واشنطن تسحب فريقها من مفاوضات غزة.. هل أغلقت حماس نافذة التهدئة؟    مصر تستهجن الدعاية المغرضة لتشويه دورها الداعم للقضية الفلسطينية    رئيس نادي البنك الأهلي يدعم حسين لبيب في أزمته الصحية    حلم الطفولة تحقق بعد 8 عقود.. الحاجة فاطمة تنتصر على الأمية    نقيب الصحفيين: خطوة "الأعلى للإعلام" بمنح التراخيص للمواقع تعزز حرية الصحافة    المركزي الأوروبي يثبت أسعار الفائدة عند 2% وسط ضبابية المفاوضات التجارية مع واشنطن    ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة إلى 59،587 منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي    جوزيف عون: نسعى لحماية لبنان من تداعيات الأزمات الإقليمية بوحدة الصف    سعر الحديد مساء اليوم الخميس 24 يوليو 2025    خلفًا لمودريتش.. من يحمل الرقم 10 في ريال مدريد؟    فيريرا يكثف التدريبات الفنية والخططية فى مران الزمالك    السيطرة على حريق اندلع بكابينة كهرباء بقسم أول العبور    إصابة 9 أشخاص في حادث تصادم سيارتين أعلى الطريق الدائري بالسلام    الداخلية: ضبط تشكيل عصابي لغسل 75 مليون جنيه من تجارة المخدرات    روائع الفلكلور السيناوي.. الاحتفاء بفرقة العريش للفنون الشعبية المشاركة بمهرجان جرش ال39    احتفالًا بالعيد القومي ال73.. إقبال جماهيري كثيف على المواقع الأثرية بالإسكندرية بعد فتحها مجانًا    المهرجان القومي للمسرح يحتفي بمسيرة "صائد الجوائز" صبحي السيد    وزارة الصحة تتخذ خطوات جادة لتنظيم حركة نيابات الأطباء    أمراض تنتشر في الصيف.. البرد والانفلونزا والتهاب الشعب الهوائية الأبرز.. و"أطباء" يوضحون طرق الوقاية وينصحون المواطنين بتطبيق الإجراءات الاحترازية    إبراهيم عادل: أبو تريكة قدوتي.. وهدفي في باراجواي اللحظة الأسعد بمسيرتي    وزير الخارجية يتوجه إلى السنغال في المحطة الخامسة والأخيرة من جولته في غرب إفريقيا    إدانة عربية واسلامية لمصادقة الكنيست الإسرائيلي على ضم الضفة والأغوار في فلسطين    جامعة الإسكندرية تبحث التعاون مع التأمين الصحي الشامل لتقديم خدمات طبية متكاملة    ضبط سائق يقوم بحركات استعراضية خطرة خلال حفل زفاف بالإسكندرية    تحرير 93 مخالفة تموينية بالمنيا    الصحة تشارك في المؤتمر الدولي السابع عشر لمناظير المخ والعمود الفقري    تشغيل كامل لمجمع مواقف بني سويف الجديد أسفل محور عدلي منصور    المشاط تدعو الشركات السويسرية للاستفادة من آلية ضمانات الاستثمار الأوروبية لزيادة استثماراتها في مصر    بسبب السرعة الزائدة.. مصرع عامل ديلفري إثر انقلاب دراجته النارية بالتجمع الخامس    إيهاب توفيق والموسيقى العربية في افتتاح صيف الأوبرا 2025 باستاد الإسكندرية    عمرو الورداني: نحن لا نسابق أحدًا في الحياة ونسير في طريق الله    قبل 150 يومًا من انطلاق "كان 2025".. الفراعنة ملوك الأرقام القياسية    الشباب والرياضة تتلقى الاستقالة المسببة من نائب رئيس وأمين صندوق اتحاد تنس الطاولة    لطلاب الثانوية العامة والأزهرية.. شروط قبول بالأكاديمية العسكرية المصرية (إنفوجراف)    «جمال الدين» يستعرض إمكانات «اقتصادية قناة السويس» أمام مجتمع الأعمال بمقاطعة تشجيانغ    نتيجة الثانوية الأزهرية بمحافظة كفر الشيخ.. رابط مباشر    انفجار لغم يشعل صراعا بين كمبوديا وتايلاند.. اشتباكات حدودية وغارات جوية    تحليل رقمي.. كيف زاد عدد متابعي وسام أبو علي مليونا رغم حملة إلغاء متابعته؟    وزير الري يتابع جاهزية المنظومة المائية خلال موسم أقصى الاحتياجات    "الجبهة الوطنية" يعقد أول لقاء جماهيري بالإسماعيلية لدعم مرشحته داليا سعد في انتخابات الشيوخ    جامعة قناة السويس تُعلن نتائج الفصل الدراسي الثاني وتُقرّ دعمًا للطلاب    شهدت التحول من الوثنية إلى المسيحية.. الكشف عن بقايا المدينة السكنية الرئيسية بالخارجة    3 أفلام ل محمد حفظي ضمن الاختيارات الرسمية للدورة ال 82 لمهرجان فينيسيا (تفاصيل)    نقابة المهن السينمائية تشيد بمسلسل "فات الميعاد"    «خدمة المجتمع» بجامعة القاهرة يناقش التكامل بين الدور الأكاديمى والمجتمعى والبيئي    عمرو الورداني: النجاح ليس ورقة نتيجة بل رحلة ممتدة نحو الفلاح الحقيقي    لو لقيت حاجة اقعدها وقت قد ايه لحين التصرف لنفسي فيها؟.. أمين الفتوى يجيب    علي جمعة يوضح معنى قوله تعالى {وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ}    معسكر كشفي ناجح لطلاب "الإسماعيلية الأهلية" بجامعة قناة السويس    رئيس الوزراء يتابع جهود منظومة الشكاوى الحكومية خلال النصف الأول من 2025    "مدبولي" يؤكد أهمية بناء الوعي في تشييد حائط صد ضد نمو الشائعات    بنسخ خارجية لمختلف المواد.. ضبط مكتبة بدون ترخيص في الظاهر    "السبكي" يبحث مع "Abbott" نقل أحدث تقنيات علاج أمراض القلب    تفاصيل عملية دهس قرب بيت ليد.. تسعة مصابين واستنفار إسرائيلي واسع    مدنية الأحكام وتفاعلها مجتمعيًّا وسياسيًّا    رسميًا بعد القفزة الجديدة.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الخميس 24 يوليو 2025    «كتالوج»... الأبوة والأمومة    علي أبو جريشة: عصر ابن النادي انتهى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدكتور طارق الزمر في حوار ل »الأخبار« :
الدعوة إلي نزول الجيش هدفها الوقيعة بين الرئاسة والقوات المسلحة
نشر في الأخبار يوم 16 - 04 - 2013

فكرت أن أبدأ حواري معه عن زهرة شبابه وسنوات عمره التي ضاعت خلف القضبان.. تسعة وعشرون عاماً ونصف العام يذكرها هو جيداً.. بين لحظة إلقاء القبض عليه لمشاركته في اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات.. وبين اللحظة الفارقة بين الظلام والنور.. بين الموت والحياة.. بين العدم والوجود.. بين الضياع والمستقبل.. يوم 01 مارس 1102 بعد قيام ثورة 52 يناير.. عاد للحياة من جديد.. إنه الدكتور طارق الزمر القيادي البارز في حزب البناء والتنمية ورئيس المكتب السياسي للحزب.. الذي طلب مني التجاوز عن تفاصيل اغتيال السادات لأن الوقت ليس مناسباً لكي يخوض فيها في ظل الظروف التي تمر بها البلاد الآن.. ويري أن مستقبل مئات الآلاف ممن كانوا يعارضون نظام مبارك مهدد ليس فقط من عدم المشاركة في الحياة السياسية لفترة معينة.. بل مدي الحياة.. ويري أن فرض سياسة الأمر الواقع علي المصريين لم تعد مقبولة بعد الثورة سواء من التيارات السياسية المدنية والليبرالية، أو من التيارات الإسلامية.. ويري أن خلل النظام الذي يشير إليه البعض.. ليس معناه أن المعارضة علي حق.. لأن المعارضة ضعيفة ومخطئة.. والنظام أيضاً مُقصر.. لكن هذا لا يعني أنه سيسقط.. ويتصور أن هناك واجبات كثيرة كان يجب أن تقوم بها الحكومة في الشهور الماضية تأخرت كثيراً أهمها إقرار العدالة الاجتماعية.. ملفات كثيرة تفتحها »الأخبار« مع الزمر في هذا الحوار:
ثلاثون عاماً تقريباً قضيتها خلف القضبان، ما الفرق بين وضع الجماعة في الثمانينيات والآن؟
مصر كلها اختلفت، كنا أمام نظام مستبد فاسد، استولي علي السلطة بالتزوير، والآن نحن أمام مرحلة تسمح بإعادة بناء الدولة، وإعادة توزيع الثروة بما يحقق أكبر قدر من العدالة الاجتماعية في المجتمع المصري، الذي عاني طويلاً من الفقر والتهميش.
تأخر العدالة
بعد عامين من الثورة، هل تري أن العدالة الاجتماعية تحققت؟
أري أن هناك واجبات كثيرة كان يجب أن يقوم بها الرئيس محمد مرسي في الشهور الماضية، تأخرت كثيراً، أهمها إقرار العدالة الاجتماعية في التعامل مع مجتمع فقير، ثانياً مواجهة كل أشكال الخروج علي القانون بقوة وحزم، لأنه لا ينبغي لدولة مثل مصر أن تظهر بهذه الفوضي التي نراها، ونري الجرائم ترتكب في الشوارع من قوي سياسية، سواء باستخدام البلطجة أو أطفال الشوارع أو باستخدام بعض الفئات المهمشة في سبيل إظهار مصر دولة غير مستقرة، وهم بذلك قد حققوا أهم هدف يسعي له نتنياهو، الذي صرح منذ أسبوعين بأن إسرائيل هي الدولة الوحيدة المستقرة في المنطقة.
حلول عاجلة
ما الإجراءات التي تأخرت لكي يتحقق العدل الاجتماعي؟
الكثير من الإجراءات التي كان يجب اتخاذها بشأن الفقراء في مصر، مثل الضرائب التصاعدية، التي تحد من غني الأغنياء، بشرط أن تعود علي الفقراء بالنفع بشكل عاجل وسريع، كذلك الحد الأدني والأقصي للأجور، وتقديم قدر أكبر من الرعاية الصحية والتعليمية التي يعاني منها المجتمع المصري معاناة كبيرة.
التيارات الإسلامية تحذر من المؤامرات التي تحاك ضد مصر، لماذا لا نسمع هذه التأثيرات من جبهة الإنقاذ؟
هناك تدخلات كثيرة ضد مصر، ومؤامرات تحاك ضد الثورة ويجب أن نكون كشعب مصري أكثر حزماً من الرئيس نفسه في التعامل مع هذه التدخلات، بمقاطعة الحركات التي نعلم أنها ممولة من الخارج ونعطيها ظهرنا حتي تظهر كما تظهر الآن بالشارع في شكل أعداد قليلة ولا تجد لها أي سند.
الشريك الاستراتيجي
وكيف تقرأ زيارة الرئيس للسودان؟
نحن كحزب دعونا لهذه الزيارة كثيراً، ونتصور أن العلاقات الاستراتيجية مع السودان ستكون أحد المخارج الاستراتيجية من الأزمة التي يسعي لتصديرها إلينا أعداء الثورة، سواء من الداخل أو الخارج، ومن الممكن أن يتوافر لنا وضع اقتصادي جيد، ويمكن للعلاقات التجارية خاصة في مجال الثروة الحيوانية أن تحقق قدراً من المكاسب لمصر، وكذلك في مجال الإنتاج الزراعي، من الممكن أن يكون هناك تعاون مثمر يخفف المعاناة التي تعاني منها مصر، وفي الحقيقة أنا أتصور أن الدول التي كانت تعادي نظام مبارك هي الدول الحريصة الآن علي نجاح الثورة، لهذا يجب أن نولي العلاقات معها اهتماماً كبيراً، ومن هذه الدول السودان، وقطر وغزة، وهذه الدول تساند الثورة من منطلق عدائها لنظام مبارك، وألا يعود مرة أخري، وهذا هدف لنا أيضاً ينبغي أن نحرص عليه، وإلا فنحن نفرط في الثورة، إذن الدول التي حزنت علي مبارك هي الدول التي تسعي الآن لإعادة مبارك وهي التي تقاطع مصر الآن وتسعي لإجهاض الثورة.
القطرنة
يتخوف البعض من سخاء قطر المفاجئ سواء في شكل قروض أو في شكل استثمارات ضخمة، كيف تري هذا التخوف؟
في الوقت الذي نفتح فيه مجالات الاستثمار لكل الدول، لا نتصور أن يكون هناك انحياز لقطر علي حساب المصالح المصرية، ولا نتصور أنه يخشي علي مصر من »القطرنة« كما يدعي البعض، وما يدور من شائعات بخصوص مشروع تطوير قناة السويس أطلقها الفلول ومن يسير علي نهجهم حتي ولو كانوا من الثوار هدفهم إسقاط مصر والثورة، وإلا فلماذا هذه الشائعات موجهة إلي الدول التي تساند مصر تحديداً؟ ولم توجه إلي الدول التي كانت حليفة لمبارك وتسعي الآن لعودته؟ لماذا هذه الدول الثلاث تحديداً؟ ولماذا لا يقال إن أمريكا تتدخل في الشأن المصري؟ لأن الواقع أن أمريكا كانت حليفة لمبارك وتريد عودته، وما يحدث هو تستر علي تدخل أمريكا في الشأن المصري، رغم أننا نعلم أن السفيرة الأمريكية تدير المعارضة في الشارع المصري، وتتواصل معها بشكل يومي، ولا أقول إنها تخطط لما يجري في مصر، وهي التي جاءت من باكستان وهي تحاول نقل النموذج الباكستاني داخل مصر.
الطفرة
وهل من الممكن تحقيق طفرة في الاقتصاد المصري خلال 6 أشهر فقط كما أعلن الرئيس؟
منذ عام ونحن في حزب البناء والتنمية، نطالب بضرورة فتح العلاقات الاستراتيجية مع السودان، وزرنا السودان أكثر من مرة، وجدنا عندهم شعوراً بتأخر فتح العلاقات رغم أهميتها الاقتصادية والاستراتيجية، ونحن إذا حوصرنا من كل الجهات بالتأكيد لن نحاصر من الجنوب.
ما الجديد في مشروع اللجان الشعبية، ولماذا أطلق عليها ميليشيات إسلامية؟
من أطلقوا عليها ميليشيات، ينبغي أن يتحروا الدقة، فهل عندما يعلن حزب رسمي أنه سيقوم بتشكيل جماعات لحفظ الأمن يطلقون عليها ميليشيات؟ هذا كذب ويجافي الحقيقة.. وما ندعو لتشكيلها هي لجان شعبية نسعي لإصدار قانون ينظمها عن طريق مجلس الشوري، لكي يكون لها وضع قانوني، وتستطيع أن تقوم بدورها في حالة وقوع أي انهيار أمني في أي منطقة من مناطق مصر.
المشاركة
هل اتخذتم خطوات فعلية لتأسيس هذه اللجان الشعبية؟
نحن الآن نتشاور مع جميع الأحزاب والتيارات السياسية لإعداد مشروع القانون الذي سنتقدم به للشوري إلا أنه من غير المعقول تشكيل هذه اللجان قبل صدور القانون الذي يسمح بوجودها، ولن تمارس عملها قبل إصدار القانون الذي ينظم عملها، نحن أعلنا عن أكثر من ورشة عمل في الصحف وقرأتها الأحزاب، ويجري التشاور في حضور عدد من الخبراء الأمنيين في مصر، بمشاركة عدد من الأحزاب الإسلامية والائتلافات الثورية.
صرحت بأن الرئيس والإخوان رفضوا اللجان الشعبية وأنتم تصرون عليها؟
الرئيس لم يرفض اللجان الشعبية، ولكنه قال إن الشرطة فقط هي المنوطة بحفظ الأمن، ونحن متفقين معه في هذا، إذا قامت الشرطة بواجبها فنحن ستؤدي لها التحية، وسندعوا لها بالتوفيق، أما إذا وجدنا هذه الحوادث مرة أخري، من تصاعد العنف المنظم، انتشار البلطجية، إغلاق أقسام الشرطة بالجنازير.. فإننا بالتأكيد سندعوا لتفعيل دعوتنا بتقنين لجان مساعدة لأجهزة الأمن في الدفاع عن الممتلكات العامة والخاصة، وعن مؤسسات الدولة ومن حق الرئيس أن يرفض، ومن حقنا أن نطرح رؤيتنا علي البرلمان، والبرلمان في النهاية هو الذي يقرها أو لا يقرها.
ما التصور المقترح لتشكيل اللجان الشعبية؟
تتكون اللجان الشعبية من الأحياء نفسها بالمناطق الشعبية في كل منطقة في مصر، لتقوم بدور مساعد ومساند لأجهزة الشرطة وهذا نظام معمول به في كل دول العالم، ومن يثيرون بلبلة حول اللجان الشعبية لا يقرأون جيداً، ولا يتابعون ما يحدث في دول العالم وهذا النظام يطبق في أوروبا وأمريكا، وهذه اللجان نقترح أن تكون تابعة للداخلية أو المحليات وتتكون من أفراد مدنيين وليس عسكريين.
الزي العسكري
وما رأيك فيما يثار حول انتشار الزي العسكري وتداوله بين العامة؟
هناك مؤامرة تحاك ضد الدول الثلاث التي تساعد مصر، والهدف هو إسقاط الثورة من خلال قطع الشرايين الموصلة للدم لهذه الثورة.
قلت إن اختيار السيسي منع انقلاب الجيش ضد الرئيس، كيف؟
أتصور أن المجلس العسكري كان يخطط لإعادة نظام مبارك وأن وصول السيسي لوزارة الدفاع كان في سبيل إجهاض هذا المخطط، وهناك شائعات كثيرة في هذا المجال تهدف لحدوث وقيعة بين الرئيس وبين وزارة الدفاع، لكنني أتصور أن هذه المحاولات باءت بالفشل، ولهذا بدأوا يتحدثون الآن عن أن الجيش سينقلب علي السيسي وعلي الرئيس مرسي.
الانقلاب
وهل يمكن أن يحدث فعلاً انقلاب علي السيسي والرئيس معاً؟
لا نتصور أن يحدث هذا، وندعو الجيش إلي عدم الاستجابة للدعوات التي تنادي بنزول الجيش إلي الشارع، ونطالب بدعم وتقوية وزارة الداخلية حتي ولو عن طريق القوات المسلحة، لأن الدعوة لنزول الجيش الشارع، هدفها استنزاف معدات وآلات الجيش بعد نزوله، فالذي ينادي بنزول الجيش للشارع يسعي لإحداث صدام مع الجيش، وهذه الأفكار معروفة لدي بعض القوي الثورية، ومن ثم تفكيك الجيش المصري، وهو آخر جيش قوي متبق في المنطقة العربية بعد انهيار الجيشين العراقي والسوري.
حالة من الغموض والقلق تسيطر علي المصريين من المستقبل القريب، ما تفسيرك لهذا التخوف؟
ما يحدث هو أن الحركات والتيارات التي تسعي لإسقاط النظام بشكل غير قانوني كما يحدث الآن، بدأت تفقد زخمها في الشارع وهذا واضح تماماً من ملاحظة المظاهرات خلال الخمسة أشهر الأخيرة، سنجد أن أعدادها يتناقص حتي وصلت في المظاهرة الأخيرة إلي بضع عشرات في الشوارع تدعو لإسقاط النظام، إذا كان إسقاط النظام بهذه الأعداد الضئيلة، سنقول لهم: أبشر بطول البقاء أيها النظام، لأن سيناريو إسقاط النظام سيناريو فاشل، فهم إما غير فاهمين كيف يسقط نظام!! أو أن الشعب لفظهم، ولن يسقط نظام بدون رغبة شعب، فإذا كان الشعب غير متواجد في الشارع فمن سيسقط النظام؟ وأنا أتساءل هنا والحديث علي لسان د. طارق الزمر هل خلل النظام معناه قوة المعارضة، لأن المعارضة ضعيفة ومخطئة، والنظام أيضاً مُقصر.. ولكن هذا لا يعني أنه سيسقط.
ما الجديد؟!
نقص السولار والبنزين وانقطاع الكهرباء وأزمة رغيف العيش، وانهيار الاقتصاد.. كل هذا العجز لم يكن موجوداً أثناء حكم مبارك، ما الجديد الذي أتت به الثورة؟
المتابع يجد أن الدولة أو النظام حتي الآن لم يحكم قبضته علي مقاليد الأمور.. وهناك عملية تآمر في كثير من مؤسسات الدولة لإشعار الشعب المصري أن الثورة لم تأت إليه بجديد.. لكي تنقض علي هذه الثورة أو يسعي لإعادة نظام مبارك، ونموذج نقص السولار من أوضح النماذج لهذا الموضوع، والسبب أن رجال الأعمال بالحزب الوطني امتلكوا مصر لثلاثين عاماً، ولا يزالون يمتلكون قدراً كبيراً من ثروات مصر.
إلي متي نستمر في هذا الموقف العاجز عن توفير أساسيات المعيشة اليومية؟
هذا التعقيد عمره عامان، منذ قيام الثورة والمجلس العسكري كان يدير الأمور بأسوأ مما نحن عليه الآن، ولم ينتقده الثوار ولم يلوموه علي ما كان يفعل أو عن سوء الأحوال المعيشية.
الجرائم
وكيف نضع حداً للجرائم التي تحدث في الشارع المصري؟
هذا خروج واضح علي القانون، يجب أن يواجه بشكل قانوني وبشكل شعبي، ونحن نطالب الشعب أكثر من مرة أن يتصدي لهذه الجرائم، ولكل صور البلطجة، وأري أن الشعب المصري بدأ تكوين لجان شعبية مثل التي تصدي بها أصحاب المحلات التجارية بالتحرير للبلطجية في الميدان، دفاعاً عن محلاتهم ضد من يهدد مصدر رزقهم، وأيضاً عند مواجهة جماعات البلاك بلوك في أكثر من منطقة واستطاع أن يقوم بدوره.. ويجب أن تقوم الحكومة أيضاً بدورها في تحويل هؤلاء البلطجية إلي المحاكم، فقطع الطريق جريمة تصل عقوبتها إلي ثلاث سنوات.
الاستقرار
كيف يستعيد المصريون الهدوء والاستقرار وهو مرهون بالوضع الأمني؟
الوضع الأمني يحتاج إلي إعادة هيكلة وزارة الداخلية، لكن ماذا نفعل إذا كان النظام السابق رتب أوضاعه في كثير من مفاصل هذه الوزارة، وهذا يحتاج إلي وقت ومجهود، لكنني أتصور أن هذا الأمر يحتاج إلي الحسم، وتعامل سريع، وأتمني من الرئيس أن يعالج الوضع الأمني بأسرع ما يمكن.
ماذا تعني بإعادة هيكلة الداخلية؟
أقصد تغيير تعريف دور الشرطة، ومهامها في المجتمع وربما حل بعض الأجهزة مثل جهاز الأمن الوطني الذي لم يعد له ضرورة في ظل عصر الحريات، وعدم وجود نظام يحتاج بالضرورة بعد الثورة إلي حماية من الأجهزة الأمنية الخاصة، ولهذا فإن جميع أجهزة الداخلية تحتاج إلي هيكلة وإعادة ترتيب، لكي تكون في خدمة الشعب وليست سياط سلطة علي الشعب.
المنطقة الحرة
ما صحة ما يتردد عن إقامة منطقة تجارة حرة بين مصر وغزة والترتيب لها مازال يجري سراً؟
هذا يدخل في إطار الشائعات التي تهدف إلي الوقيعة بين مصر والفلسطينيين أو تهدف أيضاً إلي إجهاض القضية الفلسطينية، امتداداً لدعم النظام السابق، وخدمة لإسرائيل وأنا لا أخفي سراً بأن هناك بعض الإشارات التي تصدر في بعض البيانات الآن من القوي الثورية تغازل إسرائيل وكأنها تقول نحن أفضل من الإسلاميين في الحكم، أو أن حكم الإسلاميين في مصر حكم إرهابي مثل حماس.
ما تفسيرك لوجود خلايا إرهابية يتم القبض عليها في أماكن متفرقة في مصر؟
أدعو لمتابعة هذه الأخبار بدقة لنكتشف حجم الشائعات، لأن الأخبار الملفق فيها أكثر من الصحيح، وكلها موجهة نحو إجهاض النظام الحالي، والذي سيترتب عليه إجهاض الثورة، ويعود نظام مبارك من جديد، وأنا أتحدي كل من يسعي لإجهاض النظام الحالي الآن أن يكون لديه سيناريو لتمكين الثوار من حكم مصر.
ماذا تعني بقولك إننا نعاني من الاستبداد، ونرفض حكم العسكر، وسنخرج ضده في الشوارع؟
أنا أقصد أن آثار الاستبداد لا تزال موجودة، وهذه الآثار من وجهة نظري هي التقاليد السياسية التي أرساها الاستبداد ولا تزال تعمل بها المعارضة، فالاستبداد كان يهددنا دائماً بالطائفية، ويستخدمها كورقة لكي يبقي بها نظام الحكم قائماً.. حتي الآن المعارضة تهددنا بالطائفية ونذر الفتنة الطائفية بدأت تظهر في الشارع المصري، في الحوادث المفتعلة التي هدفها في النهاية إخماد الثورة عن طريق تفريق المصريين، النظام السابق كان يستخدم ورقة العنف للبقاء في الحكم، والمعارضة الآن أو بعض القوي السياسية تسعي لتأجيج العنف الطائفي في الشارع باعتباره وسيلة للضغط علي الرئيس مرسي، النظام السابق كان يستدعي الأجانب والقوي الخارجية لرسم الخريطة الداخلية لمصر، والآن بعض القوي السياسية تغازل الأمريكان والأوروبيين وكأنها تقول لهم تعالوا انقذونا من حكم الإسلاميين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.