بنزين 80 أصبح يباع فى المحلات الجراكن تباع علي الأرصفة.. والجراجات مستودعات للتخزين نداء الي وزير البترول.. انتبه " مافيا السوق السوداء " سبب ازمة البنزين والسولار.. العاملون في المحطات يبيعون البنزين لتجار وسماسرة السوق السوداء، جراجات العمارات اصبحت مستودعا لتخزين جراكن السولار، الباعة الجائلون وسائقو التوك توك اصبحوا " الموردين " الاساسيين لهذه السلعة،و"الجراكن" تباع وتشتري في الشوارع والطرقات " علي مرأي ومسمع من الجميع.. الاخبار رصدت بالصور تهريب المواد البترولية في شوارع الجيزة والقاهرة وبيعها في السوق السوداء.. ففي الوقت الذي تقف فيه طوابير السيارات أمام المحطة في انتظار دورها، نجد بعض سائقي الميكروباص يتسللون الي شوارع جانبية حاملين " جراكن " يذهبون بها فارغة، ويعودون بما ممتلئة، تعقبناهم وسرنا خلفهم دون ان يشعروا، لمعرفة " من اين يحصلون علي البنزين ".. وما ان تتبعناهم حتي شاهدنا عددا كبيرا من الجراكن المتراصة " في غرفة صغيرة داخل جراج احدي العمارات الواقعة بشارع الملكة بمنطقة فيصل.. تحدثنا الي صاحب هذه الجراكن وطلبنا منه سولار وبنزين وعند سؤاله عن السعر اكتشفنا مضاعفته لسعر اللتر مبررا ذلك بانه يعطي مبلغا كبيرا لموظف محطة البنزين نظير السماح له "بالتفويل" أكثر من مرة!!.. توجهنا الي شارع اخر بمنطقة صفط اللبن ارشدنا عليه بعض سائقي الميكروباص، وجدناه اسفل الكوبري الدائري، ولم نجده مختبئا بل وجدنا عددا من " الاقفاص " الموضوعة في قارعة الطريق اسفل الكوبري، وفوقها جركن بنزين " وقمع " للتعبئة في اشارة الي انه يبيع بنزين، سألناه عن الاسعار فأكد لنا ان الزيادة ليست كبيرة مقارنة بالوقوف لساعات طويلة في طابور محطات البنزين . هذه الصورة هي نموذج واحد لبعض حالات بيع البنزين في السوق السوداء، امام اعين الحكومة وعلي مرأي ومسمع من المسئولين، فالانفلات الامني وغياب الرقابة شجع " البلطجية " واصحاب السوابق علي ضرب القوانين بعرض الحائط والاتجار بالسلع الاستراتيجية مثل المواد البترولية في الشوارع وعلي الارصفة.. والغريب في الامر انه رغم معرفة عقوبة البيع في السوق السوداء الا انهم اعلنوا التحدي ورفعوا شعار " احنا الحكومة " البيع عيني عينك تصريحات المسئولين تؤكد ان مافيا الازمات لهم دور كبير في اشتعال ازمة البنزين واصحاب المحطات يؤكدون ان وزارة البترول خفضت الحصص الي النصف واصحاب السيارات يؤكدون انتعاش السوق السوداء.. في جولتنا علي عدد من المحطات في مناطق مختلفة بصفط اللبن وفيصل والقاهرة والجيزة رصدنا بيع البنزين والسولار علي الارصفة " عيني عينك" في غياب كامل لاجهزة الرقابة كما رصدنا عدة تجاوزات تمثلت في غياب الرقابة وزيادة المشادات بين المواطنين علي اسبقية التموين، كما رصدنا الزحام والتكدس أمام بعض محطات البنزين، وفراغاً امام اخري لخلوها من البنزين. بعض أصحاب المحطات يقومون بمنع البيع من المحطات في محاولة منهم لتعطيش السوق لرفع الاسعار بعدها، كما ان هناك البعض ممن يقومون ببيع البنزين والسولار لبعض تجار السوق السوداء لتحقيق هامش ربح اكبر، ويوجد ايضا الكثير من تجار السوق السوداء يقومون بتجميع البنزين في فناطيس، وجراكن، لبيعه بأعلي من السعر المقرر له علي الطرق السريعة والصحراوية. سوق مفتوحة وفي شوارع فيصل وتحديدا شارع الملكة تجد زحاماً وتكدساً مرورياً تدور الاحاديث بين سائقي السيارات ان السبب وراء هذا الزحام هو ان اصحاب التكاتك يقومون بتفويلها من احد الباعة علي الارصفة !!.. وانه يقوم ببيع لتر السولار ب1.50جنيه مع انه يباع في محطات البنزين 90 قرشا ويلجأ سائقو التوك توك الي دفع الفرق لانه لايوجد سولار اصلا في محطات البنزين وبالتالي يضطر الي التفويل من الشارع ويقوم بتحميل فرق اسعار السولار علي المواطنين الذين يركبون التوك توك . اقتربنا اكثر من بائعي السولا وبنزين 80 وسألناه.. " انت مش خايف ان مباحث التموين تقوم بالقبض عليك ؟.. قال " هي فين محدش بيجي ولا بيروح".. اجابته اكدت بكل وضوح ان الجهاز الشرطي فقد هيبته في الشارع انتقلنا الي صفط اللبن ورصدنا احد تجار السوق السوداء يقوم بتمويل عربته في الشارع وعلي مقربة من محطة بنزين.. الحيلة التي يستخدمها كانت جديرة بالاهتمام فهو يقوم بتفريغ البنزين 80 من سيارته في جركن لونه احمر ويقوم بعد ذلك بالوقوف في طابور محطة البنزين ليقوم بتفويل سيارته ثم يقوم بتفريغة في جركن اخر لونه اخضر ليقوم بعد ذلك بالوقوف في طوابير محطة البنزين ويفول سيارته وعندما تابعناه عن قرب بذهاب احد محرري " الاخبار " لتفويل سيارته وجدناه يقوم بدفع مبلغ "بقشيش" لاحد الاشخاص الذين يقومون بتفويل السيارة حتي لايعترضه ويمنعه من "التفويل" مستشفي الصدر بمنطقة العمرانية امامها محطة بنزين يقف امامها احد الاشخاص ومعه عربة صغيرة بها "فنطاس " لبيع جاز " وهو في الاصل معبأ ببنزين 80 وللتأكد من المعلومة التي عرفناها من احد المارة سألناه بكم لتر البنزين 80.. قال 1.50 قرش.. عاوز !!! في حين انه يباع ب90 قرش في محطات الوقود ان وجد السوق السوداء ويقول محمد مجاهد من سكان منطقة فيصل ان البنزين والسولار يباع في الشوارع مؤكدا انه يشاهد كل يوم بعد صلاة المغرب "ترابيزات " لعرض جراكن السولار والبنزين 80 ويري تكالب سائقي التوك توك والميكروباص علي اصحاب هذة الترابيزات لشراء جراكن السولار والبنزين ويشير عادل محمد - سائق - ان محلات السوق السوداء في منطقة العمرانية معروفة وممكن اقول لك كل اصحاب المحلات التي تبيع البنزين مضيفا انهم ايضا يستغلون الازمة ويضاعفون الاسعار ويتحكمون في " السواقين ".. ويضيف محمود حسين - سائق - أن حقيقة الازمة ان البنزين والسولار يباع في السوق السوداء والسبب هو ان اصحاب المحطات يستغلون الفوضي التي تمر بها البلاد ويبيعون السولار والبنزين في السوق السوداء لتحقيق مبالغ مالية كبيرة مؤكدا ان الازمة مفتعلة الغرض منها رفع الاسعار مضيفا انه يضطر بعد لف " كعب داير " علي محطات البنزين الي الذهاب الي السوق السوداء لشراء البنزين والذي يباع باضعاف سعره الرسمي فيصل الي 1.75قرشا مع ان سعره الرسمي 90 قرشا ويشير محمد رمضان - سائق - انه يقف في الطوابير بالساعات ليقوم"بتفويل " سيارته الاجرة مما يؤثر علي مصدر رزقه ودخله اليومي .