بعد أيام قليلة يهل علينا شهر رمضان الكريم أعاده الله علي الأمة الإسلامية بالخير واليمن والبركات.. وهذا العام يأتي رمضان في ظل ظروف سياسية واقتصادية صعبة للغاية فهو أول رمضان بعد ثورة 25 يناير وندعو الله أن يهدأ فيه الثورجية وينظروا لحال هذا البلد بعين الرأفة والرحمة التي يحث عليها رمضان.. فما يقومون به حاليا ليس في صالح الثورة بل تفتيت لها. فليس من المعقول ولا من المقبول أن تخرج مجموعة تحطم أمامها كل من يقابلها في ميدان العباسية ويصاب المئات في مشهد مأساوي انفطر فيه قلب كل غيور علي أمن واستقرار هذا البلد الذي وصفه الله بالأمن والأمان لكل من يلجأ إليه عندما قال جل شأنه "ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين". إن ما حدث في ميدان العباسية وقبله في الميادين الأخري ينذر بكارثة كبري من الممكن -لا قدر الله- أن تقضي علي مصر وشعبها.. وإذا كنا قد صفقنا طويلا للثوار الشرفاء في ميدان التحرير حتي قامت الثورة المباركة فإننا اليوم نتحسر علي مجموعة من المتعصبين الذين يريدون خراب البلد ولا يريدون له الأمن والأمان والاستقرار وإلا ماذا نسمي ما حدث في العباسية والذي كان يشبه معركة بين أعداء وليس بين أبناء وطن واحد؟!! السؤال الذي يفرض نفسه.. لماذا يريد البعض أن يقضي علي كل شيء جميل في هذا البلد؟.. فالجيش المصري كان ومازال هو حامي هذا الوطن ولولا عناية الله وستره وهذا الجيش ما حققت الثورة أهدافها وما كنا وصلنا لهذه المرحلة التي عرفنا فيها معني الديمقراطية الحقة وليست الديمقراطية الزائفة التي كنا نضحك بها علي أنفسنا طوال ثلاثين عاما هي فترة نظام الحكم السابق. يا سادة.. إن شهر رمضان يجب أن يكون فرصة لعودة الهدوء والأمن لمصر.. فالصيام يدعو المسلم إلي السكينة والاطمئنان والعمل علي زيادة الإنتاج وقبل كل هذا وذاك إلي طاعة الله وحب الغير والتخلص من كل شائبة تتعلق بالنفس البشرية ومن كل حقد وغل يصاب به بعض بني البشر. إن العالم كله ينظر إلي مصرنا الغالية نظرة كبرياء وعظمة خاصة بعدما شاهد كيف تتعامل بعض الجيوش العربية الأخري مع شعوبها.. فهل نقوم بثورة علي كل السلبيات التي ملأت حياتنا ونبدأ في هذا الشهر الكريم صفحة جديدة مع الوطن الذي يستحق من كل من يعيش علي أرضه التضحية والفداء من أجله كي نشعر بحلاوة "رمضان الثورة" أم أن مرارة الحسرة والتخريب والهمجية ستظل في حلوق المصريين طوال الشهر الفضيل؟.. رمضان كريم وكل عام وشعب مصر والثورجية الشرفاء بخير.