كرم مهرجان المسرح العربي بالدوحة د. نهاد صليحة التي قدمت ضمن فعاليات المهرجان ورقة بعنوان "أي ربيع للمسرح في الوطن العربي في ظل الربيع العربي؟"، تشيرإلي ان كلمة ربيع تعني ميلاد حياة جديدة، لكن الربيع العربي برغم مرور عامين علي ثوراته، تلبدت أجواؤه، وقد عكس المسرح في مصر حالة التوقع والفرح الأولي، ثم أدرك أن الميلاد لن يكون سهلاً، تجلي ذلك في عروض احتفالية، وأخري في مسرح التجارب الحقيقية، التي حدثت أثناء الثورة فانتقلت إلي المسرح ومنها "حكايات التحرير" - ببساطة كدة - لا وقت للفن1 -لا وقت للفن 2 - درس في الثورة- تحت قمر الثورة- ورد الجناين- كوميديا الأحزان" وغيرها، تشترك هذه العروض في طرح إشكالية العلاقة بين الأحداث من ناحية، وتفسير الأفراد لها باعتبارها حقيقة، وتؤكد د. نهاد ان مسرح الشهادات الحية يختلف عن المسرح الثقافي الذي عرفه العالم العربي في الستينات، فهو مسرح يواكب الحدث ولا يستحضر من الماضي، أبطاله يتحدثون عن تجاربهم أو يتحدثون بألسنة غائبين من أصدقائهم، استمرت هذه الحالة من الانتشاء لشهور قليلة بعد انهيار النظام، سرعان ما تكشف أن الميلاد الجديد لن يكون سهلاً، بدأت الصدامات بين القوي السياسية، وعكس المسرح هذا الإدراك في عروض الشباب الذين شاركوا في الثورة .لقد أدت تلك الصراعات إلي نضوج في الفكر، بدأ الفنانون يتأملون ثورتهم في ضوء تاريخ الأوطان، وفي ضوء ثورات أخري قامت باسم الحرية، ولعل أهم عرض جسّد لنا هذا الإدراك "ايزيس مون آمور"، أدي هذا إلي استعادة الدور الثوري في مجالات الموسيقي والرقص والحكي والتمثيل واشتركت بعض الفرق الموسيقية مع الفرق المسرحية في تقديم عروض تعتمد علي الأغنيات المعبّرة عن الثورة، كما في "انفجروا أو موتوا"، و"حكاية ميدان"، و"أمسية احتفالية علي شرف الثورة"، وتختتم د. نهاد ورقتها بأن كل العروض السابق ذكرها قدمتها فرق مستقلة لأن شباب هذه الفرق كانوا جزءاً أساسياً من المجموعات التي قادت مظاهرات واعتصامات التحرير، إلي جانب ما تجلي في فعالية "الفن ميدان" لتوسيع مجال الفنون الأدائية، وخروجها إلي ميادين الفعل الثوري.