما يحتم علي الاجهزة المسئولة في الدولة ان تقول للشعب ما هو المقابل؟ السؤال المتداول حاليا يدور حول الثمن الذي تم دفعه وهل كان يتضمن السماح لهؤلاء المجرمين المخربين بامتلاك حريتهم بما يسمح لهم بتكرار جريمتهم اذا ما اتيحت لهم او لغيرهم فرصة اخري لممارسة هذا الابتزاز. كنت أتمني ان يتم الاعلان عن تفاصيل ما جري وهو امر لا يتعارض مع الترحيب بالافراج عن الجنود السبعة دون سقوط ضحايا او سفك دماء. ان الازمة التي عشناها لم تقتصر علي المعاناة مما اصاب كرامتنا وهيبتنا الوطنية.. ولكن ما يثير القلق والاحساس بالخطر هو أمن سيناء وما يرتبط به من علاقة وطيدة بالامن القومي لهذا الوطن. لا جدال أن فداحة حادث الخطف قد اصابنا بمهانة ما بعدها مهانة وهو ما يحفزنا علي معرفة ما تم تجاه الخاطفين وما مصيرهم؟ ان من حقنا ان نتساءل عما إذا كان الافراج عن جنودنا كان نتيجة صفقة غامضة ام انه جاء محصلة لادراك الخاطفين ومن وراءهم انهم سيدفعون ثمنا غاليا. من ناحية أخري فإنه يجب ان يكون مفهوما ان النجاح الذي تحقق لا يجب ان ينسينا جرح جريمة الهجوم علي قواتنا بسيناء في رمضان الماضي واستشهاد 61 من رجالها.. وكذلك استمرار حالة التعتيم بالنسبة لاختطاف ثلاثة ضباط وجندي من القوات العاملة في سيناء والذي مضي عليه ما يقرب من سنتين. طبعا من حق الرئيس محمد مرسي ان يشعر ولأول مرة بالزهو الذي كان غائبا طوال الشهور العشرة من رئاسته بعد اتمام الافراج الآمن عن جنودنا. لقد حاول استثمار هذا الانجاز لفتح قنوات تواصل مع القوي الوطنية المهمشة وهو الامر الذي يجعلنا نقول انه ربما تكون هناك فرصة لرتق ثوب الوفاق الوطني المهلهل. ان الرئيس مطالب في هذه الحالة بان يقول لنا بمسئولية ووضوح كامل.. علي أي أساس يمكن اقناع الشعب والقوي السياسية بدعواته لجمع الشمل. إن عليه أن يدرك أن الخروج من المأزق لم يعد يتحمل الوعود والكلام المرسل وإنما يتطلب تحركا وعملا مخلصا وتجاوبا لتفعيل مضمون هذه الدعوة. صدق الرئيس عندما قال ان مصر اكبر من الجميع وانها تحتاج لجهود كل القوي أكثرية ومعارضة لبناء المستقبل. الوصول إلي هذا الهدف يحتاج أن يتحول ما يقوله وما أكثره إلي واقع وحقيقة.