صدمة ما بعدها صدمة أوجعت القلب وجعلت العين تدمع وشتان بين دموع اليوم والأمس. فدموع اليوم محرقة لأننا وصلنا إلي ثورة كنا نأمل فيها أن يتغير كل شيء وللأسف الأمور من سييء إلي أسوأ، فمنظومة العمل لم تتغير بل هي تدار كما كان النظام السابق يديرها. وتزداد صدمتي عندما قرأت خبرا في إحدي الجرائد المستقلة يفهم منه أن وزارة القوي العاملة سمحت مؤخرا بتسفير المصريات للعمل في المهن المحظورة وعلي رأسها الخدمة بالمنازل شرط موافقة الزوج وعمله معها في نفس المنزل. ورغم ان هذه المهنة صنفت ضمن 31 مهنة محظورة علي المصريات حفاظا علي كرامتهن ومنعا لممارسة الأعمال المخلة بالآداب. وهنا تذكرت السيئ عندما كنا نتباري إلي الوقوف بالمرصاد للوزيرة السابقة عائشة عبدالهادي لأنها أتاحت للمرأة السفر لكي تعمل خادمة حتي وصل بنا الأمر في الانتقاد لها بأنها صاحبة المشروع القومي لخادمات مصر في الوطن العربي. وقلت لنفسي هل هانت علينا أمهاتنا وزوجاتنا لهذه الدرجة وأين شعار الدولة المسلمة الذي يروج له بقوة بأن كل ما يأتي مخالفا للشرع لا يتم تطبيقه. فهل من الإسلام أن نتيح للمرأة أن تسافر إلي خارج وطنها كي تعمل خادمة؟ كيف تجرأ وزير القوي العاملة علي الوصول بنا إلي الأسوأ ونحن نسعي بكل قوة إلي إلغاء نظام الكفيل فإذا كنا نعتبر هذا النظام سيئا فما بالكم بخدمة النساء؟ فأنا أري حمرة الخجل في وجهي وأنا أكتب عن هذا فما بالكم بمن تجرأ وسمح بإهانة المرأة؟ وتعلل بأنه يوفر لها غطاء الحماية بشرعية وجود زوجها فأنا أري ان هذا الظاهر لا يمنع الباطن حتي ولو كان معها في منزل واحد. وبدلا من أن نوفر لرب الأسرة عيشة كريمة من أجل أن تصان زوجته وأولاده ندفع به بأن يتاجر بها. بل الأمر من ذلك ان هذا القرار يفتح باب التلاعب لأبناء الجاليات المصرية بالزواج بالمصريات وتعدد الزوجات حتي يسهل جلبهن للخدمة في المنازل. أين الإسلام الذي حفظ للمرأة كرامتها وأعلي شأنها؟ أين نحن من رسول الله الذي أوصانا بالنساء خيرا.. رفقا بالقوارير يا من تنتقدون الأمس وتأتون بعار مثله؟