في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها الوطن الآن، وما يشهده ويعيشه من موجات عنف متزايدة، ووقائع صدام متكررة، وما أسفرت عنه من أحداث مأساوية، سالت فيها الدماء، وأُزهقت فيها الأرواح، وسقط خلالها الضحايا، يصبح من الضروري واللازم علي كل أبناء مصر المخلصين، بذل أقصي الجهد لوأد الفتنة وإنقاذ البلاد مما يتهددها من أخطار جسام، يمكن أن تعصف بها وتوردها موارد التهلكة. ولعلنا ندرك قبل فوات الأوان، أن استمرار حالة الاحتقان والانقسام الحادة القائمة بين القوي السياسية المختلفة والمتصارعة، هي الطريق المؤدي لإضعاف الدولة وانهيارها، في ظل التحديات الضخمة التي تواجهها علي جميع الأصعدة والمستويات السياسية والاقتصادية والأمنية. وأحسب أن الوقت قد حان لوضع نهاية عاجلة وفورية لحالة الاحتقان المجتمعي التي استشرت في الآونة الأخيرة، وزادت حدتها نتيجة الخلافات والصراعات المشتعلة بين القوي والتيارات والأحزاب المؤيدة والمعارضة لسلطة الحكم ومؤسسة الرئاسة. وعلي الجميع مؤيدين ومعارضين إدراك أن استمرار هذا الصراع، قد أدي إلي نتائج وانعكاسات سلبية علي البلاد، ظهرت واضحة فيما نراه الآن من ظواهر عنف متنامية، ووقائع صدامات متكررة ومتصاعدة، وهو ما بات يؤثر بالسلب علي الاستقرار والأمن بصورة عامة. ولعلنا لا نذيع سراً إذا قلنا إننا كنا نتمني مثل الكثيرين من أبناء الوطن أن نري نهاية قريبة لحالة الانقسام والاستقطاب القائمة بين القوي السياسية، التي أصابت جميع أوجه الحياة بالعطب والتمزق، وتوقعنا أن يتم ذلك بتدخل عاجل وفعال وصادق من الحكماء والرموز الوطنية ذات الثقل والوزن علي الجانبين، سواء في جبهة المؤيدين أو جبهة الإنقاذ التي تمثل المعارضة. ولكن خاب أملنا، في ظل ما رأيناه من غيبة الجدية الواجب توافرها لرأب الصدع ولمَّ الشمل لدي الطرفين، وهو ما أوصلنا إلي ما نحن فيه اليوم من فرقة وصدام وعنف،...، وهو ما لا يجب أن يستمر، ولا يصح أن يُترك دون مواجهة وعلاج حاسم، حفاظا علي سلامة الوطن والأمن القومي للبلاد. والسؤال الآن: هل يثوب الجميع إلي جادة الرشد والصواب ويعملون بصدق وأمانة لإنقاذ الوطن؟!