إن الثورة الشبابية المصرية في 25 يناير هي صناعة الشعب المصري اليائس من استبدادية الدولة الأمنية وأوتوقراطية نظام الحكم الدكتاتوري الأوحد . كما أنها إنقلاب علي حالة الإستسلام والإسترخاء والإقصاء والتهميش التي عمت جميع فئات وتيارات المجتمع المصري كما سادت جميع المؤسسات والهيئات السياسية والإجتماعية والإقتصادية والصناعية وغيرها ، كما أنها فوران لبراكين الغضب الشعبي المطالبة بالحرية والديموقراطية والعدالة الإجتماعية وتحسين الأوضاع المعيشية والإقتصادية والصحية للمواطنين ، علماً بأن الهدف الحقيقي للثورة الشبابية الشعبية المصرية هو إسقاط وتطهير وتقويم نظام الحكم ومؤسساته الفاسدة وتنوير وتطوير وتنمية ونهضة وبناء وإعمار مؤسسات الدولة المصرية وليست الثورة حرب تخريب وتدمير وإسقاط للدولة المصرية ، علماً بأن الثورة العرجاء والمنقوصة التي تتعثر في مسارها الثوري أو ثورة الإستسلام التي لم تحقق أهدافها أو الثورة الإيروقراطية التي تمر بمراحل الصعود والهبوط والظهور والإختفاء في المجالات السياسية والإقتصادية والإيديولوجية والثقافية والإجتماعية وفي جميع المجالات كما حدث في مصر وفي جميع ثورات الربيع العربي قد تؤدي إلي تكريس ظواهر الإنفلات الأمني والإضطراب الإجتماعي والإنهيار الإقتصادي والفراغ القيمي والأخلاقي كما قد تؤدي إلي الرغبة الشعبية والمجتمعية في الإنقلاب والردة علي الثورة وهذا ما قد يكرس ويبرر ظاهرة الهجرة الشبابية والعلمية والفنية من الأوطان إلي بلاد المهجر كما قد يفرز مجتمعات طاردة لشبابها وعقولها وكوادرها وطاقاتها البشرية ، علماً بأن حلم الهجرة مرتبط بمعيار الإنتماء والثقافة والتعليم والمستوي الإجتماعي والإقتصادي والمعيشي كما يرتبط بحالات الإستقرار والسلام والمستوي المعيشي والإقتصادي للشعوب والمجتمعات ، علماً بأن جميع المصريين في المهجر لديهم الرغبة في العودة إلي أوطانهم كما لهم حقوق تتمثل في الدفاع عن مصالحهم وحماية هويتهم كما عليهم واجبات تتمثل في الإستثمار في أوطانهم والإستفادة من خبراتهم وعقولهم ، كما أن جموع الشباب وجماهير الشعب المصري الثائرة عليهم جميعاً مسئولية تفجير مظاهر الثورة السلمية الهادفة لإشعال ثورات التصحيح والعلم والعمل والإنتاج والتطور والتقدم والتنمية والنهضة والبناء ومحاربة الأمية ومحاصرة مظاهر الجهل والتخلف وتفشي الأمراض ، كما أن مسار الثورة المصرية الصحيح يتمثل في إعادة بناء الإنسان المصري العصري المبدع والمنتج والخلاق وكذا إعادة هيكلة جميع مؤسسات الدولة بما يحقق زيادة معدلات النمو والتنمية والتطور وكذا إعادة تفاعل العلاقة بين جماهير الشعب والسلطة الحاكمة في مصر. د. م. حسن صادق هيكل قمرونة منيا القمح - الشرقية