ما يحدث في الفترة الاخيرة سواء بالنسبة للازهر او الكنيسة لا يمت للدين او الفتنة الطائفية بصلة . مايحدث في رأيي هو سياسة ومحاولة لاستغلال الفرصة من اجل ضرب الوطن و وحدته الازهر والكنيسة تعرضا لاحداث غير منطقية وليس لها تفسير الا انها السياسة الملعونة ومحاولة السيطرة علي مصر بفكر خاص . حادث تسمم في المدينة الجامعية لجامعة الازهر.. حدث قبلها مئات الحوادث في العديد من المدن الجامعية .. لماذا يتحول الي هجوم علي شيخ الازهر ويتوازي معه زيارات رسمية ايرانية وحديث عن الشيعة مما يحدث نوعا من القلق والريبة . ولكن الشعب المصري ذا الحضارة العميقة اكتشف ما يحدث وخرجت الجماهير تؤكد احترامها وتمسكها بفضيلة الامام الاكبر الدكتور احمد الطيب شيخ الازهر الشريف .. القلق من تزامن الزيارات الشيعية وما حدث من هجوم علي الازهر، ان الجامع الازهر والذي هو عنوان الوسطية الاسلامية في العالم كله كان قد انشئ في العصر الفاطمي علي يد جوهر الصقلي قائد المعز لدين الله الفاطمي والغرض من انشائه عام 970 -975 ميلادية كان لنشر المذهب الشيعي وقد تم تسميته بالأزهر تيمنا بالسيدة فاطمة الزهراء، وكان المصريون ايامها ينتمون الي المذهب الشيعي ورغم هذا تحولوا الي المذهب السني في عهد صلاح الدين الايوبي واصبح الازهر منارة ورمزا للوسطية في الاسلام وظل صامدا امام تيارات التشدد حتي بعد ثورة 25 يناير وصعود تيار الاسلام السياسي استطاع ان يجمع الفرق السياسية المختلفة من خلال وثيقة الازهر التي اجمعت عليها القوي السياسية، ولكن من وقتها يتعرض الازهر وشيخه لهجوم شديد من التيارات التي تسعي وتحاول ان تسيطر لتنشر افكارها المتطرفة . اما الكاتدرائية المرقسية بالعباسية فقد وضع حجر الاساس لها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والبابا كيرلس السادس البطريرك رقم 116 للكنيسة في الستينات من القرن الماضي حيث تبرع الرئيس جمال عبد الناصر بعدة الاف من الجنيهات لبنائها ومنها تم تتويج البابا شنودة للجلوس علي كرسي الباباوية في نوفمبر 1971، ومنها تم تشييع جنازته، والكاتدرائية منارة دينية مسيحية لها احترامها ومكانتها العالية .. لذلك حاولوا اشعال الفتنه من خلال محاولة ضربها في الاحداث الاخيرة والتي راح ضحيتها اثنان من الشهداء و89 مصاباً الازهر والكنيسة مكانتهما كبيرة في قلوب المصريين الذين عاشوا معا علي مر التاريخ واجهوا الاحتلال وواجهوا الاستبداد ولن تنجح محاولات الوقيعة والفتنه من قوي الظلام التي وضعت لنفسها هدفا واحداً هو ضرب الوحدة الوطنية وتمزيق قلب مصر لأهداف سياسية رخيصة.. لكنها محاولات مكشوفة يرفضها المصريون، احذروا الازهر والكنيسة خط احمر.