فشلت المفاوضات بين الأجهزة الأمنية ومختطفي الجنود السبعة بسيناء وذلك بسبب مغالاة المختطفين في طلباتهم.. في الوقت الذي أظهرت فيه رئاسة الجمهورية موقفا لينا ومتخاذلا تجاه جماعة التكفيريين الذين اختطفوا الجنود.. وطالب الرئيس مرسي من محافظ شمال سيناء بعدم إراقة الدماء. هذه هي المرة الثانية التي يتم فيها الاعتداء علي الجنود المصريين فقبل 10 أشهر في رمضان الماضي تعرض 16 ضابطا وجنديا بالقوات المسلحة للقتل وهم علي الحدود في رفح.. وحتي الآن لم يتم القبض علي مرتكبي الحادث رغم ما تردد وبقوة بأن حماس وراء عملية اغتيال الجنود المصريين.. ولم يتم استجواب أي من الأسماء التي ترددت في مشاركتها عملية الاغتيال من قادة حماس. وحادث الاختطاف الأخير للجنود السبعة من الشرطة والقوات المسلحة إنما يؤكد استهانة هذه الجماعات بالمؤسسات الأمنية في مصر وتحديها السافر لها.. الجماعات التكفيرية تملي شروطها ومطالبها علي الرئيس والجيش وتطالب من خلال فيلم تم تصويره للجنود وهم يضعون غمامة سوداء علي عيونهم ويرفعون ايديهم الي أعلي وأملوا عليهم تحت الضغط والتعذيب مطالبهم وهي الافراج عن جميع السجناء السياسيين الذين ينتمون اليهم.. وهؤلاء الذين تطالبون بالافراج عنهم ادينوا بحكم المحكمة ومنهم من حكم عليه بالاعدام بسبب اعتدائهم علي ضباط وجنود قسم ثاني العريش.. أي أن المحكمة أدانتهم وأصدرت حكمها فكيف يتم الافراج عنهم؟! اذيع الفيلم علي المواقع الالكترونية وصور الجنود المختطفين وكأنهم رهائن.. وكأنهم ليسوا مصريين أو مسلمين.. إنها صورة مزرية ومهينة للجنود والقوات المسلحة. هذا الفيلم إدانة وإهانة للرئاسة وللمؤسسة العسكرية.. وإهانة للشعب المصري.. ماذا يريدون من القوات المسلحة؟ يريدون كسر الجيش.. يريدون إذلاله واخضاعه لسيطرتهم. الجيش لن يخضع لأحد.. الجيش لا ينكسر الجيش هو شرف الشعب المصري. الغضب وصل الحلقوم.. واحذروا غضبة الجيش.. لأن غضبه لن يبقي علي شيء ولن يبقي أخضر أو يابس. لقد انعكست الآية وتبدل الحال.. والخاطفون هم الذين يملون شروطهم.. يبدو أنها من علامات الساعة.. لا الجماعات التكفيرية وشراذم القاعدة وبعض الهاربين من الأحكام هم الذين يعبثون في سيناء. في ظل عدم تواجد حكومة قوية وأمن رادع سيناء تتفشي فيها الفوضي وانهيار الأخلاق والأمن ولا يوجد بها أي انضباط ويستطيع أي شخص يملك سلاحا أن يفرض سطوته.. سيناء تحتاج إلي من يستطيع أن يحكمها.. سيناء تحتاج حكومة قوية ورئيس يرعي مصالح شعبه. آن الآوان لكي تسترد مصر هيبتها في سيناء.. وهذه الحادثة المؤسفة هي الشرارة التي من خلالها يمكن للحكومة المصرية ان كانت موجودة أن تظهر قوتها وتفرض وجودها وتجبر كل القوي علي احترامها. سيناء تحتاج إلي ردع هذه الجماعات وليس بالمصالحة والحوار لأنهم قتلة وارهابيون وما فعلوه بالجنود المصريين يظهر انهم ارهابيون وليسوا مسلمين. إن عملية عسكرية واحدة ضد هؤلاء لن يقوم لهم قائمة بعد ذلك وسوف يختفون في الجحور ويلزمون حدودهم، التفاوض معهم مرفوض لأن ذلك يشعرهم بالزهو والنصر.. الحسم والقوة هما الوسيلة الوحيدة أمام المؤسسات الأمنية تجاه هؤلاء أيا كانت جنسيتهم وانتماءاتهم. يجب علي الجيش والشرطة احكام قبضتهما علي كل منافذ سيناء واغلاق الانفاق والتشديد في عمليات الدخول والخروج من المنافذ الرسمية.. وكل واحد حر فيما يصدره من تعليمات وقوانين.. وهذه هي بلدنا.. فإذا كانت هذه القوانين لا تعجب أحدا امامه بلاد أخري يذهب إليها.. ونحن غير آسفين من عدم تشريفه لنا. هذه الحادث الأليم لجنودنا المختطفين اثار سخطا وغضبا داخل القوات المسلحة مما دفع أحد ممثلي القوات المسلحة للتعبير عن غضبه في مكتب محافظ شمال سيناء وقال: يا مرسي يبقي رئيس بجد يا يقدم استقالته.. ولو هو مش قادر يتحمل المسئولية يمشي وييجي غيره?. ونحن مع هذا الكلام.. أما أن يقدم استقالته ويمشي.. أو يكون رئيسا بجد.