حتي صباح الأمس، كان موقف الكتلة الرئيسية لأحزاب المعارضة المنضوية تحت لواء جبهة الإنقاذ، مازال لم يتقرر بعد بصفة نهائية وباته، تجاه الانتخابات البرلمانية القادمة، والتي تبدأ مرحلتها الاولي في شهر ابريل القادم. ورغم ما اعلن علي لسان بعض رموز الجبهة، فور صدور قرار دعوة الناخبين للإنتخابات، عن نيتهم للمقاطعة، إلا انهم سارعوا بالتأكيد علي ان الأمر لم يحسم بعد علي مستوي الجبهة، وأن ما اعلن لا يعدو ان يكون رأيا شخصيا، وليس موقفا رسميا للجبهة. وبالرغم من ذلك، نستطيع القول، بأن هناك من المؤشرات المستقاه من الأراء والتصريحات الصادرة عن بعض رموز الجبهة ما يكفي لإعطاء انطباع شبه مؤكد، علي ان اغلب التوجهات والأراء في الجبهة، اكثر ميلا لإتخاذ قرار بمقاطعة الانتخابات، وان كان هناك بعض الأراء التي تري ضرورة المشاركة. ويري اصحاب الاتجاه الأول المنادون بمقاطعة الانتخابات، ان موقفهم هو الصحيح والرد المناسب علي تجاهل المطالب التي اعلنتها الجبهة، كحل للأزمة السياسية والاقتصادية المستحكمة منذ فترة، وعلي رأسها ضرورة تشكيل حكومة إنقاذ، وتأجيل الانتخابات، وهو ما لم تتم الاستجابة له حتي الآن. ويؤكدون، ان المقاطعة هي الموقف الواجب اتخاذه، تجاه رفض تحقيق الضمانات التي طلبتها الجبهة منذ فترة، لضمان اجراء انتخابات نزيهة وصحيحة تحقق الديمقراطية. وفي المقابل يري اصحاب الاتجاه الآخر، المنادون بضرورة المشاركة في الانتخابات، ان الانسحاب والمقاطعة يضر الجبهة، ويعطي الفرصة لحزب الحرية والعدالة، والأحزاب ذات المرجعية الدينية للإنفراد بالساحة، والحصول علي اغلبية كاسحة في مجلس النواب، وهو ما لا يجب السماح به. ويؤكدون ان المناخ العام في الشارع السياسي والاجتماعي الآن يمكن ان يتيح لجبهة الانقاذ تحقيق نتائج ايجابية في الانتخابات، تحقق لها تواجدا قويا بمجلس النواب، وهو ما لا يجب التفريط فيه. وفي كل الاحوال، من المتوقع ان تحسم جبهة الانقاذ آمرها خلال الساعات القادمة ان لم تكن قد حسمته بالفعل،..، فهل ستشارك أم تقاطع؟!