استهدف هجوم بسيارة مفخخة صباح امس مقر السفارة الفرنسية بالعاصمة الليبية طرابلس في أول اعتداء من نوعه علي مقر دبلوماسي منذ الهجوم علي القنصلية الأمريكية ببني غازي في سبتمبر الماضي. وقع الهجوم في وقت مبكر من صباح امس قبل ان يصل الموظفون والعاملون الي المقر الدبلوماسي. وبحسب تقارير فإن السيارة المحملة بمتفجرات كانت متوقفة خارج السفارة الواقعة في ضاحية الأندلس بمدينة طرابلس، وأدت لدي انفجارها الي إصابة ثلاثة من حراس السفارة وكذلك تضرر واجهة المقر الدبلوماسي المؤلف من طابقين فضلا عن اشتعال النيران بسيارات كانت متوقفة عنده. ونظرا لقوة الانفجار، اصيبت فيلتان مجاورتان للسفارة باضرار جسيمة بينما تحطم زجاج عدد من المحلات التجارية التي تقع علي بعد مائتي متر. وغمرت المياه الشارع امام مقر السفارة بسبب انفجار انبوب مياه بحسب ما رجح شهود. ووصل سفير فرنسا في ليبيا "انطوان سيفان" الي المكان لكنه رفض الادلاء باي تعليق. وفور وقوع الهجوم الذي أدانته الحكومة الليبية واعتبرته "عملا ارهابيا"، أدان الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند "بشدة الاعتداء" وطلب من سلطات طرابلس "كشف كل ملابسات هذا العمل الذي لا يمكن السكوت عنه". وبحسب بيان للرئاسة الفرنسية قال أولاند ان الهجوم "يستهدف من خلال فرنسا كل الدول التي تخوض حملة لمكافحة الإرهاب". جاء هذا قبل ساعات من توجه وزير الخارجية الفرنسي "لوران فابيوس" إلي ليبيا امس، وذلك بعد إدانته الشديدة للهجوم. وقال فابيوس في بيان إن "أجهزة الدولة سوف تسخر كل الوسائل بالتعاون مع السلطات الليبية، للتحقق من ملابسات هذا العمل المشين والتوصل سريعا لمرتكبيه". وكان وزير الخارجية الليبي "محمد عبد العزيز" قد وصف الهجوم من جانبه بأنه "عمل ارهابي ضد دولة شقيقة وقفت مع ليبيا طيلة الثورة" التي اطاحت بنظام العقيد معمر القذافي. وقع الهجوم في أجواء من غياب الأمن وفي اوضاع اقليمية يطغي عليها الوضع في مالي حيث تدخل الجيش الفرنسي ضد مقاتلين تابعين لتنظيم القاعدة، قاموا علي اثر ذلك بتوعد فرنسا بإستهداف مصالحها في المنطقة.