الوضع الذي تمر به دول الثورات العربية تونس ومصر وليبيا، لا يرضي أحداً ولا يسر مخلصا عربيا، فالخلافات والمهاترات والفوضي وطغيان الانانية والمصالح الشخصية، يشكلون وقودا للغليان والتخريب الذي يجري، والكل يسعي لتقطيع أوصال الوطن، وخدام الانظمة السابقة لن يتركوا الساحة تهدأ، ولن يتيحوا الفرصة لنجاح أي نظام جديد، مضحين بذلك بكل ما يملكون من أموال وشبكات بلطجة، وهناك شرائح انقضت علي الاوطان، وركبت موجة الثورية، وادعت الوطنية، واستغلت القنوات الفضائية المثيرة لاثارة النعرات والخلافات. أما المخلصون من أبناء الامة فاحترموا أنفسهم، وتجنبوا المشهد المسئ المحزن وخشوا اهانة الافاقين والكذابين الذين حرصوا علي تزييف الحقائق، واثارة الفتن والقلاقل، وعاشت الاغلبية الشعبية من دول الربيع العربي تجتر أحزانها، وتتحسر علي مصير بلادها. سيناريوهات تجري وتتم لتشويه الثورات الثلاثة في تونس ومصر وليبيا، والشرفاء ينتظرون الفرج من الله، ولا يملكون غير الرجاء والدعاء أن يصلح حال البلاد. تلقيت عبر بريدي الالكتروني رسالة مليئة بالاسي والحسرة علي مايجري في ليبيا كتبها الي د. حسن علي المزوغي جامعة طرابلس، قائلا: تدخل ليبيا عامها الثاني منذ أن بدأت الأحداث الدامية، ولم تخرج بعد من هذه الدوامة التي انزلقت إليها، وليس الوقت مناسبا للحديث عما حدث ولماذا؟ وكيف؟ أو تحديد الأطراف التي شاركت في صراع ملامح نتائجه تنئ عن حقائق بدأت تنكشف كل يوم، وما نراه من غصة في حلوق أبناء شعبنا أكبر دليل. ويقول: علينا لكي ننقذ ليبيا ان نعترف بالحقيقة، لا ان نمارس الكذب كفانا مزايدات بلدنا ينهار كل يوم، ويحكمنا اناس، لا يحسون بنا وقريباً سيتركوننا بلداً مدمراً معزولاً، يجب تدارك الأمر وان يتسلم إدارة الدولة أبناءها وثوارها الحقيقيين.