حالة من الطرش المفاجئ اصابت الحكومة المصرية.. واللي فيه امل للسمع وضع في اذنيه كيس قطن حتي لايسمع الا هواجسه وافكاره فقط.. الشعب يتكلم ويطالب ويتظاهر ويعترض والحكومة لا تسمع ولا تري ولا حتي تتكلم.. مصيبة مصر في الوقت الحالي ان كل شخص يري انه صاحب المنطق والفكر والرؤية الصحيحة.. وان من يمثلون الحكومة يرون ايضا انهم يجب ان يعملوا وفقا لرؤيتهم بعيدا عن المطالب الحقيقية المشروعة للمواطن.. رغم انني من اشد المعارضين والمنتقدين لفكر وأداء الحكومة في المرحلة الحالية.. فأنا ايضا ضد من يريدون فرض سطوتهم وسيطرتهم علي الشارع بالقوة والبلطجة واستباحة حقوق الغير.. نعم هناك فوضي وازمات طاحنة وسلبيات كثيرة في ادارة شئون البلاد ولكن في المقابل هناك غطرسة غير مفهومة من الذين نصبوا انفسهم اولياء علي رأي الشعب.. انا مع المعارضة الهادفة المصحوبة بالفكر والرأي والمستقبل ولكنني لست مع الفوضي التي احتلت كل شوارع ومؤسسات مصر.. الحلقة المفقودة في الصراع القائم حاليا بين من يجلسون علي الحكم والشارع والمعارضة هي عدم اعتراف كل طرف بالاخر.. ورفض مبدأ السمع والحوار.. لو كانت الحكومة تتخيل انها تعمل لصالح الشعب وتتخذ القرارات الصائبة لاصلاح احوال البلاد بهذه الطريقة فهي بهذا الاسلوب تؤكد انها مع الاسف اصيبت با لطرش.. لان الحكومات دورها الرئيسي هو تحقيق طموحات الشعوب ولا اعتقد ان طموحات شعب مصر بعد الثورة ان كانت ثورة هي المتعة في الوقوف أمام طوابير السولار والخبز بمعدل نصف عمر المواطن تقريبا.. او العيش في سرقة وفوضي وبلطجة.. وفي النهاية يخرج علينا د. قنديل ليتهم الاعلام بأنه يبرز السلبيات ولا يظهر الايجابيات.. ولامؤاخذة يا دكتور.. الشعب يريد ان يعرف ايجابية واحدة انجزتها حكومتك منذ ان توليت منصبك.. د. قنديل لو كنت تتخيل ان الشعب سيواصل الصبر علي الازمات.. فأنا اقول لك عفوا فأن رصيدك ومن معك قد نفد.. واقول لك ايضا انك اجبرت الشعب علي التعايش مع البلطجة وسلبت منه كل حقوقه المشروعة لا لشئ الا لأنك تري ان ما تقوم به حكومتك من تجارب في شعب اصبح حلمه الحقيقي ان يعيش في امان.. انجازات.. لك الله يا مصر.