عبدالقادر شهيب في توقيت واحد تقريبا حذرت الإدارة الأمريكية مواطنيها من السفر إلي مصر، وأيضا طلبت من الإدارة المصرية ضرورة التحقيق في أحداث العنف التي تشهدها البلاد ومحاسبة المسئولين عنها.. وهذا يشي بأن الادارة الأمريكية تتوقع أو تتنبأ أن يستمر ما تشهده مصر من عنف واضطراب سياسي لوقت لم تحدده، وهو سبب تحذيرها لمواطنيها من السفر إليها، رغم نصيحتها الرسمية بمحاسبة من تورطوا في ممارسة العنف، والحوار بين الحكم والمعارضة. ولاتفسير لذلك سوي أن الادارة الأمريكية لا تتوقع أن تلقي نصيحتها التي جاهرت بها المتحدث باسم الخارجية الأمريكية آذانا صاغية واستجابة في مصر.. وبالتالي لايحدث ما دعت إليه من حوار بين الحكم والمعارضة والتحقيق في حوادث العنف ومحاسبة المتورطين فيها، سواء رجال الأمن أو المتظاهرين كما تقول الخارجية الأمريكية، التي كشفت المتحدثة باسمها عن قلق واشنطن مما يحدث في بلادنا. وهذا القلق الأمريكي هو قلق حقيقي بالفعل كما تكشف ذلك التقارير والتحليلات اليومية التي تتضمنها الآن الصحف الأمريكية حول الأوضاع السياسية المصرية.. فإذا كانت أمريكا لاتشارك المصريين طموحهم في انطلاق وتقدم بلادهم إلا أنها أيضا لاتريد لمصر أن تغرق في العنف والاضطراب السياسي لان ذلك يهدد مصالحها.. فهو يؤثر بالسلب علي أمن اسرائيل حليفتها الأساسية في منطقتنا، وأمن قناة السويس الشريان الحيوي والاستراتيجي لكن ما يهمنا نحن من القلق الأمريكي هي تلك النبوءة التي يستند إليها، وهي نبوءة استمرار العنف والاضطراب السياسي في بلادنا لوقت غير محدد.. فهذا العنف والاضطراب السياسي سوف يصيب اقتصادنا بالشلل.. لأنه يشيع مناخا لا يشجع منذ عامين علي الاستثمار سواء الوطني والاجنبي، ولايشجع أيضا علي السياحة الأجنبية.. والخطورة انه صار لا يشجع ايضا علي اقراضنا وتقديم المساعدات المالية لنا.. وهكذا بعد أن خسرنا ثلث عائدات السياحة وكل الاستثمارات الأجنبية نحن مهددون الآن بخسارة وعود عديدة بمساعدتنا ماليا، بعدما رهن أصحاب هذه الوعود تنفيذها، كما فعل الأوروبيون، بانتهاء العنف والاضطراب السياسي الذي تعيشه بلادنا. أن هذا العنف والاضطراب السياسي هو انتحار اقتصادي لنا، ولانجاة لنا الا بوقفه..وهذه هي المسئولية الأولي والأهم للحكم.. ولم يعد ثمة ترف انتظار اجراء الانتخابات البرلمانية التي لن تبدأ قبل شهرين وسوف تستغرق أكثر من شهر، نكون خلالها قد استهلكنا كل ما لدينا من احتياطيات النقد الأجنبي.