أغلقوا الأبواب فى وجوههم فجلسوا لا حول لهم ولا قوة اشباح وهياكل ومباني خاوية وابواب مغلقة "بالضبة والمفتاح".. هذه هي الصورة في عدد كبير من مراكز الشباب المتواجدة في قري ونجوع محافظات مصر المختلفة، ففي الوقت الذي انفقت فيه - ولازالت تنفق- الدولة ملايين الجنيهات علي انشاء وتطوير وترميم مراكز الشباب الا ان المسئولين في هذه الاندية والمراكز " نايمين في العسل" يستغلون عدم وجود رقابة ومتابعة دورية عليها، ويتغيبون عن الحضور ويغلقون الابواب امام الشباب بحجة عدم وجود موارد للانشطة، ومنهم من ينتهز الفرصة ويحاول استغلال بعض منشآت المركز بقيامه بتأجير الملاعب من الباطن، عن طريق شراء "كرة قدم" علي حسابه الخاص .. كما ان هناك عددا آخر من الاندية يقومون بعمل " نشاط اقتصادي " بان يقوموا مثلا بعمل مقاهي يطلقون عليها لقب " كافتيريات" وهي في الواقع لا تتعدي كونها " مقهي او غرزة " يجلس الشباب عليها يفعلون ما يشاءون، يتناولون المخدرات او يدخنون الشيشة. الأخبار قامت بجولة في عدد من مراكز الشباب المغلقة والمهملة ورصدت اوضاعها.. ففي مركز شباب الحوتية بمنطقة العجوزة لا يوجد سوي موظف واحد فقط متواجد داخل مكتبه الصغير، ولا يوجد في المركز سوي 4 اطفال صغار يلهون داخل ملعب كرة القدم بالجري خلف كرة صنعوها من القمامة، كبديل عن وجود كرة في المركز، وعند سؤال الموظف الوحيد المتواجد الكابتن حازم محروس مدرب كرة القدم في المركز عن هذا النشاط قال لا يوجد في المركز سوي كرة واحدة موجودة داخل غرفة المدير ومغلق الباب جيدا , ولا تخرج للاطفال وتستخدم فقط للايجارات، كما ان المركز لا يوجد به " ترابيزة بلياردوا " ولا يوجد به حتي دورات مياه فهي متهالكة ولا يوجد فيها صنابير مياه، واضاف مدرب كرة القدم ان المركز لا يوجد به مجلس ادارة ولا جمعية عمومية منذ قيام الثورة حتي الآن، ولا يوجد خطة او استراتيجية يعمل وفقا لها المركز، وكل موظف داخل المركز يعمل كما يشاء، كما رصدت الأخبار " اغلاق غرفة الحاسب الآلي والمكتبة ليس بها كتب، وجميع اجهزة الحاسب الآلي الثمانية الموجودة في الغرفة لا تعمل، ولا يعمل سوي جهاز واحد فقط، وعند الخروج من باب المركز تجد عددا من الحيوانات مثل الماعز والحمير وغيرها بالاضافة الي الكلاب الضالة تنتشر امام وحول المركز، مما قد يعرض حياة الاطفال الصغار الذين يدخلون الي المركز للخطر، واكد لنا الموظف ان عدد الشباب المشتركين او الذين يأتون الي المركز قليل جدا بسبب قلة الانشطة التي تجب الشباب ليتحول المركز من مركز شباب الي مركز خاو لا يأتيه الا الاطفال الصغار.. وداخل مركز شباب آخر بمحافظة سوهاج وبالتحديد مركز شباب مشطا بمركز طما التابع للمحافظة هناك حالة من الغضب والسخط تسيطر علي موظفي المركز بسبب توقف جميع الانشطة الرياضية والدورات الرياضية والمسابقات، كما ان الشباب غاضبون من تعنت المسئولين في وقف الانشطة منذ اكثر من عامين واقتصار النشاط علي المتاجرة بالشباب واستنزاف اموالهم من خلال تأجير الملاعب وعدم ممارسة اي نشاط دون دفع اموال، كما تم وقف الدورات الرياضية التي كانت تجمع الشباب وتنمي لديهم روح المنافسة والتحدي، وكان رد المسئولين هو عدم وجود موارد كافية كما انه لا يوجد مجلس ادارة، وبالتالي الانشطة غير كافية.. وطالب عدد من موظفي المركز ضرروة التحقيق مع مسئولي الشئون المالية بسبب اهدارهم المال العام، واضافوا ان مركز الحاسب الآلي مغلق منذ ان تم افتتاحه بالمركز، وان المكتبة تعرضت لاهمال كبير لدرجة ان الفئران التهمت الكتب الموجودة بها بسبب عدم دخولها واغلاقها بشكل دائم، لتصبح النتيجة في النهاية تحطيم آمال الشباب وضياع طموحهم، فبدلا من ان يذهبوا الي النادي والي مركز الشباب اصبحوا الآن يجلسون علي المقاهي !!