في حياة كل منا محطات لا ينساها، ومن المحطات التي أثرت في حياتي المهنية لقائي الاول بالكاتب الكبير محمود سالم عام 2003.كان اجراء حوار مع محمود سالم هو احد احلامي المهنية ، فقد ارتبطت به منذ طفولتي، كانت رواياته البوليسية هي اول ما جذبني للقراءة، وكان اسلوبه الصحفي البسيط اول ما دفعني لحب مهنة الصحافة. جيل كامل تربي علي ألغاز محمود سالم التي غطت شهرتها العالم العربي في السبعينيات والثمانينيات واصبحت اكثر كتب الاطفال مبيعا، كل اصدقائي وقتها كانوا مبهورين بالمغامرين الخمسة تختخ ونوسة ولوزة وعاطف ومحب، بينما كنت مبهورة بصانع هؤلاء الابطال، أتخيل شخصيته وأحلم بلقائه. لازلت اذكر تفاصيل لقائنا الاول، بهرتني شخصيته كما بهرتني كتاباته، شعرت انه يحمل جميع صفات ابطاله المغامرين من ذكاء وجرأة واصرار وروح مرحة لم تهزمها سنوات العمر، حدثني عن بدايته في دار الهلال ثم تخصصه في الكتابة للاطفال بمجلة ميكي ثم وصوله لمنصب رئيس تحرير مجلة الاذاعة والتليفزيون، حكي كيف بدأ كتابة الالغازعام 1968 لتحقق نجاحا هائلا، وكيف طالبه أبناء الدول العربية بكتابة ألغاز تدور احداثها في بلادهم، ليبدأ سلسلة الشياطين ال13الذين يمثلون أبناء الدول العربية. كل هذه التفاصيل تذكرتها وأنا اقرأ خبر وفاته اول امس، تذكرت ايضا ان اهم اسرار نجاح محمود سالم اتساع الخيال والثقافة، ودراسته للسيناريوالتي جعلت اسلوبه دراميا سلسا، وتذكرت ما قاله عن حزنه حينما اتهموه بأن رواياته علمت الاطفال الجريمة، ثم سعادته حينما أكدت دراسات مركز البحوث التربوية ان المغامرات البوليسية هي افضل كتب تنمي التفكير العلمي والتحليلي للاطفال. لازلت اذكر كيف أنهي حواره معي بروحه المرحة قائلا: قدمت العديد من المؤلفات والمسلسلات والافلام، لكن الالغاز هي السبب الحقيقي لنجاحي وشهرتي.. وفلوسي ايضا! رحم الله محمود سالم .