وصل بنا الحال لحد التمرس في بيع الوهم للمشاهدين فالكثير من القنوات (للأسف) أصبحت تسعي إلي شيء لانتزاع بعض الجنيهات من جيوب الغلابة الطامحين في تحقيق أحلامهم حتي لو كانت بسيطة وذلك من خلال الاعلانات التي تقتحم علينا الشاشات ليل نهار لتحفز المشاهدين علي الاتصال برقم تليفون للاجابة علي سؤال دائما (عبيط) للفوز بجائزة .وكل رغباتكم متاحة حتي لو عندك مشكله قانونية أو عاطفية او اجتماعية .آو (لو كنت عايزة جوزك يبقي ذي الخاتم في صباعك) فما عليك الا الاتصال بأحد المشعوذين ليحقق لكي ما تريدين . ومنذ ايام ظهرت اعلانات جديدة من نفس الفصيلة تبشر المشاهدين بأنهم سينالون جائزة كبري نظير اتصالهم تمثلت في حصولهم علي تموين الشهر ببعض الكيلوات من (الزيت والسكر) .. تخيلوا لهذا الحد وصلنا الي المتاجرة بآلام ومعاناه الفقراء . ان مثل هذه الاعلانات جرائم لا تقل خطورة عن بيع المخدرات وما تحققه هذه الشركات والقنوات التي تعرض هذه الاعلانات مال قذر لا يسيء الي القنوات التي تعرضها فقط ولكنه يسيء الي مجتمع أصبح الحصول علي الزيت والسكر فيه حلما صعب المنال . ولذلك ليس غريبا ان يستغل الساسة الزيت والسكر كجسر للعبور الي برلمان مصر . ان ما يحدث يذكرني بمقولة آقدمها الي اصحاب شركات الاعلان والفضائيات تقول ( آنا والجنية مين فينا الخدام ومين البية ) !