مصطفى بكري: اتحاد القبائل العربية كيان وطني موجود ومشهر وحاصل على ترخيص    في ختام الأسبوع.. سعر الذهب اليوم وعيار 21 الآن بمستهل تعاملات الجمعة 10 مايو 2024    «هتنزل تاني».. تعليق شعبة الدواجن على انخفاض سعرها    تعرف على سعر الخوخ والتفاح والفاكهة بالأسواق اليوم الجمعة 10 مايو 2024    اليوم.. قطع المياه لمدة 8 ساعات عن عدد من مناطق الجيزة اليوم    آخر تحديث لسعر جرام الذهب عيار 21 اليوم    السعودية تعلن استعداداتها لموسم الحج 2024    مجزرة مروعة في غزة تستهدف عائلة كاملة.. وتواصل العدوان الوحشى برفح    محمود مسلم: الرهان الآن على أمريكا في الضغط على إسرائيل    رئيس «الجيل الديمقراطي»: المصريون على قلب رجل واحد للدفاع عن القضية الفلسطينية    رسميًا.. كاف يوافق على تعديل موعد مباراة منتخب مصر وبوركينا فاسو    ملخص وأهداف مباراة روما وباير ليفركوزن في الدوري الأوروبي (فيديو)    يوسف حمدي: الزمالك سيواجه نهضة بركان والتحكيم.. وغياب شلبي مؤثر    النائب أحمد أبو هشيمة يتبرع ب2 مليون جنيه لدعم المنتخب الأوليمبي قبل أولمبياد باريس ويعدهم بمكافآت خاصة في حالة الفوز    بشرى للموظفين.. عدد أيام إجازة عيد الأضحى المبارك في مصر للقطاعين العام والخاص    «وداعا الأجواء الباردة» .. تحذير مهم بشأن الطقس اليوم الجمعة 10 مايو 2024    مرادف «قوامين» و«اقترف».. سؤال محير للصف الثاني الثانوي    فحص امتحان علوم 2 إعدادي بالدقهلية بعد تداول شكوى بتسريبه وتطابقه بعام 2021    «باي من غير سلام» و«يلا بينا».. ماذا قال باسم سمرة عن عيسى الوزان وإفيهات العتاولة    بعد غيابها الحضور.. مشيرة خطاب في كلمتها المسجلة بمهرجان إيزيس : دمج المسرح وحقوق الإنسان ينتج عروضا قيمة وأكثر جودة    حظك اليوم برج الجدي الجمعة 10-5-2024 مهنيا وعاطفيا    هل تعرضت للسحر؟.. كواليس حلقة فريدة سيف النصر مع عمرو الليثي    هيئة الدواء تعلن انتهاء تدريب دراسة الملف الفني للمستلزمات الطبية والكواشف المعمليّة    «الكفتة الكدابة» وجبة اقتصادية خالية من اللحمة.. تعرف على أغرب أطباق أهل دمياط    «أنهى حياة عائلته وانتح ر».. أب يقتل 12 شخصًا في العراق (فيديو)    «حياة كريمة»: تعمير 9 بيوت بمساعدة المتطوعين في غرب أسوان    الدفاع الأمريكية: نريد إزالة حماس من رفح بشكل ملائم.. وقدمنا أفكارنا لإسرائيل    أمريكا توجه رسالة عاجلة إلى مصر بشأن موقفها من عملية رفح    حدث بالفن| فنانة تكشف عودة العوضي وياسمين ووفاة والدة نجمة وانهيار كريم عبد العزيز    فيديو.. ريهام سعيد: "مفيش أي دكتور عنده علاج يرجعني بني آدمه"    سعود أبو سلطان يطرح أغنيته الجديدة الثوب الأبيض    بيرسي تاو يحصد جائزة أفضل لاعب من اتحاد جنوب قارة أفريقيا    اشتباه تسمم 8 أشخاص بعد تناولهم وجبة فسيخ بأسوان    أولمبياكوس يكرر فوزه على أستون فيلا في دوري المؤتمر الأوروبي    القاهرة الإخبارية: مصر تجدد تحذيرها لكل الأطراف من تداعيات التصعيد الحالي في رفح    بعد مطاردة جبلية.. مصرع عنصر إجرامي قتل 4 أشخاص من أسرة واحدة في أسيوط    مصرع طفل صدمه قطار ركاب في السويس    لمناقشة الموازنة العامة ومخصصات "قومي المرأة".. مايا مرسي تشارك فى اجتماع "تضامن النواب"    بحضور رمضان والسقا وحسين فهمي.. نجوم الوسط الفني في عزاء والدة كريم عبدالعزيز (صور)    السياسة بوسائل أخرى.. خبير عسكري يحلل مفهوم الحرب    محدش قادر يشتغل.. مصطفى بكري يطالب بسرعة إجراء التعديل الوزاري وحركة محافظين    بوتين يشكر رئيس لاوس على نقل دبابات تي- 34 إلى روسيا    مذكرة تفاهم بين جامعة عين شمس ونظيرتها الشارقة الإماراتية لتعزيز التعاون    عقوبة التأخر في سداد أقساط شقق الإسكان    خطوات إصدار تصريح دخول مكة للأسرة المقيمة في حج 1445    خالد الجندي: البعض يتوهم أن الإسلام بُنى على خمس فقط    محظورات الإحرام لحجاج بيت الله الحرام في حج 2024    بالفيديو.. خالد الجندي: أركان الإسلام ليست خمس فقط    أمين الفتوى: الزوجة مطالبة برعاية البيت والولد والمال والعرض    أوقاف شمال سيناء تعقد برنامج البناء الثقافي للأئمة والواعظات    وزير الصحة يشهد فعاليات المؤتمر العلمي السنوي لهيئة المستشفيات التعليمية    محافظ أسوان: تقديم أوجه الدعم لإنجاح فعاليات مشروع القوافل التعليمية لطلاب الثانوية العامة    "الخشت" يستعرض زيادة التعاون بين جامعتي القاهرة والشارقة في المجالات البحثية والتعليمية    محافظ الغربية يوجه بتسريع وتيرة العمل في المشروعات الجارية ومراعاة معايير الجودة    ما حكم قطع صلة الرحم بسبب الأذى؟.. «الإفتاء» تُجيب    مستشفى العباسية.. قرار عاجل بشأن المتهم بإنهاء حياة جانيت مدينة نصر    فوز تمريض القناة بكأس دوري الكليات (صور)    دفاع حسين الشحات يطالب بوقف دعوى اتهامه بالتعدي على الشيبي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمود سالم يكتب: المغامرون الخمسة فى لغز سرقة لوحة "زهرة الخشخاش" 2
نشر في الدستور الأصلي يوم 28 - 08 - 2010


محب: وهل تساوي هذه اللوحة كثيراً؟
مأمون: طبعاً .. إنها لا تقدر بمال.. ولكن يمكن تقدير قيمتها بمائة ألف جنيه.
عاطف: مائة ألف!! ياله من مبلغ هائل.
مأمون : هناك لوحات بيعت بأكثر من مليون جنيه، وهذا ما يدفع بعض الفنانين الفاشلين إلي تقليد لوحات لكبار الفنانين وبيعها بأسعار خيالية لمن لا يعرف حقيقتها.
تختخ: وهل هناك قصص مشهورة عن هذا التزييف؟
مأمون: هناك قصة رسام هولندي انتهز فرصة الا للمحاكمة.
وانتقل الأصدقاء إلي داخل الفيللا، وفي المرسم الواسع المشمس قضوا وقتاً ممتعاً في حديث مع «مأمون» ومشاهدة لوحاته وطريقته في الرسم.. وعندما استأذنوا للعودة، قال «مأمون»: كنت أتمني أن تقضوا معي اليوم كله.. لولا أني مضطر إلي الذهاب لزيارة
صديق أصيب في حادث منذ يومين.
تطورات غير متوقعة
قضي الأصدقاء اليوم الثاني في مرح يلعبون، ويرك
لم يرحب «محب» كثيراً بهذه الزيارة، خاصة أنها ألغت رحلتهم إلي المتحف، ولكنه لم يستطع إقناع والدته بأن تذهب وحدها، خاصة أن والده كان مسافراً.
جلس «محب» بجوار والدته التي كانت تقود سيارتها ببراع المرضي تعصر قلبي وتؤرقني ليلاً.
الأم: كيف تقول هذا الكلام.. لا بد أن تأتي معي!!
اضطر «محب» أن يذهب معها وهو
وخرجوا معاً من المصعد.. دخل «مأمون» الحجرة رقم 28 التي كانت مفتوحة، ولمحه «مأمون» فدعاه للدخول.. ولم يجد «محب» بأساً في أن يزور المريض.. فدخل.
وقدم «مأمون» «محب» والصديق أحدهما للآخر قائلاً: يسرني يا «محب» أن أعرفك بالأخ الرسام رزق».. كان «رزق» شاباً نحيلاً أبيض البشرة وله لحية سوداء.
وقال «مأمون»: إن «رزق» قضي وقتاً طويلاً في باريس يدرس الرسم وقد عاد منذ شهرين إلي القاهرة.. وكان ينوي السفر مرة أخري لولا إصابته.
محب: هل هي إصابة شديدة؟
قال: «رزق» وهو يشعل سيجارة: إنها إصابة في الفخذ.. عطلتني عن الحركة ولن أستطيع المشي إلا بعد أيام.
لا حظ «محب» أن علبة السجائر التي يدخن منها «رزق» غير عادية.. فلونها أزرق وقصيرة ولا تشبه علب السجائر المصرية.. وكان قريباً بحيث يستطيع قراءة اسمها،كمان اسمها «جولواز»!
وتذكر «محب» أن الاسم مر به منذ فترة قريبة.. وأخذ يعتصر «محمد محمود خليل».. ووجد نفسه يسأل «رزق»: هل زرت متحف «محمد محمود خليل»؟
قال «رزق»: نعم.. زرته مرة أو مرتين.
محب: هل كنت هناك منذ ثلاثة أيام تقريباً؟.
رزق: لا أذكر بالضبط.. ولكن لماذا تسأل؟
محب: مجرد سؤال.. فقد تذكرت شيئاً ما دفعني إلي السؤال.
رزق: وما هو هذا الشيء؟
أحس «محب» بأنه تورط في الحديث.. ويجب عل البرق قبل أن يجيب: «لقد تصورت أنك كرسام في فرنسا لابد أنك زرت متحف «محمد محمود خليل» لأن أغلب ما به من لوحات لرسامين فرنسيين.
لم يعلق «رزق» علي هذه الإجابة.. وانهمك في الحديث مع أحد المحلات وأسرع إلي تليفون قريب، واتصل ب«تختخ» ولكن لم يجده في البيت فاتصل ب«عاطف» وطلب منه أن يجمع الأصدقاء بعد ساعة في الحديقة كالمعتاد، فإن عنده أخباراً مهمة عن شبح المتحف.
وبعد ساعة تقريباً كانت السيارة تحمل «محب» ووالدته إلي المعادي مرة أخري، فأسرع إلي حديقة «عاطف» حيث وجد الأصدقاء قد اجتمعوا، وكان «عاطف» قد عثر علي «تختخ» في الكازينو وأخبره بمكالمة «محب» التليفونية.
عندما جلس الأصدقاء جميعاً وتهيأوا لسماع «محب» قال: أعتقد أنني عثرت علي شبح المتحف، إنه رسام يدعي «رزق» ولا أعرف بقية اسمه.. لقد وجدته يرقد مصاباً في مستشفي العجوزة.. وهو نحيل وله لحية سوداء كثة!
عاطف: وما هي الأدلة علي أن «رزق» هذا هو شبح المتحف؟
محب: هناك ثلاثة أدلة.. أولاً: إنه رسام، وقد اتفقنا علي أن الشبح يعمل رساماً.. ثانياً إنه مصاب، ونحن نعلم أن الحارس أصاب الشبح بطلق ناري.. ثالثاً إنه يدخن سجائر «الجولواز» وهي نفس نوع السجائر التي وجدنا بقاياها في الحديقة.. أليست هذه أدلة كافية!
تختخ: إنها أدلة كافية إلي حد ما.. ولكن هل سألته كيف أصيب؟
محب: في الحقيقة أنني خشيت أن يدرك شكي فيه، خاصة بعد أن سألت عن زيارته للمتحف.. فلو سألته كيف أصيب لأدرك فوراً أنني أشك فيه.. بل إنني أظن أنه قد شك فعلاً، لأنني لاحظت أنه تغير عندما سألته عما إذا كان قد زار المتحف أم لا.
نوسة: علي كل حال يمكن أن نتأكد إذا زرناه غداً علي أننا أصدقاء الأستاذ «مأمون» ويمكن ببعض الأسئلة أن نعرف.
تختخ: لا داعي لأن نذهب كلنا، يكفي أن يذهب «محب» و«عاطف» وسأذهب أنا و«لوزة» و«نوسة» إلي المتحف فلنا حديث مع الحارس.
وهكذا افترق الأصدقاء بعد هذا الاتفاق.. وفي صباح اليوم التالي تجمعوا علي محطة المعادي فقال «تختخ»: سنلتقي جميعاً بعد أن ننتهي من مهمتنا في كازينو قصر النيل.. فأنتم مدعوون لأكل الجيلاتي علي نفقتي هناك.
وفي القاهرة تفرق الأصدقاء، فذهب «تختخ» و«نوسة» و«لوزة» إلي المتحف واتجه «محب» و«عاطف» إلي المستشفي.
وصل الأصدقاء الثلاثة إلي المتحف، واتجهوا إلي الحارس.. وبعد أن حياه «تختخ» قال له: هل تذكر أنك شاهدت في المتحف شاباً نحيفاً يطلق لحيته السوداء؟
رد الحارس: لماذا تسأل؟
تختخ: لأننا نريد أن نقابله وقد يكون هنا الآن.
الحارس: إنني أعرف هذا الشاب واسمه «رزق» لكنه ليس هنا الآن.
أدرك الأصدقاء الثلاثة أنهم وراء الأثر الصحيح، فقال «تختخ»: هل كان يتردد علي المتحف كثيراً؟
الحارس: نعم.. لقد ظل خلال الشهرين الأخيرين يتردد علي المتحف يومياً ويبقي فيه طول النهار تقريباً، ولا ينصرف إلا مع موعد إغلاق المتحف.
تختخ: وهل كان يبقي كل هذا الوقت يشاهد الصور؟
الحارس: لا لقد كان يرسم.. وقد أخبرني أنه مكلف من هيئة في باريس بأن ينقل نسخاً دقيقة لبعض اللوحات في المتحف!
تختخ: ومتي انقطع عن الحضور؟
الحارس: منذ نحو أربعة أيام.
تختخ: وهل كان موجوداً في اليوم الذي أطلقت فيه النار علي الشبح الذي كان يجري في الحديقة؟
الحارس: أذكر أنه كان هنا حتي آخر النهار.. لكنني لم أشاهده وهو ينصرف في ذلك اليوم، رغم أنه اعتاد أن يمر عليَّ كل يوم تقريباً ساعة انصرافه.
شكر الأصدقاء الحارس، وقال «تختخ» وهم ينصرفون: لقد حصلنا علي معلومات في غاية الأهمية، تعالوا ندخل المتحف.
لوزة: لماذا؟ لقد شاهدناه قبلاً.
تختخ: هناك شيء أريد أن أتأكد منه.
ودخل الأصدقاء الثلاثة المتحف، وأسرع «تختخ» إلي اللوحات العالمية وأخذ يقف أمامها متفحصاً في دقة شديدة.. ثم قال ل«لوزة» و«نوسة»: إنني أريد مقابلة الرسام «مأمون فوراً.
نوسة: ولكن علينا أن نقابل «محب» و«عاطف» أولاً.
تختخ: فعلاً.. هيا بنا إلي كازينو قصر النيل.
ركب الأصدقاء تاكسياً إلي الكازينو.. وعندما وصلوا إلي هناك وجدوا «محب» و«عاطف» في انتظارهم، وقد بدا عليهما الانزعاج الشديد.
قال «محب»: هناك مفاجأة عجيبة.. لقد هرب «رزق» من المستشفي.
تختخ: هرب!! كيف؟
محب: لقد كانت أمامه فترة للعلاج، لكنه لم ينتظر تعليمات الأطباء.. وترك المستشفي وخرج دون أن يراه أحد.
تختخ: لقد توقعت هذا فعلاً!
عاطف: توقعته؟!
تختخ: نعم.. فإن «رزق» هو فعلاً شبح المتحف، ورغم الجرد الذي أجرته اللجنة للمتحف وقالت إن شيئاً لم يسرق منه.. فإن «رزق» إذا صح استنتاجي قد سرق من المتحف لوحات تساوي مئات الألوف من الجنيهات.
لوزة: ولكن يا «تختخ» كيف سرقها وقد قالت اللجنة إنه لم ينقص شيء من المتحف، وقد كنا هناك اليوم وليس هناك شيء غير عادي؟
تختخ: إن في ذهني فكرة ما.. وأريد أن نقابل الرسام «مأمون»، وهو الشخص الذي يستطيع أن ينفي هذه الفكرة أو يؤكدها.
الفكرة المدهشة
لم يتناول الأصدقاء الجيلاتي الذي وعدهم به «تختخ» فقد انصرفوا فوراً، وقال «تختخ»: سنركب بثمن الجيلاتي تاكسياً.. إن الوقت يمر بسرعة، ولا بد أن نعثر علي «مأمون» فوراً.
وأسرع الأصدقاء إلي تاكسي وطلبوا من السائق الاتجاه إلي المقطم وعندما وصلوا إلي باب اللوق، قالت «لوزة»: لا أدري كيف نذهب إلي الأستاذ «مأمون» دون أن نتأكد من وجوده في منزله.. أليس من الأفضل أن نتصل به تليفونياً أولاً؟
وطلب «تختخ» من السائق أن يتوقف، وأسرع إلي تليفون، واتصل بمنزل «مأمون».. لكنه لم يجده في البيت، فعاد إلي التاكسي قائلاً: معك حق يا «لوزة».. كنا سنضيع وقتنا ونقودنا عبثاً.. إن الأستاذ «مأمون» ليس في المنزل.. فهيا بنا إلي المعادي.
عندما وصل الأصدقاء إلي المعادي.. اتجهوا إلي منزل «تختخ»، حيث وجدوا أن المفتش «سامي» قد اتصل بهم تليفونياً.. فطلبه «تختخ» ولم يكد المفتش يرد حتي قال «تختخ»: إن هناك لغزاً يحتاج إليك!!
المفتش: لقد عدت هذا الصباح، وكنت أحب أن أرتاح من الألغاز والمشاكل لبعض الوقت.
تختخ: علي كل حال لست متأكداً حتي الآن هل في إمكانك أن تأتي لتناول الليموناته والقهوة هذا المساء؟
المفتش: لا بأس سأحضر إليكم في الثامنة.
وبعد أن أغلق «تختخ» التليفون، قالت «نوسة»: والآن يا «تختخ» هل تقول لنا ما فكرتك؟
تختخ: أفضل أن نؤجلها حتي المساء.. فقد حان موعد الغداء.. وسيكون المفتش «سامي» معنا يساعدنا في حل اللغز.
وهكذا افترق الأصدقاء علي موعد في الثامنة، وعندما جلس المفتش «سامي» في الثامنة بين الأصدقاء قال موجهاً الحديث إلي «تختخ»: هل تعثرون علي الألغاز في الطريق؟ لقد كنت أظنكم تنفذون برنامج زيارة المتاحف كما قلت لي قبل سفري.
تختخ: إننا وقعنا علي هذا اللغز ونحن ننفذ البرنامج، إنه لغز خاص بمتحف، أو قل إنه لغز فني!
المفتش: إنني علي استعداد للاستماع.. فمن الذي سيبدأ؟
قال الأصدقاء الأربعة في نفس واحد: «تختخ».
وبدأ «تختخ» الحديث قائلا: إنني سأتحدث عن لغز قد يساوي مائة ألف جنيه.. أو مائتي ألف.. وربما مليون جنيه.
رفع المفتش رأسه وكف عن تناول القهوة قائلا: لابد أنها نكتة!!
تختخ: إذا صدقت استنتاجاتنا فإن اللغر يساوي أكثر من مليون جنيه، بل إنه قد يساوي أكثر من هذا بكثير.
المفتش: يكفي تشويقاً.. وأرجو أن تحدثي عني اللغز حالاً.
تختخ: إنك تعرف متحف «محمد محمود خليل» الواقع علي كورنيش النيل قرب فندق «شيراتون».
المفتش: طبعاً أعرفه.
تختخ: إن به لوحات تساوي مليون جنيه أو أكثر.
المفتش: بعض اللوحات التي فيه تساوي هذا المبلغ.
تختخ: أعتقد أن بعض هذه اللوحات قد سرق.
المفتش : متي؟
تختخ: منذ خمسة أيام.
المفتش: هكذا دون أن يعلم أحد؟
تختخ: نعم.. فقد وضعت أغرب خطة سمعت بها لسرقة هذه اللوحات.
المفتش: كيف؟
تختخ: سأبدأ من البداية.. فهذا أفضل لنا جميعاً.. منذ خم الذي سميناه شبح المتحف، وكانت هناك آثار دماء علي العشب.. ومنديل ملوث بالدم وآثار ألوان، مما يستعمل في الرسم ودبابيس رسم.. وأعقاب سجائر من نوع جولواز الفرنسي.
المفتش: ثم ماذا؟
تختخ: انتهت لجنة الجرد من عملها وأعلنت أنه لا مصاباً وقد أجريت له عملية ووجد أنه يدخن سجائر جولواز فشككن «مأمون» - «رزق»، كان يتردد علي المتحف خلال الشهرين الأخيرين لأنه يقوم بنقل صورة طبق الأصل من بعض اللوحات الشهيرة لحساب هيئة في باريس.. فهو يعيش هناك منذ فترة طويلة.
ال
تختخ: نعم. لماذا هرب «رزق» من المستشفي؟
المتفش: لعل عنده أسباباً خاصة لهذا الخروج المفاجئ بأن يكون مرتبطاً بموعد للسفر أو أي شيء من هذا القبيل.
تختخ: علي العكس.. إن «رزق» هرب من المستشفي لأنه لص!!
المفتش: لص؟
تختخ: نعم.. لأنه لص!
التفت الأصدقاء الأربعة والمفتش إلي «تختخ» بعد هذا الاتهام الصارخ الذي وجهه إلي «رزق» وقال المفتش: وما هو دليلك علي أنه لص؟
تختخ: ليس عندي دليل حتي الآن.. ولكن مجرد فكرة.
المفتش: من الصعب جداً أن نتهم الناس بالسرقة لمجرد فكرة، ولكن علي كل حال ما هي فكرتك؟
تختخ: «سأشرح فكرتي بشكل مطول نوعاً، حتي اللوحات أولاً.
سكت «تختخ» والمفتش والأصدقاء يتابعون باهتمام، ثم فهو وضع اللوحات المزيفة مكان اللوحات الأصلية.
وعاد «تختخ» إلي الصمت وقد بدأ حديثه مشوقاً جداً للأصدقاء والمفتش.
المفتش: حتي الآن هذا كلام معقول.. فكيف نفذ الجزء الثاني من الخطة؟
تختخ: الجزء الثاني من الخطة نفذه منذ خمسة أيام.. لقد دخ وانتظر حلول الظلام، فهو يعرف أن حارس المتحف يغادر مكانه بعد ذ سرقة حتي لا يتحرك رجال الشرطة، ولكن لسوء الحظ عندما وصل وأحضر الشيء الذي كان يبحث عنه ثم عاد للجلوس مع حارس الباب.
نوسة: ولكن الحديقة مضاءة، وكان يمكن للحارس أن يراه بعد إصابته.
تختخ: نسيت أن أقول لكم إن «رزق» أطفأ أنوار الح فيما يفعل.. وقد وجدنا آثاره هناك.. أعقاب السجائر، ودبابيس الرسم، ولعله خشي أن يخرج إلي الشارع فيراه أحد.. وهكذا بقي حتي قرب الفجر، حيث استطاع أن يقفز السور ثم يختفي.
المفتش: ولكن لجنة الجرد.. ألم تعرف اللوحات المزيفة؟
تختخ: إن لجنة الجرد لم تفكر مطلقاً في فحص اللوحات.. لقد أتمت مهتمها بمراجعة اللوحات والتماثيل الموجودة بما عندها من أرقام فوجدت العدد سليماً ولم ينقص، فلم تفكر في فحص اللوحات نفسها.
المفتش: إن هذه فكرة شيطانية حقاً.. المهم أن نثبتها ولابد من إحضار رسام متمكن حتي يكتشف اللوحات المزيفة.
تختخ: إن صديقنا الرسام «مأمون» يمكن أن يقوم بهذه المهمة.
المفتش: علينا إذن أن نتصل به فوراً.
وأحضر «تختخ» التليفون وتحدث إلي «مأمون» واتفقا علي أن يلتقيا في اليوم التالي في المتحف.
ما الحقيقة؟!
التقي الجميع مع الرسام «مأمون» في صباح اليوم التالي أمام المتحف، وكان المفتش شديد الاهتمام بما قاله «تختخ» أمس، خاصة أن الأفكار التي قدمها «تختخ» معقولة ومنطقية ولا ينقصها إلا إثبات غياب اللوحات الأصلية من المتحف، وهذه كانت مهنة الفنان «مأمون».
وقبل أن يدخلوا شرح «تختخ» بسرعة استنتاجاته للرسام «مأمون» الذي أبدي دهشته الشديدة لما سمع وإن أبدي استعداده في الوقت نفسه لفحص اللوحات.
دخل الجميع وقلوبهم ترتجف في انتظار أقوال «مأمون» الذي سأل «تختخ»: هل تعرف اللوحات التي سرقها؟
تختخ: بالطبع لا أعرف، ولكني أتصور أنها أهم اللوحات التي بالمتحف.
مأمون: إنني أعرف اللوحات المهمة.. فلنبدأ بلوحات «دوم «تختخ» في قدميه ولكنه تماسك قائلاً: واللوحة الثانية؟.
وأخذ «مأمون» يجسها بأصابعه، ثم أدار القماش وصاح في دهشة: هذه اللوحة مقلدة!!
المفتش: هل أنت متأكد؟
مأمون: طبعاً، فهذا النوع من القماش لم يكن مستعملاً أيام «دومييه» أي قبل نحو 100 سنة، صحيح أن التقليد متقن، ولكن نوع الزيت والألوان والقماش كلها جديدة.
أخرج المفتش من جيبه دفتر مذكراته وكتب اسم اللوحة ومقاساتها، وكانت 32*21 سنتميتراً.
وانتقل «مأمون» إلي الفنان «ديجا» وله
قال المفتش يسأل مدير المتاحف: متي تنتهي اللجنة من عملها؟
المدير: ليس قبل المساء.. فهناك عمل كثير.. وفحص 133 لوحة عمل شاق بالإضافة إلي 58 لوحة صغيرة.
انتحي المفتش بالمغامرين الخمسة جانباً وقال: لقد صحت نظريتك يا «تختخ». إنها خطة شيطانية، ونحن لا نعرف عدد اللوحات التي سرقها «رزق» ولكن من المؤكد أنها تساوي مئات الألوف من الجنيهات.. ولا بد من العثور علي «رزق» هذا قبل أن يغادر البلاد بهذه الثروة.
محب: لابد أن الفنان «مأمون» يعرف عنه بعض المعلومات التي قد تفيدنا في البحث!
وجاء الفنان «مأمون» وقال: لقد كان «رزق» زميلي في كلية الفنون، ولكنه ترك الدراسة قبل أن يتمها وسافر إلي فرنسا.. وانقطعت أخباره عني وعندما عاد منذ نحو شهرين اتصل بي تليفونياً، وكنا نلتقي ليلاً عند بعض الأصدقاء.
المفتش: ألا تعرف أين يسكن؟
مأمون: إنه يسكن عند شقيقه في «الدقي»، ولكنني لا أعرف العنوان بالضبط.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.