أكد الرئيس محمد مرسي أن أرض مصر ليست للبيع وحرام علي غير المصريين معربا عن أمله في تحقيق التكامل التجاري والاقتصادي مع جميع الدول العربية ، وقال الرئيس في مقابلة خاصة مع قناة "الجزيرة" الفضائية بثت مساء أمس إن القضاء المصري كان جزءا من الثورة المصرية ووقف أمام النظام السابق عام 2005.. مطالبا بأن تتولي الهيئة الرقابية في القضاء محاسبة من يخالف القانون. وتابع الرئيس: "نحن في مصر نتحرك بسرعة وقوة بمسئولية لتحقيق العدالة الاجتماعية وهذا يأخذ بعض الوقت، ولابد أن يحصل المواطن المصري علي ما يعينه ويكفيه في يومه وحياته مما يجعله يعيش حياة كريمة". وقال الرئيس في الحوار الذي أجرته الاعلامية خديجة بن قنة ردا علي سؤال بشأن اتهامه باهدار الحريات والتقييد عليها ووسائل الاعلام بشكل عام: هناك حجم كبير جدا من حرية التعبير عن الرأي يراه الجميع وانا لا أظن ان هناك فترة في التاريخ أو حتي في العالم مكاني الآن يري مثل ما يسمع الناس ويشاهدون في الاعلام المصري من ابداء ما يرونه واحيانا ما يقولونه ربما يخالف العرف العام أو الذوق العام أو الثقافة العامة أو اخلاق المجتمع".. وأضاف:"ومع ذلك يقول من شاء ما يشاء طبقا لتقديره ولا يتخذ اجراء ضد أي منهم وأنا أول تعديل تشريعي فعلته عندما كانت السلطة التشريعية عند رئيس الجمهورية الغاء مادة الحبس الاحتياطي للصحفيين . وتابع الرئيس"هناك متسع كبير جدا للتعبير عن الرأي ولكن الناس أحيانا يكونون في حالة قلق جراء الرأي الذي يجرح أو الذي يستخدم الحرية بطريق غير صحيح أو يخالف عرفا وثقافة واخلاق المجتمع نفسه، وبالتالي علي الاعلام ان يواكب مزاج الناس ورأي الناس ورؤية الناس وهذا شأنه. أنا والإخوان وأكد الرئيس محمد مرسي أنه يعتز بانتمائه لجماعة الإخوان المسلمين والتي نشأ وتربي فيها، لكنه الآن رئيس لكل المصريين ويعمل لكل المصريين وفقا للقانون والدستور، رافضا الأحاديث التي تقول إنه يتراجع عن قراراته بضغط من الجماعة، مشيرا إلي أنه من الأجدي عدم الرد علي تلك الأحاديث.. وأضاف أنه لا يخضع لتوجيهات جماعة الأخوان واذا ما تراجع عن أي قرار فهو في إطار المصلحة الوطنية، واصفا تلك الأحاديث بأنها "مضيعة للوقت". وحول شعبيته كرئيس لمصر بين أبناء الشعب، أكد الرئيس مرسي أن علاقته بالشعب المصري تزداد قوة يوما بعد يوم لانه يرتبط بهذا الشعب في إطار تحقيق مصالح وأهداف الثورة، مؤكدا ان هناك معارضة قد تختلف في المواقف ولكن هذا لا يؤثر علي شعبيته، وأنه يري قوة علاقته بالشعب من خلال جولته واحتكاكه بالشعب. وقال "أغلبية المصريين لاتزال تؤيدني وانا ألحظ ذلك من خلال العديد من المواقف". وحول علاقة الرئيس بالمؤسسة العسكرية ومن يتحدث عن توتر في العلاقات، قال الرئيس إن هناك علاقة قوية بمؤسسات الدولة منها المؤسسة العسكرية في إطار الطرف الواحد، مشيرا إلي أن اجتماعه بالمجلس العسكري مؤخرا طبيعي ويأتي في إطار العمل الطبيعي . وحول الوضع الأمني الذي تمر به مصر حاليا، أكد الرئيس مرسي أن الوضع الأمني حاليا أفضل من السابق، و القانون يطبق علي الجميع وعلي رئيس الجمهورية نفسه، والهزات الأمنية في المراحل الانتقالية أمر طبيعي والوضع الأمني في مصر آخذ في التحسن. وأكد الرئيس أن اقباط مصر ليسوا أقلية بل هم شركاء الوطن ويحرصون عليه، مشيرا إلي أن الدستور والقانون يلزمه بإعطاء الحق للجميع دون تمييز وهذا ما أفعله، مؤكدا أن واجبه أن يحقق الحق للجميع دون تميز.. وأوضح أن هناك مبالغة في بعض الاحداث، و تصوير الأحداث التي يكون الاقباط طرفا فيها بأنها طائفية وهذا أمر غير صحيح.. "فمن سقط في أحداث الكاتدارئية والخصوص من المسلمين والاقباط وهذا ما يؤلمني". قطر وقناة السويس وحول العلاقات المصرية القطرية والحديث عن أن قطر ستشتري قناة السويس، أكد أنه لابد وان تعود العلاقات الخارجية بفائدة علي الشعب المصري، والعلاقات مع الاشقاء العرب قوية وتفاعلية وتأتي في إطار المصلحة المشتركة، دون التدخل في مصلحة أحد علي حساب أحد.. ومن بين هذه العلاقات...العلاقة بين مصر وقطر والتي تمثل جزءا من الاشقاء العرب حيث توجد علاقة قوية بيني وبين أمير قطر وهي علاقة كغيرها مع الزعماء العرب، وبالتالي لا حديث عن بيع أو شراء قناة السويس وهذا حديث يثير السخرية، مؤكدا أن هناك دعما وتعاونا مشتركا بين مصر وقطر والتي تتميز في دعم كبير يختلف عن غيرها.. وأشار إلي أن قطر تحترم مصر وشعبها وبالتالي لا مجال لمثل هذه الاحاديث والشعب المصري يقدر الدور القطري ودعمه لمصر، موضحا أن الاشقاء في قطر نفوا مرارا وتكرارا مثل هذه التصريحات ومصر ليست للبيع وأرض مصر وشعبها حرام علي غيرها.. وأشار إلي أنه لا يوجد أي خلافات بين مصر والإمارات، وأن هناك من يحاول العمل علي تأجيج هذه العلاقة، فنحن نقدر الاشقاء في الإمارات ولا نسمح أن يتدخل أحد في الشأن المصري كما لا نسمح لأنفسنا ان نتدخل في شأن أحد. العلاقات مع إيران وحول التقارب بين مصر وإيران، قال الرئيس "إنه يتعجب من تلك الأحاديث، فدول الخليج وغيرها لديها تمثيل بشكل أو بآخر مع إيران وبالتالي أين الرسالة في التقارب بين إيران ومصر"، مشيرا إلي أنه لا يوجد ما يوجب القلق من هذا التقارب، وتعاملنا مع إيران أو غيرها ليس موجها ضد أي جهة وانما لتحقيق مصلحة مصر. وحول الاتفاق مع الصندوق قال: "نحن نسعي لتعديلات واضحة في برنامج الحكومة للحصول علي القرض وهذه البرامج واضحة ومعلنة وتسعي لما يحقق مصلحة المواطن المصري، ولكن هذه البرامج ليست متطابقة مع ما يريده صندوق النقد الدولي، فنحن نسعي للتوافق حول هذه البرامج وتعديل بعضها ولكننا لا نخضع لشروط، والشرط الوحيد هو تحقيق مصلحة المواطن المصري، وليس معني عدم تطابقنا مع ما يريده الصندوق أن المفاوضات فشلت، بل هي مستمرة. واختتم الرئيس حواره بأن الاقتصاد المصري سيتعافي سريعا للوصول إلي حالة الاستقرار والنمو الحقيقي".